(سيمفونية البترا) لهيثم سكرية : رحلة موسيقية الى المدينة الوردية
عمان- الراي- تقدم أوركسترا عمان السيمفوني برعاية وزيرة الثقافة نانسي باكير ، وبالتعاون مع المعهد الوطني للموسيقى ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، سيمفونية البترا.والسمفونية من تأليف وقيادة أوركسترا المايسترو هيثم سكرية ، وهي أول سيمفونية عربية أردنية تقدم في الأردن من خلال أوركسترا في حفل حي .
وقال سكرية: ان هذا الكونسيرت هو أهم محطة فنية في حياتي الموسيقية ، رغم جميع الحفلات التي قدمتها للجمهور الأردني ، وبرغم الكم الكبير من الأغاني التي قدمتها والتي يغنيها النجوم الأردنيين ، وبرغم الكثير من الجوائز المحلية والعربية التي حصلت عليها ، وبرغم تقديمي لأعمال سيمفونية في القاهرة بمشاركة أوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادتي ، إلا أن هذا العمل هو الأهم في مسيرتي الفنية.
واشار الى ان الاهمية تكمن في أن العمل السيمفوني (سيمفونية البتراء)، ربما يكون بدايةً لميلاد عهد جديد في للموسيقى الجادة والتأليف السيمفوني ، ورؤية جديدة للمشهد الموسيقي الأردني الذي بات يسيطر عليه الأغنية فقط . وبين سكرية ان سيمفونية البترا ، هي سيمفونية عربية أردنية بكل المعايير العالمية والمحلية ، فهي في قالب القصيد السيمفوني الذي ظهر في أواخر العصر الرومانتيكي والذي يربط الموسيقى بالدراما.
واوضح ان السمفونية، هي موسيقى تصويرية تعبيرية تصور البترابتاريخها ، عراقتها ، جمالها ، وأردنيتها من خلال اتباع المدرسة القومية في التأليف الموسيقي وذلك باستخدام الطابع الأردني في روح الموسيقى واستخدام ألحان شعبية أردنية تم توظيفها في العمل والتي يرافقها نسيج هارموني يؤدى من آلات الأوركسترا .
وعن الالات المستخدمة، قال: بالإضافة الى استخدام بعض الآلات الشرقية التي نتميز بها نحن الأردنيين ، مثل المهابيش والقرب والتي ستؤدي بعض الألحان الأردنية مع استمرار المصاحبة الهارمونية من قبل باقي آلات الأوركسترا . وتكمن أهمية هذه السيمفونية أيضاً بأنني ولأول مرة سأقدم عملاً سيمفونياً في الأردن بعد تقديمي لأعمالي الأخرى منذ أربع سنوات في دار الأوبرا المصرية في القاهرة .
واكد ان سيمفونية البتراهي قصيد سيمفوني يرتبط بالدراما ، فسوف يتم تقديمها من خلال كونسيرت يصور قصة درامية لرحلة من عمان الى البترا، تلك هي القصة - كما يصفها- : في رحلتنا الى عجيبة الدنيا البترانصل في طريقنا الى وادي رم مع شروق الشمس ، فيسلب المنظر أعيننا ونسمع الموسيقى المنبعثة من بين الجبال الشاهقة كالعمالقة وكأن فيها روح الطبيعة تعزف لنا سيمفونيـة الشروق في وادي رم ( Sunrise in Wadi Rum ) ، موسيقى ذات جمل قوية تصف الطبيعة بقوتها وجمالها وحيوية المكان وسحر المنظر في جبال وادي رم الشامخة منذ آلاف السنين . وتوقف عند الغروب، حيث تبدأ الشمس بالاختباء خلف الجبال العملاقة وتعزف لنا سيمفونية الغروب في وادي رم ( ) Sunset in Wadi Rum ، موسيقى رومانسية تصور أجمل غروب في العالم ، في جبال وادي رم وفيها يحلى السهر ، فنقيم خيمنا لنبيت ليلة من العمر في وادي رم ونقيم حفلاً ساهراً نعزف فيه كونشيرتو الكمان ونغني فيه حبيتك أنا عمان " .
واشار الى الرحلة التي تبدأ في الصباح نصل الى البترا، ونسمع أصداء الموسيقى في السيق فتزيغ أبصارنا بما نرى وتنشد أعيننا هنا وهناك على جانبي السيق فنرى الموسيقى . ثم تأخذنا الموسيقى الى أجمل ما في الكون ؛ الخزنة التي تعزف لنا موسيقى التاريخ ؛ تاريخ الأنباط ، تاريخ الأردن ، ألحاناً عربيةً تحمل في ثناياها عبق التاريخ وسحر الحاضر .
وقال: تتنوع الموسيقى بين القوة والرومانسية الى أن تأخذنا الى جمال قهوتنا في المهابيش وألحاننا الأردنية التي تسري في عروقنا . وبعد الغذاء نستريح على تقاسيم البيانو في ألحان عذبة شرقية عربية أردنية ، ونقيم ليلتنا في حفل سمر على ألحان سيمفونية البترا( Petra Symphony ) .
هذه القصة الصغيرة لرحلة البتراوالتي سيتم طباعتها على مطوية الحفل ليتسنى للمتلقي ربط ما يسمعه من موسيقى بما يتخيله من صور في هذه الرحلة . وهذه هي الموسيقى البروجرامية ( التصويرية ) التي تربط الموسيقى بالدراما .
واشار الى ان المشهد الموسيقي الأردني يفتقد للأعمال الموسيقية الجادة فمنذ رحيل المؤلف يوسف خاشو ليومنا هذا لم يتم تقديم سيمفونية أردنية ، فلقد كتب ما يقارب الأربعة عشر سيمفونية جميعها تندرج تحت مسمى الموسيقى البروجرامية والذي اتجه في تأليفه الى المدرسة القومية ، فكتب سيمفونياته التي تحمل عناوين وطنية أردنية مثل : سيمفونية الهاشميون ، سيمفونية أردن الحسين ، سيمفونية ، الحسين بن طلال ، سيمفونية الحسين بن علي ، وسيمفونية القدس ، ولقد حاز على وسام الاستقلام من الملك الراحل الحسين بن طلال - طيب الله ثراه - ووسام الكوكبة من الرئيس الراحل ياسر عرفات . ولكنه وبرغم المستوى الرفيع لأعماله إلا أن الظروف لم تسمح له بتقديم أعماله للجمهور الأردني وذلك لعدم توفر أوركسترا آنذاك وقام بتسجيلها ونسخها على اسطوانات ، أما اليوم فأوركسترا عمان السيمفوني تحتل مكانة رفيعة بين الأوركسترات العربية ، ولها حضور فاعل على المستوى الأردني والعربي والعالمي أيضاً رغم عمرها القصير الذي لم يتم العامين . وهذا بفضل رعاية أمانة عمان لها وبجهود ادارتها من قبل الدكتور كفاح فاخوري مدير المعهد الوطني للموسيقى ، وبفضل تدريبها وقيادتها من قبل المايسترو الأستاذ محمد عثمان صديق ، والذين أتوجه اليهم جميعاً بعميق الشكر لإتاحة الفرصة لي لعمل مثل هذا الكونسيرت .
وعد السيمفونية جاهزة حيث بدأ عمل البروفات اللازمة مع الأوركسترا، التي ستستمر لحين موعد الكونسيرت الذي سيقام في الأول من شهر كانون الأول القادم على مسرح مركز الحسين الثقافي في السابعة والنصف مساءً ، وسيتم نقله على الهواء مباشرة على القناة الأردنية .