احتفالات رأس السنة الجديدة عند الامازيغ
بدأ العام الحالي يطوي آخر صفحاته ويرحل تاركا الطريق أمام عام جديد يحمل كل جديد يمحو ما حمله الماضي من أفراح وأتراح والكل يحتفل بهذه المناسبة وفق عاداته وطقوسه مشبعين جميعا بالامل والتفاؤل بعام افضل معبرين عن فرحهم بفرصة جديدة لتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه خلال عام مضى.
وكما هو معروف فإن الاول من كانون الثاني من كل عام يعتبر بداية لعام جديد في معظم الدول، ولكن عند الامازيغيين في الجزائر فيعتبر يوم 12 كانون الثاني هو بداية السنة الامازيغية التي تسمى /ثابورت أو ستاس/ أو باب السنة.
وقد بدأ الامازيغ يعدون للسنة الامازيغية منذ سنة 950 قبل الميلاد وحسب التاريخ الجزائري فإن بداية السنة الامازيغية كانت يوم انتصار الملك البربري أو الامازيغي/شاشناق/ على الملك رمسيس الثالث من أسرة الفراعنة في مصر في معركة دارت في منطقة /ني سنوس/ بالقرب من ولاية تلمسان غرب العاصمة الجزائرية سنة 950ق.م ويسمى اليوم الاول من السنة الامازيغية بـ(الناير) حيث يتزامن حسب الامازيغ مع تعاقب الفصول ومختلف اطوار الحياة عند النباتات التي تحدد أوقات القيام بالاعمال الزراعية والفلاحية وكذلك موقع النجوم.
وبحلول الناير تبدأ الروزنامة الفلاحية عند الفلاحين وهي الفترة بين طوري دوران الارض حول الشمس المتمثلة في الاعتدال الربيعي والانقلاب الشتائي خلال السنة وهذا ما يفسر اتباع الفلاحين للطقوس ذات العلاقة بالنشاطات الزراعية لكل فصل الى يومنا هذا.
ويحتفل السكان بـ (الناير) ولاسيما في العديد من المناطق في الجزائر وفي ولايات عديدة ويكون الاحتفال بالناير الذي يرمز للخصوبة والازدهار بإقامة طقوس تسمى بـ /آسغل/ لإبعاد الجوع وسوء الطالع وللتفاؤل بالخير ووفرة المحاصيل، كما يعد الناير فرصة لإقامة حصيلة عامة ولتجديد النفس لمواجهة متطلبات الحياة ويعتقد الناس في بعض المناطق بأن من يحتفل بالناير سيبعد عن نفسه عين السوء وعواقب الزمن. وتشير مقولة من التراث الجزائري في منطقة القبائل الكبرى الى ان لاسلام ولاهناء بلا تضحيات ويتم في مناسبة الاحتفال بالناير نحر ديك على عتبة المنزل. ويتمثل عشاء الليلة المسمى /ايمنسي/ عادة في المدن كما هو في القرى في طبق /الكسكسي/ بلحم الدجاج وهو طبق مشهور في الجزائر ويجب ان يلتف كل أفراد العائلة حول هذا الطبق.