بعد استنساخ الفئران المجمدة العلماء يتطلعون لاستنساخ الماموث المنقرض
يأمل العلماء ان يتوصلوا قريبا الى اعادة ماموث سيبيريا المنقرض الى الحياة بعد 11 الف سنة من موت افراده في هذه المنطقة الجليدية. ويأتي هذا الامل بعد نجاح التجربة المثيرة التي قام بها علماء يابانيون في كوب وتوصلوا بها الى تكوين فئران سليمة باستنساخ خلايا دماغ فأر بالغ مجمد منذ سنوات.الفئران المجمدة كانت محفوظة في درجة ناقص 20 درجة سلسيوسية منذ 16 سنة، وقد عمل العلماء على ازالة الجليد عنها، وجمع نوى خلايا من دماغها، ووضعها في بويضات جرى ازالة المادة الوراثية منها، ليحصلوا بذلك على اجنة مستنسخة. ووبعد ذلك استخدموا خلايا جذعية من هذه الاجنة لتكوين فئران مستنسخة.
نجح العلماء في تكوين اربعة فئران مستنسخة، مات احدها بسبب صعوبات في التنفس بعد الولادة مباشرة، وافترس آخر من امه التي ربته، في حين نما الاثنان المتبقيان الى مرحلة البلوغ، وكانا بصحة جدية.
العلماء الذي نجحوا ايضا في تكوين تسعة فئران اخرى مستنسخة بدمج خلايا من اجنة مختلفة نشروا تقريرا عن انجازهم هذا في المجلة العلمية .Proceedings of the National Academy of sciences..
تأتي أهمية هذا الانجاز من ان عمليات الاستنساخ التي تجرى على حيوانات مختلفة حاليا، تستخدم خلايا حية تكون فيها المادة الوراثية سليمة تماما، وكان يعتقد ان الاستنساخ اعتمادا على خلايا مجمدة صعب لتكون بلورات جليدية في الخلايا المستخدمة تعمل على اتلاف مادة الوراثة، وتجعل من عملية استنساخ حيوانات ميتة او مجمدة منذ زمن بعيد مهمة مستحيلة.
العلماء اليابانيون من مركز البيولوجيا المطورة في كوب برئاسة د. تيروهيكو واكاياما، يقولون ان تجربتهم اثبتت انه بالامكان استخدام خلايا مجمدة منذ زمن طويل لاستنساخ حيوانات بالغة منها، وهذا يعني انه بالامكان استنساخ حيوانات منقرضة من خلايا لها محفوظة في الجليد منها او في أي تربة مناسبة.
وتبعا لما نشرته الغارديان قبل ايام فان العلماء حاولوا سابقا استخدام خلايا حيوانات منقرضة لاعادة احياء هذه الحيوانات. ففي عام 2001م، استخدم العلماء البقرة بيسي لانجاب الثور نواه، وهو ثور مهدد بالانقراض وقد نجح العلماء الاميركيون في تجربتهم هذه الا ان الثور مات بعد يومين. ويتطلع علماء من متحف اكسفورد للتاريخ الطبيعي لاجراء تجربة مماثلة على طائر الدودو المنقرض.
بيل هولت المسؤول عن قسم بيولوجيا التكاثر في الجمعية الحيوانية في لندن يقول انه حتى اذا نجح العلماء في اعادة احياء الحيوانات المنقرضة، فان التساؤل يبقى عن مدى الفائدة من ذلك، واين سيوضع الحيوان المنقرض. ويضيف انه لو افترضنا امكانية استنساخ حيوان الماموث المنقرض، فهل سنضعه في حديقة الحيوان؟ وهل سنعمل على تكوين قطيع منه؟ وهناك تساؤل آخر، فالماموث المحفوظ في جليد سيبيريا موجود هناك منذ 11 الف سنة، مما يعني ان التحلل الذي اصاب خلاياه اكبر بكثير من الفئران التي جمدت منذ 16 سنة فقط.
ويقول العلماء ان استنساخ جنين يتطلب أما مانحة للبويضة لوضع مادة الوراثة من الحيوان المنقرض فيها، ويتطلب أما حاضنة لتحمل الجنين في رحمها لعدة اسابيع او شهور، فمن اين نحصل على هذه الام اذا كان الحيوان منقرضا.
وتقول الغارديان ان علماء استراليين يعملون حاليا لاعادة احياء نمر تاسمانيا المنقرض اعتمادا على بقايا مادة وراثة له.
وان علماء آخرين يتطلعون الى انثى الفيل لتكون الام الحاضنة للماموث، ويتطلع آخرون الى تجربة استنساخ نمر سيبيريا حتى استنساخ انسان نياندرتال المنقرض وهو سلف الانسان الحالي.
يشار الى ان مشروع ZSLs Frozen Ark يعمل حاليا على حفظ خلايا من حيوانات منقرضة واخرى مهددة بالانقراض لاستخدامها مستقبلا في اعادة تكوين هذه الحيوانات وتكثيرها.