"حمدا لله أخيرا تخلصت من همومي، ومشاكلي ومضايقات أصحابي، أنا لا أصدق".. هكذا عبرت الفتاة السعودية "عوكه" عن فرحتها بعد أن غيرت اسمها إلى "لينا"!.
"عوكه" لم تكن الفتاة السعودية الوحيدة التي قامت بتغييرإسمها، فهناك كثيرات مثلها إستبدلن إسمائهن بأسماء تساير الموضة، لتنتشر ظاهرة تغيير الفتيات لأسمائهن فى الآونة الأخيرة بشكل ملفت للانتباه، ظننا منهن أن الأسماء الجديدة قد تجلب لهن الحظ أو تزيد من فرصهن في الحصول على العريس المنتظر!.
شرط زواجي
"عوكه" التى ظلت سنوات طوال تعاني من مشاكل عديدة حتى بلوغها 25 عاما لم تصدق أنها تخلصت من همومها وغيرت اسمها، تقول: "سنوات طوال وأنا أعاني من مشاكل عديدة كانت تقابلنى بسبب اسمي، ففى مراحل دراستي الإبتدائية كان أصدقائي يأخذون من اسمي أضحوكة لهم وينسجون عليه القصص الطريفة والمواقف التى كنت أشعر بسببها بحرج شديد، وكلما اشتكيت إلى المسئولين بالمدرسة كانت الكلمة الوحيدة هى لابد أن أكون معتزة بإسمي مهما كان".
تضيف: "في إحدى المرات ذهبت إلى والدي باكية وترجيته أن يساعدنى فى تغير اسمي، ولكنه رفض لأن هذا الإسم هو اسم جدتي، وما كان أمامي إلا الإنصياع لأوامره لأظل مرغمة على تقبل المواقف المحرجة التى بسببها كنت أفضل الانعزال عن العالم الخارجي لبضعة أيام".
وتتابع: "بعد التحاقى بالجامعه تقدم لى رجل يريد الزواج مني فوجدتها فرصتي الأخيرة وطلبت من الوسيط أن يخبره بأني موافقة بشرط مساعدتي على تغيير اسمي، ولحسن الحظ وافق، وبالفعل غيرت اسمي، ولكن أهلي عاقبوني بمقاطعتي مدة طويلة إعتراضا منهم على ما قمت به، ولكني الآن لست نادمة على ما فعلت".
من مشينة لهيفاء
أما "مشينه" فأكدت أن تغيير اسمها إلى "هيفاء" جلب لها الحظ بعد أن عزف الرجال عن التقدم لها، تقول: "طالما تحدثت مع والدتي عن رغبتي فى تغير اسمي، ورغم أنها اقتنعت بالفكرة إلا أنها خافت أن تفاتح بها والدي لأن هذا الإسم هو اسم شقيقته التى توفيت وكانت هى أقرب الناس إليه".
تضيف: "بعد سنوات طوال لاحظت أمي أن اسمي سبب لى مشاكل عديدية منها تأخر زواجي وخصوصا بعد زواج شقيقتي الأصغر مني، رغم أنني أجمل منها، وحينها استجمعت أمي شجاعتها وتحدثت مع أبي الذى وافق على غير ما كنت أتوقع وغيرت اسمي، لتتغير حياتي وأتزوج سريعا".
بينما تحدثنا "رغبة" فتقول: "غيرت اسمي إلى نسرين لأن زوجي يريد ذلك وكثيرا ما حدثني عن هذا الموضوع، ولكنى لم أهتم فى البداية، إلا أنه بدأ يضايقني بأن يسخر من اسمي كثيرا ويختلق النكات أمام أبنائي الذين يضحكون عليّ، وبعد فترة من العناد لم تدم كثيرا غيرت اسمي تلبية لرغبته ورغبة أبنائي".
عمشاء.. نانسي
"عمشاء" طبيبة حولت اسمها إلى "نانسي"، تقول: "الآن فقط أصبحت أجمل، واستطعت المشاركة فى جميع الحفلات والمناسبات التى طالما حلمت المشاركة فيها، وكان يمنعني رغبتي بعدم الوقوع بمواقف محرجة أنا فى غنى عنها، يكفيني المواقف التى أقابلها من زميلاتي بالجامعة عندما يسألوني عن اسمي".
وتقول: "للأسف الأباء لايشعرون بمدى الضغط النفسي والعصبي الذى يقع فيه الأبناء جراء تسميتهم بهذه الأسماء مبررين ذلك بأن الإسم هو اسم لأمه أو شقيقته أو أحد أصدقائه فأنا عايشت تجربة مريرة رغم أننى طبيبة، إلا إنني دائما ما كنت أشعر بالحرج، وخصوصا عندما يسألني أحد عن اسمي حيث تتعالى الصيحات والتعليقات البشعة التى كنت مرغمة على تقبلها بالضحك خوفا من التمادى فى الإستهزاء، ولكن العقبة الوحيدة التى مازالت تقابلنى هو أن معظم معارفي وأصدقائي حتى والدي ووالدتي يدعوني بإسمي القديم وكثيرا ما هددتهم أني لن أرد على من يناديني بإسمى هذا ولكن دون جدوى".
كله إلا هيفاء
وعن رأى الشباب وهل يقبل الزواج من فتاه تدعى باسماء غريبة.. يقول: ع. الغامدى، أنا لا أرى عيبا فى تغيير الفتاة لإسمها إذا كان يجلب لها المشاكل وهذا حقها، لكن أن تغير لأنها تريد مسايرة الموضة كأن تسمي نفسها هيفاء أو نانسي فهذا لا يجوز".
ومن جهته يلقى عبد الله، اللوم على الأباء قائلا: "يجب على كل أب وأم أن يحسنا اختيار أسماء أولادهم حتى لا يقعوا فريسة للضغط النفسي والعصبي أو يتعرضوا لمواقف محرجة قد تزعزع ثقتهم بأنفسهم".
جائز شرعا
عن حكم تغيير الأسماء، أوضح الداعية الدكتور"محمد النجيمي" – بحسب جريدة الوطن- بأنه جائز شرعا، فلقد أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيير الأسماء غير الحسنة فغير اسم (صعب) إلى (سهل).
وتابع: "وأقر علماؤنا في العصر الحديث تغيير الأسماء السيئة إلى حسنة إقتداء برسول الله، فمبدأ تغيير الأسماء في الشريعة جائز إذا كان فيها نوعا من الإساءة أو مخالفة الشريعة الإسلامية".
وأرجع " النجيمي" السبب وراء انتشار هذه الظاهره الى التقليد الأعمى مثل الإقتداء بأسماء الفنانات وفسره بضعف الوازع الديني عند بعض السيدات، وأضاف: "أما إذا كان تغيير الاسم استجابة لرغبة المنجمين والمشعوذين الذين يقولون للشخص أن اسمه شؤم عليه فلا يجوز، لأنه ينتج عن متابعة المشعوذين والدليل على ذلك قول رسول الله: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه, فقد كفر بما أنزل على محمد".