المكتبة في أي جامعة كنز ثقافي ، لكن الطلبة في جامعات الأردن غيروا من الغاية التي افتتحت من أجلها، فالعديد منهم حولوها إلى ساحات لتبادل مشاعر العشق والهيام، بل و أحيانا إلى أماكن مشبوهة يكثر فيها عناق الأرجل تحت الطاولات المخصصة للقراءة.
وبعيدا عن التعميم ستجد الكثير من الشباب والفتيات الذين يرتادون المكتبات الجامعية في عزوف وابتعاد عن أرفف الكتب والمجلات العلمية ، وبينما تجد أكوام الغبار تغزو الكتب والرفوف فأن مشاعر الطلبة المراهقين التهبت ولم تجد لها مكانا تفصح فيه عن رغبتها "المحرمة" إلا في مكتبات العلوم والتربية والفقة...!!
في العديد من المكتبات ستجد أيضا كما لا بأس به من الشباب الجامعي منغمس في قصص الحب و"روايات عبير " التى اصطحبوها معهم بعيدا عن تكليفات الأساتذه التي تحثهم على إعداد الأبحاث والتقارير. أجواء رومانسية
يقول ناصر( 22 سنة) طالب إدارة نظم شبكات: "المكتبة الجامعية تحولت في كثير من الأحيان إلى كرخانة، أنا من الشباب الذين لا يقبل على قراءة الكتب والمجلات العلمية التي تزخر بها مكتبة جامعتي، آتي إلى المكتبة فقط كي أجلس إلى صديقتي، في الحقيقة المكتبة هي أفضل مكان للحديث عن الحب الذي قد ينتهي بالزواج، ففيها أجواء هادئة ولا يشوش علينا أحد..!!".
ويضيف الطالب في كلية الحقوق خليل محمد( 21 سنة): "كتبي الجامعية لا أقرئها إلا قبل الإمتحانات بيوم فهل تتوقعون مني أن أقبل على مطالعة الكتب الثقافية والعلمية، المطالعة الاختيارية هي ضرب من الجنون هكذا أراها، أدخل المكتبة فقط للجلوس مع محبوبتي في نفس القسم، فالمكان هادئ ويوصل للأجواء الشاعرية والرومانسية..!".
ويؤكد الطالب علي عواد في حديثه لـ"عشرينات" أنه لم يدخل المكتبة بقصد الثقافة والمطالعة طيلة الأربع سنوات التي قضاها في دراسته الجامعية قط، مشيرا إلى أن دخوله وجلوسه على الطاولات المخصصة للمطالعة كان يقتصر على مواعدة الفتيات الراغبات بالتعارف..!!
نتالي (22 سنة) ترى أن المكتبات الجامعية خصصت لتحصيل المعرفة والثقافة في مختلف المجالات قائلة: "التعارف والصداقة مابين الشاب والفتاة هي إحدى الأهداف التي أنشئت من أجلها المكتبة الجامعية، وبخصوص المطالعة فهي برأيي ضرورية لكننا كشباب لا تستهوينا القراءة ، وذلك لأسباب كثيرة ترهق تفكير الشاب والفتاة، وقد يكون على رأسها الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يمر بها المواطن..".
وفي المقابل يرى الطالب الجامعي حسن رافع أن "المكتبات الجامعية أفرغت من مضامينها وأهدافها الحقيقية التي أنشئت من أجلها"، مؤكدا أن كثيرا من الطلبة يعتبرون الكتاب عدوا لهم، وأن همهم الأساسي هو اختلاق قصص الحب والغرام داخل المكتبات التي خصصت بالأصل لغايات الدراسة وتحصيل العلوم والمعارف.
ياسمين وضاح طالبة في كلية الصيدلة تقول: "انتشار هذه الظاهرة المقلقة في الجامعات تشرح لنا وبشكل واضح وجلي الأسباب الرئيسة التي تخرج للمجتمع طلابا وطالبات فاشلون في جميع المجالات التي تعلموها خلال سنوات الدراسة..".
وتشعر الطالبة آلاء عمر بالحزن والأسى -كما تقول- حين ترى الشباب والفتيات يذهبون للمكتبات المخصصة لطلب العلم والمعرفة فقط للتعارف ولعقد اللقاءات التي لا تخلو من الهمس واللمس في كثير من الأحيان..!!