أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

محمود درويش

محمود درويش شاعر المقاومه الفلسطينيه ، وأحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة و الوطن المسلوب .محمود درويش الابن الثاني



22-11-2008 10:03 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 02-12-2007
رقم العضوية : 2,526
المشاركات : 6,714
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647
42691

محمود درويش شاعر المقاومه الفلسطينيه ، وأحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة و الوطن المسلوب .محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات ، ولد عام 1942 في قرية البروة ، وفي عام 1948 لجأ إلى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا إلى فلسطين وبقي في قرية دير الأسد شمال بلدة مجد كروم في الجليل لفترة قصيرة، استقر بعدها في قرية الجديدة شمال غرب قريته الأم البروة.
أكمل تعليمه الإبتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الأسد وهي قريه عربية فلسطينية تقع في الجليل الأعلى متخفيا ، فقد كان يخشى أن يتعرض للنفي من جديد إذا كشف اليهود أمر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروماً من الجنسية ، أما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف .
انضم محمود درويش إلى الحزب الشيوعي في فلسطين ، وبعد إنهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الإتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي أصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .

لم يسلم من مضايقات الإحتلال ، حيث أُعتقل أكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق بأقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح إلى مصر وانتقل بعدها إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاق أوسلو.

شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، وأقام في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى إسرائيل بتصريح لزيارة أمه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.

و يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث و إدخال الرمزية فيه . في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى ..

من اشعار محمود درويش:
رساله من المنفى

تحية.. وقبلة
وليسَ عندي ما أقولُ بعدْ
من أين أبتدي؟ وأين أنتهي؟..
ودورة الزمان دون حد
وكل ما في غربتي
زوّادة، فيها رغيف يابس، ووجد
ودفتر يحمل عني بعض ما حملت
بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد
من أين أبتدي؟
وكل ما قيل وما يقال بعد غد
لا ينتهي بضمة.. أو لمسة من يد
لا يرجع الغريب للديار
لا ينزل الأمطار
لا ينبت الريش على
جناح طير ضائع.. منهد
من أين أبتدي؟
تحية.. وقبلة.. وبعد..
أقول للمذياع: قل لها أنا بخير
أقول للعصفور:
إن صادفتها يا طير
لا تنسني، وقل بخير
أنا بخير
أنا بخير
ما زال في عيني بصر!
ما زال في السماء قمر!
وثوبي العتيق حتى الآن، ما اندثر
تمزقت أطرافه
لكنني رتقته.. ولم يزل بخير
وصرت شابًّا جاوز العشرين
تصوريني.. صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أواجه الحياة
وأحمل العبء كما الرجال يحملون
وأشتغل
في مطعم.. وأغسل الصحون.
وأصنع القهوة للزبون
وألصق البسمات فوق وجهي الحزين
ليفرح الزبون
أنا بخير
قد صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أدخن التبغ، وأتكئ على الجدار
أقول للحلوة: آه
كما يقول الآخرون
"يا إخوتي، ما أطيب البنات،
تصوروا كم مُرّة هي الحياة
بدونهن.. مُرّة هي الحياة"
وقال صاحبي: "هل عندكم رغيف؟
يا إخوتي ما قيمة الإنسان
إن نام كل ليلة.. جوعان؟"
أنا بخير
أنا بخير
عندي رغيف أسمر
وسلة صغيرة من الخضار
سمعت في المذياع
تحية المشردين.. للمشردين
قال الجميع: كلنا بخير
لا أحد حزين..
فكيف حال والدي؟
ألم يزل كعهده يحب ذكر الله
والأبناء.. والتراب.. الزيتون؟
وكيف حال إخوتي
هل أصبحوا موظفين؟
سمعت يومًا والدي يقول:
سيصبحون كلهم معلمين..
سمعته يقول:
"أجوع حتى أشتري لهم كتابًا"
لا أحد في قريتي يفك حرفًا في خطاب
وكيف حال أختنا..
هل كبرت.. وجاءها خطاب؟
وكيف حال جدتي
ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب؟
تدعو لنا..
بالخير.. الشباب.. والثواب!
وكيف حال بيتنا
والعتبة الملساء.. والوجاق.. الأبواب؟
سمعت في المذياع
رسائل المشردين..
للمشردين جمعهم بخير!
لكنني حزين..
تكاد أن تأكلني الظنون
لم يحمل المذياع عنكم خبرًا..
ولو حزين
ولو حزين
الليل يا أماه ذئب جائع سفاح
يطارد الغريب أينما مضى..
ويفتح الآفاق للأشباح
وغابة الصفصاف لم تزل تعانق الرياح
ماذا جنينا نحن يا أماه؟
حتى نموت مرتين
فمرة نموت في الحياة
ومرة نموت عند الموت!
هل تعلمين ما الذي يملؤني بكاء؟
هبي مرضت ليلة.. وهدّ جسمي الداء!
هل يذكر المساء
مهاجرًا أتى هنا.. ولم يَعُد إلى الوطن؟
هل يذكر المساء
مهاجرًا مات بلا كفن؟
يا غابة الصفصاف! هل ستذكرين
أن الذي رموه تحت ظلك الحزين
كأي شيء ميت إنسان؟
هل تذكرين أنني إنسان
وتحفظين جثتي من سطوة الغربان؟
أماه يا أماه.
لمن كتبت هذه الأوراق
أي بريد ذاهب يحملها؟
سدت طريق البر والبحار والآفاق..
وأنت يا أماه.
ووالدي، وإخوتي، والأهل، والرفاق..
لعلكم أحياء
لعلكم أموات
لعلكم مثلي بلا عنوان
ما قية الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان؟


42721




توقيع :amoon
<font face="Arial"><font size="4">0uymgyeyduthg5l8nay
r8orrkyje2m4is1fiuoz

look/images/icons/i1.gif محمود درويش
  22-11-2008 10:04 مساءً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 02-12-2007
رقم العضوية : 2,526
المشاركات : 6,714
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647
42730


بطاقه هويه

سجلّ
انا عبدوني
و في جيبتي مليون الف
و سياراتي ثمانية
و التاسعة اشتريها هذا الصيف
سجل
انا عبدوني
و اسمي على وجهي مسّطر
و سياراتي الثمانيةلا اعلم لها مصدر
و لا مورد على ورق يذكر
اتجاوز دائما الخط الاحمر
فهل تغضب؟
سجل انا عبدوني
انا بين الناس لقب
اعيش في بلاد كل ما فيها
يصفق للذهب
اموالي
قبل قرع اي باب
تشرعه لي بلا تعب
ابي..من اسرة فلان
لا يهم ما النسب
و جدي كان بائعا
لا يفقه الكتب
يعلمني كيف اجمع اموالا دون تعب
و قصري يشمخ عاليا
من اجود الحجارة تعلوه القبب
فهل يهمك يا هذا ؟
ان كنت مجرد لقب؟
سجل
انا عبدوني
لوني الشعر ليموني
و لون العين..زيتوني
و ميزاتي
على شعري الوان خفية
و يدي ناعمة كالحرير
تداعب من يلامسها
و عنواني
انا من عمان الغربية
شوارعها كلها ضياء
و كل سياراتها في فخامة تمخر
فهل تغضب؟؟
سجل
انا عبدوني
سلبت اموال غيري
و اراض لي لا املكها
انا و جميع اقراني
و لم اترك لأحد و لا حتى احفادي
شيئأ يكون به فخور
فهل تهمني حكومتكم؟
اذن
سجل بالصفحة الاولى
انا لا يقلقني انسان
ولا اعمل حسابا لاحد
لكني..اذا قررت
اختلس من اي بنك
حذار ...حذار من اقرضي
و من هربي
************
توقيع :amoon
<font face="Arial"><font size="4">0uymgyeyduthg5l8nay
r8orrkyje2m4is1fiuoz

look/images/icons/i1.gif محمود درويش
  22-11-2008 10:06 مساءً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 02-12-2007
رقم العضوية : 2,526
المشاركات : 6,714
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647
42728
الى امي

أحن .. الى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي ..
و تكبر في الطفولة
يوماً على صدر أمي
وأعشق عمري لأني
اذا مت
أخجل من دمع أمي !
خذيني ، اذا عدت يوماً
وشاحاً لهديك
وغطي عظامي بعشب
تعمد من طهر كعبك
وشدي وثاقي ..
بخصلة شعر ..
بخيط يلوح في ذيل ثوبك ..
ضعيني ، اذا ما رجعت
وقوداً بتنور نارك
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت ، فردي مجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع ..
لعش انتظارك .. !

توقيع :amoon
<font face="Arial"><font size="4">0uymgyeyduthg5l8nay
r8orrkyje2m4is1fiuoz

look/images/icons/i1.gif محمود درويش
  22-11-2008 10:06 مساءً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 02-12-2007
رقم العضوية : 2,526
المشاركات : 6,714
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647
42729
تحديّ

تحدي
شدوا وثاقي
وامنعوا عني الدفاتر
والسجائر
وضعوا التراب على فمي
فالشعر دم القلب..
ملح الخبز..
ماء العين
يكتب بالأظافر
والمحجر والخناجر
سأقولها
في غرفة التوقيف
في الحمام..
في الإسطبل..
تحت القيد..
فى عنف السلاسل:
مليون عصفور
على أغصان قلبي
يخلق اللحن المقاتل
*****
توقيع :amoon
<font face="Arial"><font size="4">0uymgyeyduthg5l8nay
r8orrkyje2m4is1fiuoz

look/images/icons/i1.gif محمود درويش
  22-11-2008 10:08 مساءً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 02-12-2007
رقم العضوية : 2,526
المشاركات : 6,714
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647
42716

أبد الصبار

إلى اين تأخُذُني يا أَبي ؟
إلى جِهَةِ الريحِ يا وَلَدي …

... وَهُما يَخْرجانِ مِنَ السَهْل ، حَيْثُ
أَقام جنودُ بونابرتَ تلاَّ لِرَصْدِ
الظلال على سور عَكََّا القديم -

يقولُ أَبٌ لابِنِه : لا تَخَفْ . لا
تخف من أَزيز الرصاص ! التصِقْ
بالتراب لتنجو ! سننجو ونعلو على
جَبَلٍ في الشمال ، ونرجعُ حين
يعود الجنودُ إلى أهلهم في البعيد .

ومن يسكُنُ البَيْتَ من بعدنا
يا أَبي ؟
سيبقى على حاله مثلما كان
يا ولدي !

تَحَسَّسَ مفتاحَهُ مثلما يتحسَّسُ
أَعضاءه ، واطمأنَّ . و قال لَهُ
وهما يعبران سياجاً من الشوكِ :
يا ابني تذكَّرْ! هنا صَلَبَ الانجليزُ
أَباك على شَوْك صُبَّارة ليلتين ،
ولم يعترف أَبداً . سوف تكبر يا
ابني ، وتروي لمن يرثون بنادقهم
سيرة الدم فوق الحديد ....

- لماذا تركتَ الحصان و حيداً ؟
- لكي يُؤنسَ البيتَ ، يا ولدي ،
فالبيوتُ تموت إذا غاب سٌكَّانٌها ...

تفتحُ الأبديَّةُ أَبوابها ، من بعيد ،
لسيَّارة الليل . تعوي ذئابُ
البراري على قَمَرٍ خائفٍ . و يقولُ
أَب لابنه : كُنْ قوياً كجدِّك!
وأَصعَدْ معي تلَّة السنديان الأخيرةَ
يا ابني ، تذكَّرْ : هنا وقع الانكشاريُّ
عن بَغْلَةِ الحرب ، فاصمُدْ معي
لنعودْ .

- متى با أَبي ؟
- غداً . ربما بعد يومين با ابني !

وكان غَدُ طائشُ يمضغ الريح
خلفهما في ليالي الشتاء الطويلةْ .
وكان جنودُ يُهُوشُعَ بن نونَ يبنون
قَلْعَتَهُمْ من حجارة بيتهما . وهما
يلهثان على درب ( قانا ) : هنا
مرَّ سيَّدُنا ذاتَ يومٍ . هنا
جَعَل الماءَ خمراً. وقال كلاماً
كثيراً عن الحبَ ، يا ابني تذكّر
غداً . وتذكّرْ قلاعاَ صليبيَّةً
قَضَمَتْها حشائش نيسان بعد
رحيل الجنود ....
*****
توقيع :amoon
<font face="Arial"><font size="4">0uymgyeyduthg5l8nay
r8orrkyje2m4is1fiuoz

look/images/icons/i1.gif محمود درويش
  29-11-2008 06:10 صباحاً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 21-12-2007
رقم العضوية : 3,041
المشاركات : 8,532
الجنس :
قوة السمعة : 517,823,815
يسلمو اديك يا امون
توقيع :عيون الحزن
policier12el1policier12el1

The-Prophet2
أنا لم ولن أكون لعبة لآمرأة تتحكم فيها الأهواء
أنا من عرفني تصاب نفسه بالغرور والخيلاء

ويكفيه فخراً انه عرفني لذلك يقف لي أنحناء

look/images/icons/i1.gif محمود درويش
  31-12-2008 07:18 مساءً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 04-12-2008
رقم العضوية : 19,980
المشاركات : 1,306
الجنس :
قوة السمعة : 211,873,995
يعطيكي العافية..:hat:
توقيع :أحلــــ نشمية أردنية ــى
love-najd-76

ودي يمر إسبوووع من غير زعل ودموع ونعيش مثل الناس أهدى شعور وإحساس.. face (62)

look/images/icons/i1.gif محمود درويش
  26-01-2009 07:34 مساءً   [7]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 04-10-2008
رقم العضوية : 15,766
المشاركات : 4,260
الجنس :
قوة السمعة : 1,307,595,199
يسلمووووووووووو
كتيرررررررررررررررر
على الموضوع المذهل
والله يرحمه
وشعره رائع
توقيع :سراب
<embed src="http://up.l7njo.com/images/ec4uvsx1n9ncu6rs.swf" WIDTH=550 HEIGHT=450 quality="high" loop="false" menu="false" TYPE="application/x-shockwave-flash" AllowScriptAccess="never" nojava="true"></embed>
|*|يسلمو مالك على التوقيع|*|
[/b][/i]

look/images/icons/i1.gif محمود درويش
  29-01-2009 11:50 مساءً   [8]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 14-01-2009
رقم العضوية : 22,327
المشاركات : 1,974
الجنس :
قوة السمعة : 136,537
يسلمو ايديكِ عالموضوع
والشاعر محمود درويش يستحق ان يخلد بالتاريخ ..

اسمحيلي اضيف هالقصيدة ..

الجسر



مشياً على الأقدامِ،

أو زحفاً على الأيدي نعودُ


قالوا..


وكانَ الصخرُ يضمرُ


والمساءُ يداً تقودُ..

لم يعرفوا أنَّ الطريقَ إلى الطريقِ


دمٌ، ومصيدةٌ، وبيدُ


كلُّ القوافلِ قبلهم غاصتْ،


وكانَ النهرُ يبصقُ ضفتيهِ

قطعاً من اللحمِ المفتتِ،

في وجوهِ العائدين


كانوا ثلاثةً عائدين:



شيخٌ، وابنتهُ، وجنديٌّ قديم



يقفونَ عند الجسرِ..




(كان الجسرُ نعساناً، وكانَ الليلُ قبعةًَ.



وبعدَ دقائقَ يصلون. هل في البيتِ ماء؟



وتحسّسَ المفتاحَ ثم تلا من القرآنِ آية...)



قالَ الشيخُ منتعشاً: وكم من منزلٍ في الأرضِ يألفهُ الفتى



قالتْ: ولكنَّ المنازلَ يا أبي أطلالُ !


فأجابَ: تبنيها يدانِ..


ولم يتمَّ حديثهُ، إذ صاحَ صوتٌ في الطريق: تعالوا !



وتلتهُ صقطقةُ البنادق..


لن يمرَّ العائدون



حرسُ الحدودِ مرابطٌ


يحمي الحدودَ من الحنين


(أمرٌ بإطلاقِ الرصاص على الذي يجتاز هذا الجسر


هذا الجسرُ مقصلةُ الذي رفضَ التسوّلَ تحتَ ظلِّ وكالةِ الغوثِ الجديدهْ.



والموتَ بالمجّانِ تحتَ الذلِّ والأمطار، من يرفضه يُقتلُ عندَ هذا الجسرْ.



هذا الجسرْ مقصلةُ الذي ما زالَ يحلُمُ بالوطن).



الطلقةُ الأولى أزاحتْ عن جبينِ الليلِ




قبعةَ الظلام



والطلقةُ الأخرى..



أصابتْ قلبَ جنديٍّ قديم



والشيخُ يأخذُ كفَّ ابنتهِ ويتلو



همساً من القرآنِ سورهْ


وبلهجةٍ كالحلمِ قال:



- عينا حبيبتيَ الصغيرهْ



ليَ، يا جنود، ووجهها القمحيُّ لي


لا تقتلوها، واقتلوني



(كانت مياهُ النهرِ أغزر..



فالذينَ رفضوا هناكَ الموتَ بالمجّان أعطوا النهرَ لوناً آخراً.


والجسرُ، حينَ يصيرُ تمثالاً، سيُصبغُ – دونَ ريبٍ-



بالظهيرةِ والدماءِ وخضرةِ الموتِ المفاجئ).



... وبرغمِ أنَّ القتلَ كانَ كالتدخين..



لكنَّ الجنودَ "الطيّبين"،


الطالعينَ على فهارسِ دفترٍ..



قذفتهُ أمعاءُ السنين،




لم يقتلوا الاثنين..



كانَ الشيخُ يسقطُ في مياهِ النهرِ



والبنتُ التي صارتْ يتيمهْ



كانتْ ممزّقةَ الثياب،




وطارَ عطرُ الياسمين




على صدرها العاري الذي




ملأتهُ رائحةُ الجريمهْ




والصمتُ خيّمَ مرّةً أخرى،




وعادَ النهرُ يبصقُ ضفتيهِ




قطعاً من اللحمِ المفتت




.. في وجوهِ العائدين



لم يعرفوا أنَّ الطريقَ إلى الطريقِ



دمٌ ومصيدةٌ. ولم يعرفْ أحد

شيئاً عن النهرِ الذي

يمتصُّ لحمَ النازحين

(والجسرُ يكبرُ كلَّ يومٍ كالطريقْ،

وهجرةُ الدمِ في مياهِ النهرِ تنحتُ من حصى الوادي

تماثيلاً لها لونُ النجوم، ولسعةُ الذكرى،

وطعمُ الحبِّ حينَ يصيرُ أكثرَ من عبادة).
توقيع :مجرد انثى
<font face="Times New Roman">لا لن ارتحل .... فسياج ذاك الدرب شرياني


<embed src="http://up.l7njo.com/uploads/files/l7njo.com-936210f007.swf" WIDTH=506 HEIGHT=450 quality="high" loop="false" menu="false" TYPE="application/x-shockwave-flash" AllowScriptAccess="never" nojava="true"></embed>

::

<embed src="http://up.l7njo.com/uploads/files/l7...936210f007.swf" WIDTH=506 HEIGHT=450 quality="high" loop="false" menu="false" TYPE="application/x-shockwave-flash" AllowScriptAccess="never" nojava="true"></embed>


<font face="Times New Roman">المبدع محمد كيلاني greet015 nAshOomA (25)

look/images/icons/i1.gif محمود درويش
  31-01-2009 10:54 مساءً   [9]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 14-01-2009
رقم العضوية : 22,327
المشاركات : 1,974
الجنس :
قوة السمعة : 136,537
حالة حصار

هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
وما يفعل العاطلون عن العمل:
نُرَبِّي الأملْ!

بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً
لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر:
لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة
أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ
في حلكة الأَقبية

هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً

سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا
نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ

أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى
بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ
فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ

هنا، لا أَنا
هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ...

يقولُ على حافَّة الموت:
لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:
حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.
سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،
وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن،
وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ...

في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ
بين تذكُّرِ أَوَّلها.
ونسيانِ آخرِها.

هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت،
لا وَقْتَ للوقت.
نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله:
ننسي الأَلمْ.

الألمْ
هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل
صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.

لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا.
فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها.
لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ
يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ
تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ

يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ
بمنظار دبّابةٍ...

نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.

أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،
واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ
فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.
أَيها الواقفون على عتبات البيوت!
اُخرجوا من صباحاتنا،
نطمئنَّ إلى أَننا
بَشَرٌ مثلكُمْ!

نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:
نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا
في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،
ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ
أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا
لمواليد بُرْجِ الحصار.

كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له:
ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ
وتعالَ غداً !

أُفكِّر، من دون جدوى:
بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ
على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،
وفي هذه اللحظة العابرةْ؟
فتوجعنُي الخاطرةْ
وتنتعشُ الذاكرةْ

عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ،
بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء
بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ
الجوِّ واللَهْو. أَعلى وأَعلى تطيرُ
الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ
حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين

الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ
قَيْدَ التَشَابُهِ...
عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا
هو الوحيُ...
أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ
مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها


إلي ناقدٍ: لا تُفسِّر كلامي
بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور!
يحاصرني في المنام كلامي
كلامي الذي لم أَقُلْهُ،
ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي

شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي
السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد
جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ
والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في
شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد...

نحبُّ الحياةَ غداً
عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة
كما هي، عاديّةً ماكرةْ
رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ
وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ
فليكن
خفيفاً على القلب والخاصرةْ
فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ
من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!

قال لي كاتبٌ ساخرٌ:
لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ،
لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ

إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ
وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ
الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ
وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ

إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً،
إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ:
قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار،
فيكبر طفلاً معافي،
ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ
تارِيخَ آسيا القديمَ.
وقد يقعان معاً في شِباك الغرام.
وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ).
ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟
صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً،
والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟
فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ
وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟

لم تكن هذه القافيةْ
ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ
ولا لاقتصاد الأَلمْ
إنها زائدةْ
كذبابٍ على المائدةْ

الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض
تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة.

الحصارُ هُوَ الانتظار
هُوَ الانتظارُ على سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ

وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ
لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ

لنا اخوةٌ خلف هذا المدى.
اخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون.
ثم يقولون في سرِّهم:
ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ:
لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا.

خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ.
وعَشْرَةُ جرحى.
وعشرون بيتاً.
وخمسون زيتونةً...
بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي
سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ

في الطريق المُضَاء بقنديل منفي
أَرى خيمةً في مهبِّ الجهاتْ:
الجنوبُ عَصِيٌّ على الريح،
والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ،
والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام،
وأَمَّا الشمال، الشمال البعيد
فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ
إنه مَجْمَعُ الآلهةْ

قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي
فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ

إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي
فكُنْ شجراً
مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا
وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي
فكُنْ حجراً
مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا
وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي
فكن قمراً
في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا
هكذا قالت امرأةٌ
لابنها في جنازته

أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا
من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا
ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا
أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟

واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.
ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء:
علي صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط).
ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام).
ومختلفون علي واجبات النساء
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).
مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص،
مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ...
ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.

قال لي في الطريق إلى سجنه:
عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
كهجاء الوطنْ
مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !

قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ
يكفي
لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ
وتنظيف حَمأةِ هذا المكان

على الروح أَن تترجَّلْ
وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ
إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن
قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم
وكأسَ النبيذِ القديم
لنقطع هذا الطريق معاً
ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ:
أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ
فتختار أَن تجلس القرفصاء على صخرة عاليةْ



إلى شاعرٍ: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ
تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ
فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ
و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ

:يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ
هاتفي لا يرنُّ
ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ
فكيف تيقَّنتِ من أَنني
!لم أكن ههنا

:يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ
في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ
لا أَستطيعُ قراءةَ دوستويفسكي
ولا الاستماعَ إلى أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما
في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار...
إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ
في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ

يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ
فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ
يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ ؟
تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي
وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ ... أَبْعَدْ

سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر،
أَن الضَجَرْ
صِفَةٌ من صفات البشرْ

لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ ـ
قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء
بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ
قلبي بريء مضيء مليء،
ولا وقت في القلب للامتحان. بلى،
لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّى أُحبَّك؟
هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي،
وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟
لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ
هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ.
عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ...
ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ

جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ
تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل
أَو في المداخن، أو في الخيام التي
نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ...

على طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ
والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي
ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ
بأنَّ الحياةَ هنا ... لا هناكْ

الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها
رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ
ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ
غيرِ مأهولةٍ،
فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ،
ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها.
كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها
عدَّلَتْهُ بجرَّافة.
فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ
بيضاءُ من غير سوء ...

إلي شبه مستشرق: ليكُنْ ما تَظُنُّ
لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ
ولا أَلعبُ الجولف
لا أَفهمُ التكنولوجيا،
ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ!
أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟
لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري،
لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء.
أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجر البُنْدُقيَّة
قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟

في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً
تحجَّرَ في أَبَدِهْ
في الحصار، يصير المكانُ زماناً
تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ

هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ
أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ
لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات
فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ،
جغْرافيةْ !

أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً
ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه،
وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى

الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.

الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى
عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ
علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين،
لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ
عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.

الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة
إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً
من أَحَدْ.

الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ.
وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً:
كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي.
أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !

الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوى موقعي وأَثاثي الفقيرِ.
وَضَعْتُ غزالاً على مخدعي،
وهلالاً على إصبعي،
كي أُخفِّف من وَجَعي !

سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.

أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة
القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ:
داءِ الأملْ.

وفي ما تبقَّى من الفجر أَمشي إلى خارجي
وفي ما تبقّى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي.

سلامٌ على مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي
نشوة الضوءِ، ضوءِ الفراشةِ، في
ليل هذا النَفَقْ.

سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي
في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين:
سلامٌ على شَبَحي.

إلي قارئ: لا تَثِقْ بالقصيدةِ ـ
بنتِ الغياب. فلا هي حَدْسٌ، ولا
هي فِكْرٌ، ولكنَّها حاسَّةُ الهاويةْ.

إذا مرض الحبُّ عالجتُهُ
بالرياضة والسُخْريةْ
وَبفصْلِ المُغنِّي عن الأغنيةْ

أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً
للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ
وشاهدةً من رخام الزمن
فأسبقهم دائماً في الجنازة:
مَنْ مات.. مَنْ ؟

الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الى . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ!

الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ
وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد
وجارةُ عمِّ الشهيد الخ ... الخ ..
ولا نبأ يزعج العالَمَ المتمدِّن،
فالزَمَنُ البربريُّ انتهى.
والضحيَّةُ مجهولَةُ الاسم، عاديّةٌ،
والضحيَّةُ ـ مثل الحقيقة ـ نسبيَّةٌ الخ ... الخ ف

هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدون
في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات
التي استمع الشهداءُ إليها، وظلَّت كرائحة
البُنّ في دمهم، طازجة.

هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلُحُ الطائراتُ محاريثَ ؟
قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا،
فقد يتسرَّبُ شيءٌ من السِلْم للنفس.
عندئذٍ نتباري على حُبِّ أشيائنا بوسائلَ شعريّةٍ.
فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النَفْس
يفتح أبوابَ قلعتنا لِمقَامِ الحجاز أو النَهَوَنْد ؟
فقلنا: وماذا ؟ ... وَبعْد ؟

الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ
الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ..

فناجينُ قهوتنا. والعصافيرُ والشَجَرُ الأخضرُ
الأزرقُ الظلِّ. والشمسُ تقفز من حائط
نحو آخرَ مثل الغزالة.
والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل في ما تبقَّي لنا
من سماء. وأشياءُ أخرى مؤجَّلَةُ الذكريات
تدلُّ على أن هذا الصباح قويّ بهيّ،
وأَنَّا ضيوف على الأبديّةْ.
توقيع :مجرد انثى
<font face="Times New Roman">لا لن ارتحل .... فسياج ذاك الدرب شرياني


<embed src="http://up.l7njo.com/uploads/files/l7njo.com-936210f007.swf" WIDTH=506 HEIGHT=450 quality="high" loop="false" menu="false" TYPE="application/x-shockwave-flash" AllowScriptAccess="never" nojava="true"></embed>

::

<embed src="http://up.l7njo.com/uploads/files/l7...936210f007.swf" WIDTH=506 HEIGHT=450 quality="high" loop="false" menu="false" TYPE="application/x-shockwave-flash" AllowScriptAccess="never" nojava="true"></embed>


<font face="Times New Roman">المبدع محمد كيلاني greet015 nAshOomA (25)

look/images/icons/i1.gif محمود درويش
  08-02-2009 05:39 مساءً   [10]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 07-03-2008
رقم العضوية : 5,564
المشاركات : 14,974
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647
يسلمووو ايديكي اموون
روووعه الموضوع و
القصائد بتجنن
كتير حلوووين
توقيع :Hadeel
واخـــــــــــيرا
yaaai


يلا الكل يفووت هون .. وكل ماتفوتوا على المنتدى فوتوا كمان


http://www.jo1r.com/jo/showthread.php?t=88488


[face=Lucida Sans Unicode]بكسروا يللي مابدخل haa.gif [/face]

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 2 < 1 2 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
تحميل رحلة إلى الدار الآخرة ، الشيخ محمود المصري ، أبو عمار ღ غيث المقدادي ღ
0 51 ღ غيث المقدادي ღ
تحميل كتاب يوم في الجنة ، الشيخ محمود المصري ღ غيث المقدادي ღ
0 59 ღ غيث المقدادي ღ
تحميل يوسف الأحلام ، الشيخ محمود المصري - أبو عمار ღ غيث المقدادي ღ
0 51 ღ غيث المقدادي ღ
تحميل الفقه الميسر للمرأة المسلمة ، الشيخ محمود المصري ، مجلد ضخم 1024 صفحة ღ غيث المقدادي ღ
0 54 ღ غيث المقدادي ღ
اغنية شلك من نار العشقة لمحمود الحنيش اسير في قلب حبيبتي
111 8958 basel.basel

الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 10:50 PM