العراب نيوز
احيانا يكون عدم الرد او الصمت ردا كافيا على خزعبلات الخصم، وتفوهاته التي تثير حالة من التقزز ورغبة في التقيؤ لسخافتها ودونيتها. ولكن عندما يبلغ الانحطاط مداه، واستغلال السياسة في ابشع صورها، واطلاق الكلام دون مراعاة للحقائق الثابتة على الارض، من تاريخ كشاهد اثبات على الحق، والجغرافيا مثل كتاب مقدس لا يجوز العبث به، او اللعب في نصوصه. ذلك هو شأن الاردن، فيما كان وما زال وسيبقى. العدو الاسرائيلي يمر باسوأ حالاته الاجتماعية والعسكرية والاقتصادية، وهذا النمر الورقي الذي كان يثير الخوف والفزع في نفوس الاخرين، اصبح مسخرة حتى للخراف. ومن عادة هذا العدو اللئيم نقل حروبه ومشكلاته خارج الحدود، وبرغم اتفاقية وادي عربة الا ان تصريحات جنرالات اليهود كانت كلها باتجاه الاردن - رغم النفي الرسمي - وهي سياسية ليكودية اعتمدها القاتل شارون من اجل تفريغ الضفة الغربية بما فيها الاراضي المحتلة عام ٤٨ من سكانها العرب الاصليين وانشاء دولة يهودية عنصرية خالصة على حساب الاردن. لكن احلام قادة اسرائيل الدمويين كانت تصطدم دوما بحقيقتين ثابتتين: اولاهما تمسك الفلسطينيين بتراب وطنهم وتشبثهم بارضهم وثانيهما: ان الصخرة الاردنية عصيثة على الحلول الصهيونية الامريكية. فالاردن ليس بقعة جغرافية خالية من السكان ليسهل على اليهود تكييفها بالشكل الذي يريدون، ففيها شعب عربي ذو ارادة صلبة، وقدرة خارقة على العطاء، يتوج ذلك انتماء اصيل غير هجين، ولاء للقيادة الهاشمية لا يدانيه ولاء لا في العالم العربي ولا في العالم المتقدم. من هنا نقول لصحيفة يديعوت احرنوت الموغلة في الكذب والاسفاف ان ما قالته حول اهتمام مصر الشقيقة بالتهدئة كان خوفا من حريق في المنطقة يهدد الاردن، ان تلك نكتة سمجة، وحديث افتراء لا يقصد من ورائه الا الوقيعة والدس. فهل تعتقد اسرائيل ان الاردن من الهشاشة بحيث ان حريقا هنا وهناك يهدد كيانه، وهل يعتقد من اطلق بالون الاختبار المحشو بالغازات السامة والكريهة ان الاردن خيمة منصوبة على طرف جبل او على ضفة نهر قابلة للاشتعال. وعودة للتاريخ فان الاردن يحتل المركز الثالث عالميا في الامن والامان، والاردن صمد منذ بواكير انشائه امام رياح التغيير، وعواصف الانقلابات، وتسونامي المؤامرات والاحلاف التي تكسرت على صخرة صموده. ونضيف ان الاردن صانع احداث لا متلق لها وهو ملاذ الاحرار، وملتقى الرجال الرجال، وقد تربى هذا الوطن في المدرسة الهاشمية وُبني على الايمان والتقوى والذود عن كرامة العرب. ان العزف المنفرد للقادة اليهود والصحافة اليهودية التي تخدم المؤسسات الصهيونية لن تلقى اذانا صاغية من احد لانها نشاز وقد وصف كاتب بريطاني حاخامات اسرائيل «بالمخربين» لاسباب عدة اهمها ايمانهم بالخرافة والدفاع عنها، وعدم قبولهم بالسلام. الملك عبدالله بن الحسين هو من اشد المتحمسين لاقامة دولة فلسطينية على التراب الفلسطيني وان محاضراته وخطاباته في المنتديات الاوروبية وفي الجامعات والكونغرس والامم المتحدة اثارت حفيظة الصهاينة الذين لا يريدون انهاء الاحتلال، ويعملون على مدار الساعة لبناء المستوطنات وتهويد القدس والتضييق على اهل الضفة وفرض الحصار على غزة وشن حروب عدمية كارثية وهم يعادون كل من يقف امام مخططاتهم ويريدون صديقا يؤيد اخطاءهم الاقليمية وعبثهم بخارطة الشرق الاوسط وهذا لن يكون طالما ان هناك زعماء وقيادات مثل الملك عبدالله الذي انتصر للفلسطينيين وادان الجدار العازل في محكمة لاهاي الدولية. نقول: ان الحريق الذي يخيف المنطقة لن يهدد الاردن بل يهدد الكيان الاسرائيلي الذي بدأ بتأرجح ويتفكك فالدولة التي تقوم على البطش والعدوان طريقها الى زوال وابلغ مثال الامبراطورية الرومانية التي لم يبق منها سوى الحجارة وبعض الاثار لتكون موعظة للعقلاء ان كان في اسرائيل عاقل واحد.