مشاهد الرعب ... حتى آخر ساعة ... قبيل قيام الساعة
ستحدث أحداث عظيمة قبيل أن ينتهي أمر الدنيا
بعضها مرعب، وبعضها غريب لا عهد لنا به
وإن كل ذلك لكائن
وفي هذا الموضوع، وضعت النبوءات التي تتحدث عن هذه الأحداث في سياق مشاهد حية بهدف تسهيل تخيلها
المشهد الأول: المدينة النبوية
يسأل صاحبه:
- هل لك أن تأخذني إلى المدينة؟
- يمسك عبرته ويقول: أو غير ذلك؟
- ما هو إلا ذلك؟
فيسير به في الطرق الجبلية المؤدية إلى المدينة، إلى أن يصل إلى قرية مهجورة موحشة، لا يُرى فيها إنسان، ويسمع من بعيد أصوات الضباع وغيرها من السباع، فيجلس على صخرة، ويبكي ...
ويعود صاحبه ليسأله:
- سألتك أن تريني المدينة، لا أن تأتي بي إلى هذا المكان الموحش، وتجلس تبكي، ما خطبك؟!
- فيريد أن يتكلم ... فيخنقه البكاء ...
- بالله عليك قل لي ما الأمر!
- هذا المكان الموحش هو مدينة رسول الله – صلى الله عليه وسلم ... لم نكد نفرح بعمران بيت المقدس حتى امتحننا الله بخراب يثرب، لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا به، والدوام له وحده.
فما إن سمع هذه الكلمات حتى أجهش في البكاء، وجلسا يبكيان ويبكيان إلى أن أفزعتهما أصوات الوحوش التي اقتربت، فقاما مسرعين هاربين.
المشهد الثاني: نزوح الناس إلى الشام قطار قوافل النازحين من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام لا يتوقف !!!
والكل هارب باتجاه الشمال مخلفاً وراءه أرضه وبيته وماله، حاملاً معه ما يمكن حمله من متاع.
في منظر يشبه منظر الحجيج وهم ينتقلون من عرفات إلى مزدلفة ...
والناس مهمومة مُنهكة ...
منهم الراكب ومنهم الماشي ...
وقد تحولت الجزيرة العربية إلى ما يشبه حقلاً كبيراً للبراكين.
هكذا هي جزيرة العرب في أيام الدنيا الأخيرة !!!
النار تلاحق الناس في حلهم وترحالهم ...
تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا.
ومنذ أن خرجت النار من باطن الأرض من منطقة حضرموت في اليمن، والناس في جزيرة العرب لا يهنؤون بعيش، ولا يتوقفون عن التنقل باتجاه الشمال هروباً من الحمم والنيران ...
ولا تزال النار تتوسع باتجاه الشمال، وتضطر الناس للنزوح، حتى يُحشر أهل الجزيرة العربية في بلاد الشام.
المشهد الثالث: غياب شمس الإسلام عن العالم تتلفت في الكرة الأرضية في شرقها وغربها، فلا تجد مسلماً واحداً
عالم ليس فيه كعبة
ولا قرآن
وإن وجدت أطلال المساجد فلا يوجد أحد يعمرها الكفر مطبق على الكرة الأرضية تماماً
ومن العرب من عاد إلى الشرك كيف وصلت الأمور إلى هذا المشهد المرعب؟
بعد سنين من العد التنازلي في أعداد العلماء، جاء الزمان الذي انقرض فيه جميع العلماء الذين كانوا يقومون لله بحجة
ودخل المسلمون في مرحلة استثنائية من التاريخ
فقد انقرضت الطائفة المنصورة من الأرض، وانكسرت قاعدة أن الأمة لا تجتمع على ضلالة
واتخذ الناس رؤوساً جهالاً يأخذون عنهم العلم.
حتى اندرست معالم الإسلام، وانتقضت عراه عروة عروة،
حتى انتهى الأمر إلى أن خرجت أجيال من خلوف المسلمين لا تعرف ما صلاة، وما زكاة، وما صيام !!!
بل خرجت أجيال لا تعرف من الإسلام غير لا إله إلا الله !!!
وآن أوان رفع القرآن من الأرض، فلم يعد لوجوده معنى بين ظهراني هذه الأجيال النكدة من البشر.
وقبض الله المؤمنين إليه ومن فيه أدنى إيمان ... فبقيت الأرض وليس فيها مؤمن واحد.
بل ليس فيها إلا شرار الخلق ...
المشهد الرابع: الجاهلية الثانية في مشهد يذكرك بالجاهلية الأولى، وقد عادت قبائل من الجزيرة العربية إلى الشرك الأكبر، بعد أن اندرست معالم الإسلام، ترى في هذا المشهد صنماً كبيراً يسمونه ذا الخلصة، يطوف حوله الناس ويقدمون له مختلف القرابين.
جلس حدثان يراقبان ظعينة من نساء دوس وهي تطوف حول صنم ذي الخلصة، ، فقال أحدهما لصاحبه:
- هل كان أحد يمارس الطواف قبلنا؟
- نعم ... فقد حدثني أبي أنه كان في هذه الأرض أصحاب ديانة يسمونها الإسلام، وكان أتباعها لهم بيت في مكة يطوفون حوله، إلا أنهم يزعمون أن ليس لهم إلـــــــه إلا الذي في السماء.
- وهل هذا البيت موجود الآن.
- لا ... هدمه رجل من الحبشة.
- وهل يوجد أحد من أصحاب هذه الديانة الآن؟
- لا ... لقد انقرضوا جميعاً.
- ما لك تراقب النساء ولا تراعيني وأنا أكلمك؟
- وما شأنك؟!! لعمرك لقد شغلني في طوافهن ما شغلني !!!
وهكذا أخذوا يتبادلون الحديث حول أمة غابت عن العالم وقد كانت موجودة منذ زمن قريب.
المشهد الخامس: الرجال المخطمون
يسمع الناس تتكلم عن رجال مُخطَّمين، أحدهم يقول: اشتريت البارحة من رجل مخطم هذه البضاعة، وآخر يقول: تغديت مع رجل مخطم، وثالث يقول: مات قبل أسبوع أحد المعمرين من المخطمين!
فتحرك الفضول لديه أن يقابل أحد الرجال المخطمين ليعرف منه قصتهم.
فطلب من أحد الناس أن يدله على رجل مخطم، فلما دله عليه، نظر في وجه الرجل المخطم فعجب من وسمة واضحة على أنفه فقال له: والله لا أدعك حتى تخبرني ما قصتك أنت وبقية المخطمين؟
قال: نحن عاصرنا دابة الأرض التي كانت تكلم الناس وتسمهم على أنوفهم.
فقد خرجت علينا ضُحىً، وأخذت تسم الناس، فمن وسمته سماه الناس بالمخطم. ونحن ممن بقي من تلك الفترة.
المشهد السادس: إيمان بعد إلحاد
أجساد بيضاء وحمراء ممددة ومستلقية على الرمال على طول الشواطيء في غرب الكرة الأرضية، رجالاً ونساء، وهم عراة أو أشباه عراة ...
يقابلهم في شواطيء أخرى في شرق الكرة الأرضية ناس مثلهم مستلقون على الرمال وعلى حال مشابهة ...
وكلا الفريقين منهمك بلهوه أو قل إن شئت بِعُهره ...
في الجانب الغربي يراقب الناس غروب الشمس وهي تغيب خلف الأفق تدريجياً إلى أن تتوارى بالحجاب ...
وفي الجانب الشرقي يترقبون شروق الشمس، فيرون نور الإسفار وهو يتزايد تدريجياً ...
وبينما كلا الطرفين يراقب ويترقب، مستمتعا بمنظر الشروق من جهة ومنظر الغروب من جهة أخرى،
في دعة وهدوء بال ...
إذ حدث أمر من أعظم الأمور التي مرت على الكرة الأرضية على الإطلاق.
ففي الجانب الغربي، وحينما اختفى قرص الشمس بالكامل خلف الأفق، إذ غيرت الشمس- بأمر ربها - اتجاهها، وأخذت ترتفع تدرجياً فتحولت من حالة الغروب إلى حالة الشروق !!!
وفي الجانب الشرقي ... بينما الهالة المحيطة بالشمس قد بدأت تظهر من الأفق، إذ بدأ نورها يتضاءل، وبدأ الإسفار يعتم تدريجياً ...
تصايح الناس:
- مستحيل!!! ... مستحيل!!!
- ما الذي يجري؟!!!
لقد احتاجوا إلى دقائق ليستوعبوا ما يجري ...
نعم ... الشمس أشرقت من مغربها !!!
وما أن أدركوا هذه الحقيقة، حتى انتفض كلا الفريقين فزعاً، وهبوا قياماً، وهم مشدوهون مما يجري!
ما الذي جرى للطبيعة؟
أين قوانين الفيزياء التي كانت تحكم الشمس؟
ها قد تبين لهم أن الشمس مأمورة.
وليست رهينة قوانين عمياء فحسب، بل هناك مشيئة أكثر نفوذاً من كل هذه القوانين.
إنها المشيئة الإلهية ...
ولأنه قد بقي أطلال من العقائد والنبوءات السماوية عند البشر، تتحدث عن يوم نهاية العالم، وأن الأجرام الكبيرة سيحدث فيها اضطراب قبيل ذلك.
فقد أدركوا الآن حقيقة هذه النبوءات ...
وهاهم يرون أمراً أشبه بالخيال.
فما كان منهم إلا أن آمنوا بالله واليوم الآخر.
ولات حين إيمان ...
هاهم يجأرون إلى الله من شواطيء العراة على أقبح حال وأشنع هيئة ...
عراة رجالاً ونساءاً ... ليس على سوءاتهم إلا حبيبات رمال البحر ...
أفواههم تفوح منها رائحة الكحول والخمر ...
فروجهم يَقْطُر منها ما كانوا يسفحون، وما كانوا يفجرون.
شعروا بالندم، والندم توبة ...
ولات حين توبة ...
ها قد انغلق باب التوبة على شرار الخلق.
على جيل من البشر قد يأس من الآخرة كما يأس الكفار من أصحاب القبور ...
هؤلاء هم شرار الخلق، يعيشون في خفة الطير وأحلام السباع !!!
وإن من شدة شؤم هذا الجيل أن قدّر الله عليهم مشاهدة مشاهد القيامة المرعبة.