"السنافر".. كلمة تسترجع بها في الذاكرة ذلك المسلسل الكارتوني الذي حمل نفس الاسم، لكن في الأردن هناك سنافر من نوع آخر، وتحديدا في الجامعات، حيث يطلق هذا المسمى على طلاب وطالبات السنة الأولى طوال أيام العام الدراسي، وذلك من جانب الطلاب القدماء وأساتذة الجامعة.. ليحمل الطالب اسم "سنفور"، والطالبة يطلق عليها "سنفورة"!.
ويعود سبب هذه التسمية التي باتت عرفا متداولا داخل الجامعات الأردنية، إلى أن الطالب المستجد يكون قد خرج من عالم ودخل إلى عالم جديد وغريب عليه هو عالم الجامعة، وليبدأ "السنفور" وزميلته "السنفورة" باكتشاف هذا العالم..
سنافر بدون خبرة
لا يتمكن "السنفور والسنفورة" من اختيار المواد وتسجيلها في الفصل الأول من خلال اعتمادهما على نفسيهما فليس لهما خبرة في ذلك إطلاقا، ولهذه الغاية تخصص كل جامعة فريق كامل من الطلاب القدماء والهيئات التدريسية لمساعدة السنافر في التسجيل وإرشادهم عن كيفية اختيار المواد، وما هي المقررات السهلة من الصعبة.
كما تنظم الجامعات والتكتلات الطلابية في بداية الدراسة حفل استقبال للطلبة السنافر تلقى فيه الكلمات الترحيبية وترتفع فيه أصوات الأغاني والموسيقى ابتهاجا وفرحا بالطلبة المستجدين.
كسب ثقة السنافر
تتنافس كذلك التيارات السياسية الطلابية فيما بينها لكسب ثقة السنافر، فأعضاء هذه التيارات تراهم يتنافسون فيما بينهم لتقديم أفضل الخدمات لهم، بعد أن يؤكد لهم كل طرف بأن تياره هو التيار الأفضل والمسيطر على زمام المبادرة في الجامعة.
كما تقوم هذه التيارات بتنظم الفعاليات والأمسيات للسنافر والسنفورات، وللطالب والطالبة أن يختارا في أي فعالية سيشاركان، وتعود هذه المشاركة إلى طبيعة التوجه والانتماء والفكر السياسي لكل طالب وطالبة، فالسنفور صاحب التوجه الإسلامي سيختار المشاركة في الفعاليات التي ينظمها شباب وبنات الإخوان المسلمين في الجامعة، أما طلبة أصحاب التوجه اليساري فيشاركون في أنشطة طلاب اليسار والوحدة الطلابية والصفوة وما شابه ذلك من هذه المسميات.
مقبول.. مرفوض
لقب "السنفور" ستجد له مؤيدون ومعارضون في نفس الوقت من طلاب وطالبات السنة الأولى، فالطالبة وفاء أحمد،19 سنة، طالبة في جامعة اليرموك، تقول: "شيء جميل أن يطلق علينا مسمى سنفورة فهو لقب جميل، يشعرنا بحب الآخرين لنا وبابتهاجهم بقدومنا إلى بيتنا الثاني الجامعة".
في حين يرى زميلها أحمد أن لقب "سنفور" من شأنه الانتقاص من قيمته والاستهتار به، ويضيف: "هذا اللقب يجعلني أقتنع بأنني ما زلت لا أفقه شيئا في حياة الجامعة، وأنني لا أفهم عالم الجامعية كباقي الطلبة".
أما نسمة علي، طالبة في جامعة العلوم والتكنولوجيا، فتقول: "لقب سنفورة جميل ويشعرني بالسعادة وأنني ما زلت صغيرة وفي بداية الطريق".
فتحي زامل، يصف لقب السنفور بـ"المقرف"، قائلا: "الطلبة القدماء يرسمون السنافر على الجدران والألواح، ويبدؤون بالضحك والسخرية منا، قائلين لنا أن كل طالب يمر باللقب في هذه المرحلة، وحتى المدرسين يأخذون بالضحك لحد الجنون، وحينما نستفسر عن أمر معين نجهله يقال لنا (أنتم سنافر أليس كذلك)؟!".