رجال الدين ( معضلة هذا العصر )
[/SIZE]يـُشاع ُ أن وراء كـُل فـِعل غاية , وأن لكـُل ٍ غاية ٍ وسيله , وهذا ما يـُفسر ما نراه ُ اليوم من رواج كبير للمقالات التي أصبح أكثرها يصب في إناء واحد , وهو اتهام رجال الدين وتعليق كل آفات المجتمع عليهم , وكأنهم شماعة أخطاء المجتمع , فقضايا الإرهاب والتطرف أصبحت أمرا ً متعلقا ً بهم , وعنوسة النساء أصبحت منوطة ً بهم , وسوء معاملة ولي الأمر أصبح أيضا ً من أخطائهم , وإن تساءلنا عن الغاية من تحميلهم مسؤولية كل هذه ِ الأمور , فنجد أن معظم الكــُتاب الذين يحاولون سن أقلامهم كالسيوف على رجال الدين , هم ممن يؤمنون بمبادئ الغرب وأكثرهم قد تعلم في مدارسهم وجامعاتهم , وليس من الغريب أبدا ً أن يكون فكرهم معاديا ً لرجال الدين ولكل القيم الأخلاقية ولكل المبادئ , وهم ممن يسعون كل السعي لتنفيذ ما يـُسمى بحرية المراءه , والتي تتمثل بنظرهم في خروجها سافرة الوجه عارية البدن لكي ترضي شهواتهم ونزواتهم , وهم يرون أن هذه ِ الغاية تبرر الوسيلة , والتي تتمثل في محاربة رجال الدين الذين يكشفون مؤامراتهم الخبيثة ونواياهم السيئة , فلا نستغرب أبدا ً على من يحمل مثل هذا الفكر العاري من الأخلاق إن كتبوا وجعلوا أقلامهم همها الأول هو تشويه صورة رجال الدين .
في ظل هذا الزخم الكبير من المقالات التي أقرأها كل يوم لا أستغرب أبدا ً إن قرأت مقالا ً غدا في إحدى جرائدنا تشير إلى أن التقارير تـجزم بأن لرجال الدين يد في الخلاف القائم منذ زمن بين ( توم وجيري ) , أو ربما يكون لهم يد أيضا ً في غرق سفينة ( التايتنك ) , أو لربما نجد أحد كـُتابنا الأفاضل لديه الأدلة القطعية بتورط رجال الدين في الكارثة التي خلفها إعصار ( كاترينا ) أو زلزال ( تسونا مي ) , فالغاية كما يـُشيعون قد تبرر الوسيلة .
[SIZE=5]
بقلمي : آمــــل