ستنزل إلى الأسواق هذا الشهر سيارة «فولفو إكس سي 60» الجديدة التي تجمع بين السيارة الوعرية الرياضية المتعددة الأغراض (إس يو في)، وسيارة الصالون المريحة. وهي في الواقع من أفضل المركبات الصالحة للسفر العائلي والانطلاق الى البراري المفتوحة، لكونها حافلة بالمزايا الكثيرة التي تضفي سلاسة في القيادة والسلامة والأمان في الأوضاع الحرجة. وهي ترتفع عن الأرض بما فيه الكفاية لكي يشعر سائقها انه كاشف الطريق أمامه، ومسيطر عليه تماما، بدلا من الغوص في مقعده، كما هو الحال عادة مع السيارات الرياضية. وهذا لا يعني أيضا انه يجلس في برج عال، كما هو الحال عادة مع سائر المركبات الوعرية. ومع ذلك يمكن للسائق والركاب الانزلاق الى داخل المقصورة والجلوس على المقاعد المريحة بكل سهولة، وهو أمر لا يتوفر للأسف مع جميع أنواع السيارات، خاصة الوعرية منها التي يلاقي البعض، خاصة المسنين منهم صعوبة في الولوج إليها. كل هذه الأمور تجعل السائق والركاب المرافقين له يشعرون أنهم في سيارة صالون عادية.
وهي رحبة ومضاءة من الداخل بفضل السقف الزجاجي البانورامي المؤلف من جزءين الذي يغطي أعلى السيارة، فإذا رغب ركابها في فتح السقف لدخول الهواء، ينزلق القسم الأمامي بسهولة فوق القسم الخلفي. والسقف الزجاجي هذا مظلل اللون، كذلك سائر النوافذ الأخرى مما يضفي نوعا من الخصوصية بالنسبة إلى ركابها وحجب نظر من هم في الخارج.
ويزداد شعور الأمان منذ اللحظة التي يدار فيها المحرك الذي يتطلب فتح قفل الكتروني خاص يدعى «المتواصل الشخصي الخاص» PCC، وهو جهاز ذكي مؤلف من مستشعر خاص يرسل نبضات شعاعية تنبه السائق إلى ما إذا كان هناك متسلل داخل السيارة. وهذا أمر مفيد جدا بالنسبة الى أولئك الأشخاص الذين لا يستطيعون التركيز على ما حولهم، ويسرحون دائما بأفكارهم بعيدا، كما ان النظام هذا يبلغ السائق ما إذا كان قد ترك السيارة مقفلة أو لا.
وإذا كانت تصحبك حقائب وأمتعة كثيرة ثقيلة فإن «إكس سي 60» تساعدك عن طريق نظام «باور تايلغايت» الذي يفتح لك الباب الخلفي عن طريق نقرة صغيرة على «المتواصل الشخصي الخاص». ويجري بدء تشغيل المحرك بطريقة سهلة وهادئة جدا. وفي الواقع قد لا تشعر مطلقا ان المحرك البترولي سعة 3.2 لتر قد بدأ يدور، لأنه مجهز بكاتم للصوت الذي يعمل على طيف واسع من الذبذبات الصوتية. والأهم من ذلك يعني انه يمكن موالفة هذا الكاتم لإنتاج الصوت المناسب للمحرك وفقا لرغبة السائق. من هنا فلدى سير المركبة وسط الزحام الشديد داخل المدن تكون هادئة ناعمة كما لو أنها تسير على بطاريات كهربائية. لكن إذا تسنى لك استخدام الأحصنة الـ285 جميعها التي يولدها المحرك لدى انطلاقها على الطرقات السريعة المفتوحة، يمكن سماع الاسطوانات الست تزأر بأسلوب جذاب.
والمحرك هذا المشحون توربينيا يؤمن تسارعا من سرعة صفر إلى سرعة 60 ميلا (100 كيلومتر)، خلال 7.1 ثانية فقط، أي تسارعا يضاهي تسارع سيارات الـ«رودستر» الرياضية ذات المقعدين. وقد ازداد عزم الدوران بفضل الشحن التوربيني بمقدار 80 نيوتن متر عن السابق. ثم هناك ناقل الحركة «غير ترونيك» الأوتوماتيكي السداسي السرعات. ويتوفر كخيار أيضا محركا ديزل، سواء بناقل حركة يدوي، أو أوتوماتيكي، وكلاهما سداسي السرعات أيضا. أما العجلات فهي بقياس 19 بوصة. والمركبة مجهزة أيضا بمنظم أوتوماتيكي للسرعة على المنحدرات الشديدة، يقوم بمعونة المكابح بكبح جماحها والحد من انطلاقها بفعل الجاذبية.
وقيادة «إكس سي 60» في شوارع وطرقات المدينة الضيقة والمناورة بها ليست من الأمور الصعبة، لأن نظام BLIS، أي «نظام المعلومات الخاص بالبقعة، او الزاوية العمياء»، من شأنه ان يوفر للسائق إشارة بأن ثمة سيارة أخرى تسير بمحاذاة سيارته. كما ان هناك ما يسمى بنظام «سلامة المدن» اذا ما حصل وفقد السائق تركيزه للحظة أثناء القيادة داخل المدن المزدحمة، او وسط صف طويل من السيارات وكاد يصطدم بالسيارة التي أمامه بسبب تأخره عن الضغط على دواسة المكابح، إذ يقوم هذا النظام بتعزيز عمل الأخيرة بشكل يجعلها مؤثرة وفعالة، حتى ولو كبس السائق عليها بقدمه بشكل طفيف.
وإذا ما انحشرت «فولفو إكس سي 60» وراء شاحنة ترسل عوادمها الخانقة في طريق مكتظ بالمركبات الأخرى، يقوم جهاز تنقية الهواء وتحسين جودته بضمان أعلى مستويات الهواء النقي داخل المقصورة.
ومن المميزات الأخرى أيضا تجهيزها بآلية Park Assist، التي من شأنها مساعدة السائق على ركنها وتوقيفها في الأماكن الضيقة، مما يجعل السائق مدركا للمسافات التي تفصله عن السيارات الأخرى المحيطة به من كل جانب، لا سيما من الأمام والخلف بحيث يرن جرس تنبيه لدى تجاوزه حدودا معينة. لا بل يمكن كخيار إضافي تركيب كاميرا خاصة للمساعدة على الركن، توجه السائق خلال القيام بالمناورات الصعبة. والكاميرا هذه ذات زاوية الرؤية العريضة مركبة في مؤخرة السيارة عند فسحة تحميل الأمتعة، وموصولة الى شاشة نظام الملاحة في لوحة القيادة.
وعلى غرار المميزات القياسية العادية المزودة بها جميع سيارات «فولفو»، فإن «إكس سي 60» مجهزة أيضا بـDSTC للتحكم الديناميكي بثبات السيارة ودفعها. وهذا يعني ان النظام هذا بمقدوره تحري الأماكن المنزلقة قبل بلوغها بفعل شعاع ليزري مسلط الى الأمام. ويتفاعل هذا النظام الذكي أيضا مع وسائل السلامة الأخرى التي تشغل الوسائد الهوائية وأحزمة الأمان.
ولا بد من الإشارة هنا أيضا إلى أن المصابيح الأمامية هي من الهالوجين وتعمل بالاتفاق مع عجلة القيادة لتوجيه الشعاع الضوئي حيث يجب، فإذا أدرت المقود الى اليمين توجه الشعاع الضوئي الى اليمين، وإذا أدرته الى اليسار توجه أيضا صوب اليسار، وذلك على مدى 15 درجة من جانبي السيارة.
وجسم السيارة مصنوع من خلائط الفولاذ المقسى والبورون، فضلا عن عوارض دعم من الأمام، وعلى جانبي السيارة، مما يجعلها من أكثر السيارات في العالم أمانا على الطرقات، فوسائل السلامة هنا فيها متعددة بحيث دخلت في كل عنصر من عناصرها.
يبقى القول أخيرا إنها من أجمل السيارات التي خرجت الى الطرقات حديثا، خاصة في ما يتعلق بشكلها الانسيابي الذي لم تعهده «فولفو» من قبل، بحيث إنها عندما عرضت في معرض جنيف الدولي الأخير للسيارات لفتت الأنظار قبل ان يتسنى للجمهور معرفة خصائصها الأخرى الكثيرة التي ذكرناها هنا.