وقفت أحسبها مع نفسي: مجهد، متأخر .. لا أستطيع بأي حال من الأحوال ممارسة رياضة الشعلقة في باص المؤسسة، ناهيك عن رياضة الدفع والجذب، وكتم الأنفاس لتقليص حجمك ليحتويك أصغر مكان ممكن، ولكن!! سوف يحدث خلل نقودي نتيجة ركوب التاكسي
غامرت .. أشرت لتاكسي: الحسين يا معلم .. توقف فركبت .. كل سنة وأنت طيب .. رد باقتضاب: طيب .. نظرت لنفسي لعلي أجد في منظري ما يدفع لهذا التجهم وتلك الحالة من النفور، فلم أجد غير منظري العادي الذي تعود عليه الخلائق قاطبة من يوم مولدي الذي ابتليت به البشرية جمعاء، فحاولت الاستفسار: مالك يا معلم؟
رد: هوّ الأخ مش عايش بالبلد؟ البنزين غلي وأسعار كل شي نار .. لحمة العيد ماعرفتش أجيب لعيالي لحمة زي كل سنة، والإسم إني سواق تاكسي وباكسب .. التعليم والسكن والعلاج، أنا عندي 3 عيال مش عارف أوفي قوت يومهم، والأنكد ييجي شرطي معفن يسحب الرخص .. والله بدون أي سبب .. لمجرد ان شكلي مش عاجبه .. نروح وين يا ربي ونيجي من وين؟
معلش يا معلم وحد الله .. رد: لا إله إلا الله .. بس معلش بطلت تنفع .. هي اللي عملت فينا هيك
أطرقت وطاف بي الفكر في الزمن الغابر، وحضر بخاطري محامي الفقراء أبو ذر رضي الله عنه وهو يقول: عجبت ممن لم يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس بسيفه