يقول المهندس الذي اشرف على الفريق الذي تولى صنع سيارة بنتلي «جي تي زد»، ان مصابيح المؤخرة التي صممت بشكل جميل جدا كلفت وحدها نحو 80 الف جنيه استرليني، لانها تعمل وفقا لاسلوب «الصمام الثنائي المبعث للضوء» LED. الواقع ان سيارة «بينتلي جي تي زد»، هي عبارة عن سيارة «بينتلي كونتيننتال جي تي سبيد» الفخمة اصلا.. إنما مصنوعة بشكل خاص أتاح إدخال الكثير من التجهيزات الجديدة والمميزة.. وعليه لا يبدو سعرها العالي خياليا، بل معقولا لكثرة مظاهر الترف التي تتحلى بها، والمواد التي صنعت منها، والتكنولوجيا المتطورة التي اعتمدت فيها، الامر الذي اوصل سعرها الى هذا المبلغ الكبير الذي لن يقوى على تحمله، إلا القلة من اصحاب الثروات الكبيرة وهواة الطائرات الخاصة واليخوت الفارهة والسيارات اللافتة للانظار. سيارة بنتلي الجديدة ستكون متوفرة وفقا للطلب فقط، مع تسع سيارات فقط لا غير تطرح للبيع، هي اول «بينتلي» قادرة على تحقيق سرعة 202 ميل (320 كيلومترا) في الساعة، رغم انها سيارة كوبيه، وليست سيارة «رودستر» رياضية ذات مقعدين. وهي من تصميم «زاغاتو»، وهي شركة للاستشارات الهندسية تتخذ من ميلانو مركزا لها. وكانت قد أسست عام 1919 وقامت خلال سنوات عملها بإصدار عدد خاص ومحدود من السيارات لشركات شهيرة مثل «فيراري» و«أستون مارتن» و«الفاروميو» و«مزاراتي».. والآن «بينتلي».
وهذه الشركة عمدت، في الواقع، الى تحويل سيارات «بينتلي جي تي سبيد» الى سيارة فائقة الخامة عن طريق تجريد بدنها والداخل، وإحلال معدن الالومنيوم المطروق مكانه (ربما يجري معالجة البدن الاصلي المصنوع من الالومنيوم ايضا ليتحول الى بدن جديد تماما)، في حين تم اضفاء لمسات تهذيبية خاصة على الداخل عن طريق تطعيمه بالمواد والتنجيد الذي اختارته «زاغاتو». وفي الواقع يجري تفصيل الداخل حسب طلب الزبون سواء على صعيد اللون، او الطلاء، كأن يناسب مثلا لون عيون الزوجة او الزوج.. لا مشكلة! هذه الفكرة جاءت من فرانز ـ جوزيف بيافيغين بعد ان شاهد عرضا للاناقة في كاليفورنيا مؤلفا من مجموعة تاريخية من سيارات قديمة تحمل لمسات «زاغاتو»، مما دفعه الى دعوة هذه الشركة الشهيرة لان تجرب حظها مع سيارات «جي تي سبيد» وتعدلها بحيث تتحول الى «وحش جميل» يجمع بين الاناقة المفرطة والقوة والسرعة الفائقتين. وعلى الرغم من ان «زاغاتو» لم تلمس المحرك، او القطع الميكانيكية الاخرى للسيارة، الا ان كل عمل آخر تنجزه ينبغي ان توافق عليه «بينتلي»، وينبغي ان يكون على مستوى اسم الشركتين، وهذا يعتبر شرطا تجميليا بالنسبة لسيارة تبنى كلها باليد.
والسيارة تبدو من الخارج رائعة المنظر، خاصة بشكل سقفها الانسيابي ذي الفقاعتين، وهو السمة الدائمة المميزة لتصاميم «زاغاتو». وتمتد هاتان الفقاعتان الى النافذة الخلفية وتعطي شكلا تموجيا، وهو امر صعب ومكلف، لكن المشكلة تزول عندما لا تشكل الكلفة كما قلنا اي عراقيل. اما من الامام فتبدو «جي تي زد» اكثر جرأة من «بينتلي» العادية، فقد جرى توسيع المشبك الامامي وتخفيض المقدمة بشكل انسيابي. اما السقف فقد تم تبطينه من الداخل بالجلد الفاخر.
ويولد محرك هذه السيارة الفخمة 600 حصان من القدرة المكبحية بعزم دوران يبلغ 535 رطلا بفضل الاسطوانات الاثنتي عشرة. وهو مجهز بناقل حركة سداسي السرعات. ولكون هذه المركبة هي من الاصدار الخاص، فإنها اخف وزنا من شقيقتها «بينتلي» العادية، مما يعني زيادة نسبة القوة على الوزن، وذلك يعني ايضا أداء متفوقا جدا.
ولدى الدوس على المسرع (دواسة الوقود) يشعر السائق، كما لو ان حصانا جمح فجأة وأثار الهلع في قلبه، فسرعة المركبة تصل الى 60 ميلا (100 كيلومتر) في الساعة خلال 4.3 ثانية فقط. اما عن زئير المحرك فحدث ولا حرج، يبدو وكأنه هدير صادر عن محرك طائرة نفاثة. وحتى عندما يرفع السائق قدمه عن المسرع فجأة، يسمع هديرا من نوع مختلف يخفت تدريجيا. غني عن التذكير بأن سعر السيارة البالغ 850 الف جنيه استرليني كاف لشراء ست سيارات من نوع «بينتلي جي تي سبيد»، شقيقتها الاخرى الفخمة ايضا، ويبقى منه مبلغ كاف لشراء «فولكس واغن غولف جي تي آي» هذا قبل البحث في كلفة التأمين عليه... لكن هذه السيارة غير مخصصة «للعامة»، فهي لفئة مختارة من عشاق السيارات الذين يتطلعون لأن يكونوا مختلفين عن الآخرين، الذين يهوون السيارات الفخمة والسريعة، مهما بلغ سعرها.