وذات يوم خلعت رداء الغموض أمامك
عندما أحسست بأنك الأقرب لفكري وربما الأقرب لفهمي ..!
وبدأت أتحدث بتلعثم طفلة
للتو بدأت تعلم النطق . !
وتأبطت خوفي وحذري وغموضي وانسكبت ..
وكنت أنا أنا في حضرتك فقط .. طفلة تنتظر الغد بشوق كي تكبر أكثر ..
وكبرت فعلا أعواما عندما رحلت . .
ونسيت بأنك فقط من انتثرت أمامه ..
عندما رحلت منساقا لقدرك الذي كنت ترسمه وتحلم به
ويتعارض قدرك مع قدري لأقف أنا في المنتصف ولتمضي أنت حيث تقودك أقدامك لحلمك الأبي
وأحاول أن أعود للخلف لأرتب ما تبعثر مني .. وأعجز عن التحرك .. وقفت وانتظرت
لستُ أدري لما أنتظر وأنا أعلم يقينا أن من يذهب لا يعود
ومن يرحل لا يأتي
تماما كالموت
فمن يموت لا يحيا سوى في يوم معلوم .. !
كنت أنت الراحل وكنت أنا الآثار التي خلفتها خلفك .. لم ابحث عنك أبدا ..
ولكني انتظرتك كثيرا .. يدفعني الحنين ..
وكم أغمضت عيني كي أخفي لمعة الشوق الممزوجة بانكسار .. وعدت نفسي كثيرا بأن أنساك وأجدك تتجدد داخلي أكثر .. وعدت نفسي أن أقتلك لأجدك تحيا وتتضخم أكثر ..
أتعلم ما هو الأصعب . !
أن أخفيك عنهم .. ويقرؤك في كل حركة وفي كل همسة مني
أن أنكر وجودك .. وتثبته أنفاس حرفي
الأصعب أن يقف المستحيل حائلا
ونمد أيدينا ولا نصل ..
لست أدري من ألوم
ولست أدري لما عندما أنساق في خيالي أفوق كالمصفوعة فلا يحق لي أن أحلم ولا أن أتخيل كي لا أرتكب إثم الحلم ..
وطنت نفسي منذ وجدت على الفضيلة ..
وارتقت نفسي علوّا
ولكن تعبت من جلد ذاتي عندما تخطئ كالبشر ..
وتعبت من لوم نفسي عندما تنساق كالبشر
وتعبت من قتل أحلامي عندما تكبر حولي كالبشر .. !
منذ أن وعيت بحثت عن مدينة أفلاطون ..
وعندما يئست من وجودها
صنعتها داخلي ولكني ضقت بها ذرعا . .!
لأني عندما أتنفس أحصي كم زفرة زفرت ولما ؟؟
وعندما أتبسم أحصي عدد بسماتي واسأل لما ولمن ؟
وعندما ابكي ضيقا تلهبني الدموع بالأسئلة ؟
فبت مخنوقة من الداخل
فآمنت أنه لا يحق لي أن أعيش كإنسانة غير معصومة
لأني أكرهني عندما أزل
ولأني أكرهني عندما أتغير
وأكرهني عندما أخطئ .. !
آمنت أنه كي أرضى عن ذاتي يجب أن أسمو
وان اقتل كل شعور ينمو في عتمة الصمت
وكي أرضى أكثر يجب أن أكون كما كنت دائما ( حجرية الإحساس ) صامدة وإن قُتل قلبي تَمزقاً .. .!!