موضوع اعجبني واثلج صدري حبيت انقله لكم البشري هذي
الحمدلله رب العالمين
الذي وعد بالتمكين عباده الصالحين القائل في كتابه المبين
( إن الدين عند الله الإسلام) آل عمران (19) والصلاة السلام
على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله الصادق
الأمين القائل ( لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من
حمر النعم ) وعلى آله وصحابته أجمعين وتابعيهم بإحسان
إلى يوم الدين ثم أما بعد :
فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال
( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار )
قافلة خير الأيام
إلى قرية أغوديكا التابعة لمدينة أنيه في دولة توغو - غرب
فريقيا
بتمويل :أربع من طالبات جامعة الإيمان في اليمن
يوم الثلاثاء / 2 ذي الحجة 1426هـ الموافق 3/1/2006م
الرحلة
قبل أن تسير القافلة، كانت هناك العديد من الجهود التي
بذلت من قبل الداعية الشيخ أبو بكر حميد- وهو من أبناء
منطقة أنيه- حيث كان يذهب إلى القرية داعيا لهم إلى الله
بين فترة وأخرى، كما كان يرسل مساعديه إليهم كعادته
دائما في زيارة القرى المحيطة بمنطقته، واستمرت دعوته
لهم لمدة عام كامل قبل أن يشرح الله صدورهم. وعندما
وصل التبرع من الأخوات في جامعة الإيمان في اليمن، تم
الاتصال بالشيخ حميد: إن كان هنالك قرية مستعدة للدخول
في الإسلام ؟ وبالفعل، أجاب انه يوجد العديد من القرى
فقلنا أن الدعم لا يكفي إلا لقافلة واحدة ! فحدد لنا الموعد
بعد أن تأكد من رغبتهم ، وتم إرسال المبلغ المعتمد للقافلة
إليه لشراء بعض المواد الغذائية والفرش والأباريق
والفوانيس من مدينة أنيه القريبة منها ، ولتجهيز المواد قبل
وصولنا إليهم .
في صبيحة يوم الثلاثاء، الثاني من شهر ذي الحجة لعام 1426
هـ الموافق 3/1/2006،وفيما مظاهر احتفالات النصارى
والوثنيين بأعيادهم لازالت قائمة؛ كان أعضاء القافلة
يستعدون ويجهزون أنفسهم من بعد صلاة الفجر ، وعند
السابعة صباحا تجمع أعضاء القافلة في مركزنا في العاصمة
لومي، وفي السابعة والنصف تحركت السيارة حاملة أعضاء
القافلة ومعنا المصور والسائق؛ متوجهة نحو مدينة انيه-
التي تبعد عن العاصمة بحوالي 350 كلم-حيث كان ينتظرنا
الشيخ حميد والذي أخذناه معنا في سيارتنا وأخبرنا بأن
مساعديه ينتظروننا في القرية بصحبة المواد التي اشتريت
كهدية لأهالي القرية .
وبالفعل أخذنا طريقا ترابيا إلى جهة الشرق متجهين نحو
قرية (أغوديكا) التي كانت على موعد مع كلمة التوحيد ودين
الفطرة في هذا اليوم .
والقرية تبعد مسافة 65كلم شرق مدينة انيه كانت هذه هي
المرة الأولى التي نمشي فيها في هذا الطريق وقد فاجأنا
كثيرا أن وجدنا العديد من المدارس والمراكز الطبية المبنية
بطرق حديثة وكذلك الآبار والمضخات والقابعة في تلك
الأدغال ،إنها تابعة لمنظمات تنصيرية ..
لقد فكرت في تلك اللحظة في شعور القائمين على تلك
المنظمات عندما يعلمون خبر دخول القرية في الإسلام،
كنت متأكدا أن ذلك سيثير غضبهم إلى أقصى حد، فحمدت
الله .وتذاكرنا فيما بيننا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
(ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ..).
بعد أن قطعنا جزءا من ذلك الطريق الترابي توقفنا
للاستراحة وتناول وجبة خفيفة أعدها لنا الشيخ حميد حيث
ذبح لنا (الدجاجة التي كان يربيها في بيته )في بادرة كرم
عجزنا عن شكره عليها
وعند الساعة الثانية عشرة ظهرا وصلنا إلى قرية( اغوديكا) .
كان الشيخ حميد قد أخبرنا أن الذين سيدخلون في الإسلام
ما بين 100 إلى 150 شخصا.
إلا أننا تفاجأنا عند وصولنا بذلك الحشد الكبير من الرجال
والنساء والأطفال ؛والذي يتجاوز ال400 شخص وقد يصل
إلى 500.
ما إن لمحت الجموع المنتظرة سيارتنا من بعيد، حتى بدأت
التحية والترحيب على الطريقة الإفريقية
فدقت الطبول، وبدا الرقص فرحا على قرعاتها .. لقد كانوا
ينتظروننا منذ الصباح، وما إن نزلنا من السيارة حتى هاجت
الجموع راقصة ومصفقة لتعبر عن فرحتها بوصولنا
وكان أمير القرية الشاب ومعه مساعدو الشيخ حميد أول من
استقبلنا، وما إن سلمنا عليه حتى بدأ الأمير بكل حماس
يقول كلاما بلغته التي لم نفهمها، إلا أن الشيخ سلمان- وهو
الداعية المكلف بالبقاء معهم بعد إسلامهم لتعليمهم أمور
دينهم -بدا يترجم لنا ما قاله الأمير .. وكم كان مؤثرا ذلك
الكلام ، بل كم كان مؤلما لنا ونحن نستشعر تلك المسؤولية
التي ألقتها على كواهلنا كلمات الأمير ..
لقد قال : (( كنت أحب الإسلام والمسلمين ولكني كنت
مترددا ولست متأكدا .. لكن الآن وقد جئتم( يقصد العرب )
فإني أشهدكم أني آمنت بالله وحده ، وهلموا معي إلى
بيتي لتحطيم الصنم الذي أعبده ))
ياالله .. كم من الناس تنتظرنا نحن العرب لنبلغهم دين الله ..
ونخرجهم من ظلمات الكفر والشرك.. أية مسؤولية هي تلك
الملقاة على عواتقنا نحن العرب المسلمين.
لقد أخبرنا الشيخ حميد فيما بعد: أنهم يتفاخرون فيما ما
بينهم إذا ما دخل أحدهم الإسلام على يدي عربي.. بل
اخبرنا انهم عندما سمعوا أن القافلة فيها عرب ازدادت أعداد
الراغبين في الإسلام..
شكرنا الأمير على هذه المشاعر، وبعد المصافحة والعناق
اخترقنا صفوف الجموع لنصل إلى المكان الذي أعدوه
لجلوسنا .
أجلسونا حيث جهزوا لنا مسبقا الكراسي الخشبية المغطاة
بالأقمشة ،ووضعوا أمامها طاولة صغيرة غطوها بالقماش
أيضا ، وبعد جلوسنا، ازدادت وتيرة الرقص، وهذه عادة القرى
الإفريقية في استقبال الضيوف في تلك المناطق.
وبصعوبة بالغة هدئت الجموع المحتشدة لسماع كلمة
الأمير؛ التي بدأها مرحبا بنا، ومؤكدا على رغبتهم في
الإسلام واقتناعهم به ، وراصدا لنا قائمة من الطلبات
والاحتياجات لأهالي القرية، آملا منا مساعدته في توفيرها،
ومكررا بشكل ملفت للنظر مطالبته لنا بمساعدته على أداء
فريضة الحج.
بعدها، وفي مشهد يبشر بأن الفجر قادم لا محالة .. الجموع
الحاضرة تعلن الشهادتين
وتعلن قرية أغوديكا ميلادها الجديد ،خاضعة لخالقها الفرد
الصمد الذي لم يلد ولم يولد عائدةإليه، تائبة منيبة
مستسلمة.. فالحمدلله الذي هداهم.
ما إن انتهت لحظات نطق الشهادتين حتى علت أصوات
الجميع بالتكبير، وارتجت القرية في صوت واحد تردد: الله
اكبر .. الله اكبر .. الله اكبر .
ثم ألقيت الكلمات من الوفد المشارك في القافلة، ووزعت
المواد الغذائية والمياه والأباريق والفوانيس والحصر على
الحاضرين، بعد أن قدمت هدية خاصة للأمير قبلها مسرورا
وشاكرا.
توجهنا بعدها إلى بيت الأمير- المبني من الطين والمسقوف
بفروع وأوراق الأشجار- وكان ضمن مجموعة بيوت مماثلة
بينها ساحة مربعة صغيرة وكل البيوت تفتح على هذه
الساحة.
كان للبيت بابا خشبيا .. وإلى جوار الباب كان هناك قطعة من
الحديد وأمامها قطعة من الحجر الترابي موضوعة بداخل
إطار معدني هو عبارة عن إطار قدر متهالك لم يتبق سواها
من القدر، وقد ارتكز بجوارهما عود من الخشب - مستندا
إلى جدار البيت- وهو عبارة عن فرع تم قطعه من إحدى
الأشجار،كان هناك بقايا صفار وبياض البيض وريش طيور ..
لقد كان هذا الشيء المجمع من أشياء لا قيمة لها هو
الصنم الذي يعبده الأمير وأهل القرية .
وبحمد الله ،وفي دلالة كبيرة وصادقة على اقتناع الأمير
بالدين الحق ، دين الإسلام .. قام الأمير بتحطيم الصنم بيديه
وجعله جذاذا بعد أن أهوى عليه بقطعة ضخمة من الحطب،
فتحطم الصنم وتهاوى معه عهد من ظلام الكفر والشرك،
مؤذنا بميلاد قرية أغوديكا الجديد، وفاتحا صفحة جديدة في
حياة القرية، ترسم خطواتها كلمة التوحيد، وينير دربها كتاب
ربها وسنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم.
تزامن وقت انتهائنا من كل هذا مع وقت صلاة الظهر ..فبحثنا
عن مكان لأداء الصلاة ..فوجدنا مدرسة مبنية خارج القرية
وأمامها ساحة كبيرة وفي وسطها شجرة تلقي بظلالها
الممزقة على جنبات الساحة وكان بجوارها بئر بنته منظمة
(بلان انترنشيونال ) ذات الأهداف التنصيرية ،والتي بنت
المدرسة أيضا.
فتحركنا باتجاه المدرسة وتبعتنا الجموع الغفيرة من أهل
القرية في مشهد مهيب يبعث السرور في قلوب المؤمنين
وما إن وصلنا حتى امتلأت الأباريق والصحون بالمياه، وتفرق
الناس زرافات ووحدانا يتوضؤن لأول مرة في حياتهم،
فيغسلون عن أيديهم ووجوههم غبرات الكفر، يعلمهم الدعاة
المصاحبون للقافلة كيفية الوضوء . وأثناء ذلك ؛شق نداء: الله
أكبر سماء المنطقة ،ليحق الحق ويزهق الباطل، إن الباطل
كان زهوقا.
ثم أقيمت الصلاة ورصت الصفوف على الحصر والتراب
،مستظلة بظل الشجرة الذي خرقته أشعة الشمس من كل
جانب .
وأديت في القرية أول صلاة ..وردد في جنباتها صوت الحق ..
الله أكبر .
أول صلاة في القرية
لقطات من وسط الأحداث
· استقبال أهل القرية
الاستقبال الحافل لأهل القرية لوفد القافلة أشعرنا بتقصيرنا
وعدم بذل ما يكفي من الجهد لإيصال الدعوة إلى هؤلاء
وغيرهم ممن يعيش في الأدغال .
.لقد شعرنا وكأنهم ينتظروننا منذ زمن .. وبالفعل لقد كانوا
ينتظرون ... ولازال هناك الكثير غيرهم ينتظرون.. فهل ياترى
سيطول انتظارهم ؟؟؟ سؤال يجيب عليه المنفقون في
سبيل الله
كيف أسلم الأمير
كلمات الأمير التي قالها فور نزولنا من السيارة ستظل تتردد
في قلوبنا وعقولنا ملقية عبئا ثقيلا على كواهلنا..
ألا وهو عبء تبليغ الرسالة لأهل هذه المناطق البعيدة
التي ترزح تحت وطأة الكفر والشرك والجهل.
أترككم مع كلمات الأمير :
(( كنت أحب الإسلام والمسلمين ،ولكني كنت مترددا
ولست متأكدا ؛ لكن الآن وقد جئتم( يقصد العرب ) فإني
أشهدكم أني آمنت بالله وحده ، وهلموا معي إلى بيتي
لتحطيم الصنم الذي أعبده ))
· تحطيم الصنم
لم تمر علينا لحظات تحطيم الصنم مرور الكرام
هل هذا يستحق أن يكون إله يعبد
فقد استوقفتنا تلك اللحظات طويلا ، وكانت مثار نقاش بيننا
في طريق العودة.إنها شاهد على عظمة هذا الدين .
فأي قوة تلك التي تجعل الإنسان بمجرد إعلانه
الشهادتين ..تنقلب موازينه ومشاعره ويتبدل قلبه .. فتجعله
ينقلب على إلهه الذي عبده سنين طوال فيحطمه في
غمضة عين..!!
لقد أجابنا الأمير على ذلك ..دون أن يشعر!
فقد كان يردد حين تحطيم الصنم .. الله أكبر ..الله أكبر .. الله
أكبر..
· خذوا ولدي !!
موقف آخر من هذا الأمير- الذي نسأل الله أن يثبتنا وإياه
على الحق- جعلنا ننظر إليه بنظرة إجلال وإكبار .. فقد كان
يطلب منا ونحن في طريق العودة من بيته بعد تحطيم الصنم
طلبا أسعدنا كثيرا وكشف لنا حقيقة هذا الرجل وصدق تمكن
الإسلام في قلبه والله حسيبه ..
لقد قال :
(( خذوا ولدي إلى حيث شئتم .. علموه ..واجعلوا منه
داعية .لا تعيدوه إلا وقد تعلم الإسلام ليأتي ويعلم أبناء
القرية))
أترك للقارئ الكريم استنباط ما يشاء من معاني .!!
·
خروج الناس أفواجا للصلاة
في الطريق لأداء الصلاة امتلأ الطريق الترابي الذي يفصل
القرية عن المدرسة التي اخترناها لأداء الصلاة فيها- بجموع
الناس رجالا ونساء، شيوخا وشبانا وأطفالا. وكأن هذه القرية
قد ولدت على الإسلام وكان أكثر ما أثر فينا هو ذلك
الحماس، وذلك البشر الذين ارتسما على تلك السحنات
السمراء ، وهي تتوجه لأداء الركن الثاني من أركان الإسلام
بعد أن وفقها الله في الركن الأول .
· قصة الطفل والصليب
من بين تلك الجموع،وأثناء استعدادنا لصلاة الظهر لفت
انتباهنا أحد الأطفال والذي يبلغ السادسة من العمر تقريبا،
يرتدي قميصا صغيرا مفتوحا يكشف عن صدره الذي تدلى
عليه صليب معدني صغير ربط بخيط التف حول رقبته
وقد جاء الطفل لأداء الصلاة مع أهل القرية ،وعندما طلبنا منه
فك الصليب وإزالته لم يستطع قطع الخيط فحاول مجموعة
من الأطفال فك الخيط دون أن يستطيعوا فقد كان خيطا
مفتولا وقويا
فقام أحد أعضاء القافلة بمساعدته في فك عقدة الخيط
سلمت يمينك
وبينما هو يحاول فك العقدة إذ لمحه الأمير فأقبل إلينا ليشرح
لنا أن هذا المعلق على رقبته دواء يشفيه من مرض كان
يصيبه دائما، وان علينا ألا نفكه حتى لا يمرض الطفل..
فأخبرناه أنه لا يزيده إلا وهنا على وهن وأنه لا خير فيه
فتركنا وقد بدا عليه الاقتناع .
تعجبنا كثيرا من جهود النصارى..وإصرارهم على نشر
أباطيلهم حتى وصلوا بها إلى تلك المناطق النائية
كنيسة بدائية في إحدى القرى التي مررنا بها ، وتعجبنا كيف
يلبسون على الناس ويوهمونهم أن تعليق الصليب شفاء من
المرض!..ولكن الله أكبر .. وهو الذي وعد بظهور دينه على
سائر الأديان وما هذه القرية ودخولها في الإسلام -عن بكرة
أبيها -إلا دليل على صدق وعد الله سبحانه وتعالى .