قلوب قاسية**
كان هناك مجموعة من الشباب ذاهبين لرحلة على الشاطئ فجأة رأوا إمرأة
عجوز جالسة لم يهتموا لها لعدم صلتهم بها لكن هؤلاء الشباب بعد تمضيتهم وقت ممتع
بعد أن جاء وقت الغروب وحل القمر بدل الشمس جهزوا أغراضهم للرحيل فتعجبوا حين رأوا
تلك المرأة العجوز لازالت واقفة فقرروا أن يستروا عليها وخوفهم عليها لأنها إمرأة عجوز
تقدموا لها وسألوها أن ترجع لمنزلها لما لها من مخاطر في الجلوس على الشاطئ ليلا فقالت
إن إبني قد أوصلني بسيارته هنا وقال لي إجلسي وسأتي إليك بعد ذلك فقال الشباب لها هل
تعرفين رقم هاتفه لربما واجه مشكلة ولم يستطع القدوم فقالت نعم هذه الورقة أعطاني إياها إبني
وقال لي كل من مر بك أعطيه إياها وذهب بسيارته فقال الشباب أرينا هذه الورقة فصعقوا عندما قرأو
محتواها رأوا إنه مكتوب فيها كل من يرى هذه العجوز يلقيها في دار
المسنين فخاف الشباب على هذه العجوز فقالوا لها تعالي معنا لنذهب معكي لمكان آمن قد حل الظلام
لكن العجوز مصممة ولم تخطوا خطوة واحدة وكلما قالوا لها تعالي معنا قالت إن إبني سيأتي
لإصطحابي وأخاف أن يأتي ولا يراني فيقلق علي تعب الشباب مع المرأة ورحلوا
فرد من هذه المجموعة من الشباب أنبه ضمير كثيرا ولم يستطع النوم من شدة التفكير فيها وقرر
الذهاب للشاطئ ليراها ويطمئن عليها فذهب بسيارته ورأى عند المكان الذي كانت واقفة فيه هذه
العجوز سيارة إسعاف وسيارة شرطة ومجموعة كثيرا من الناس تقدم بخطوات هادئة فرأى تلك
قد فارقت الحياة وثبت إنها ماتت من إرتفاع الضغط من شدة تفكيرها بولدها التي كانت تعتقد إنه
قد حدث له مكروه ولم يستطع المجيئ إليها
فهل رأيتم فعل هذا الولد العاق الذي تخلى عن أمه الحنون وتسبب في موتها فويل لك أيها الإبن
من عذاب ربك
اياكم وعقوق الوالدين (( قال تعالى : وبالوالدين احسانا )) فالوالدين نعمه انعمنا الله بهم فلا تخسروهم وكونوا معهم حتى في كبرهم فهم الذين ربوكم وسهروا عليكم وجعلوكم رجال وتحملوا من اجلكم المشاق والعذاب في هذه الدنيا