
وقت طويل مضى بك ثم في هذا المساء..
أعادتك مخيلتي ..
أهذا أنت ..؟
الرجل الذي يفصل بين عمري وعمره أعواماً كثيره..!
كانت سنواتك تقف كالشوكة في فم قلبي فتعيقني من الاعتراف بحبي لك ..
فكنت خائفة أن تخرج من فمي مجرووحة غارقة في دمها ..
فسنواتك تلتف كالافعى حول عنقي وقدمي ..
فتمنعني من الدخول إلى عالمك ..
فسنواتك ككره من النار واقفه بيني وبينك تمنعني من التقدم ..
ولو لخطوه نحوك أو أن اقترب منك كفارس أحلام ..!
فكنت معك أحاول أن أبدو أكثر نضجاً وأكبر سناً ..
معك كنت أحاول أن أبدو أشد وعيا وأكثر ثقافة ..
معك كنت أحاول أن أبدو أنقى تربية وأكثر أدباً ..
معك كنت أسخر من المراهقين وطيشهم .. ومن المراهقات وخيالاتهم ..
ولكن كنت بيني وبين نفسي أحبـــك ..!
كنت أراهق بك ..
كنت بيني وبين نفسي خجوله بأن أصارحك بأن حروف اسمك ..
ملأت جميع كراساتي المدرسية ..!
واني كنت اكتب لك من قصاصات الحب والهيام مالم أكن استطيع إرساله إليك..!
واني كنت احدث صديقاتي المراهقات عنك في فسحة المدرسة ..
واني كنت اكتب فيك من الشعر مالا استطيع اطلاعك عليه ..
آه لو انك لو لمره واحده دخلت عالمي ..!
لاكتشفت كم اتقنت طفلة الرابعة عشر دور النضج ..
فقط كي تبقى معك وتحتفظ بك أطول فترة من العمر ..!
فلماذا أعادك الخيال لي ..؟!
ألم تغادر السفينة منذ سنوات مع أنثاك التي اختارها قلبك ..؟!
وأنا على الشاطئ أقاوم برعب طفلة ..
مالا طاقة لي به من طوفان فراقك ..؟!
ألم تحدثني يوماً عن ابنة السلطان التي عشقت ابن الحطاب..
وعن صحوة الواقع التي ادمت قلبيهما عند الفراق ..؟!
ألم تحدثني عن سندريللا التي رفضت الزواج بالامير ..
وصرخت بك متسائلة : لماذا تغير نهايات الحكايات ..؟!
فاجبتني ودموعك تنزل بغزاره : حتى لايقتلنا الاحساس ..!
فنحن الحكاية الفاشلة الوحيدة على الارض ..!
لماذا حكمت على قصتنا بهذا الحكم ..؟!
لماذا لم تدعنا نكمل معاً حياتنا ..؟!
لماذا حكمت قبل أن نجرب ..؟!
لم أصدق انه انت الرجل الذي أحبني كعينيه ..
الرجل الذي من شدة خوفه علي غادرني ..!
واطفأ شمعة حبنا بيديه ..!
الرجل الذي استكثرني على رجال الارض كلهم ..
وقال لي ماسحاً دموعه : وداعاً ..! استكثرني حتى عليه ..!
فكم توالت الايام بعد رحيله ..
وكم ابكتني الليالي وسألني قلبي عنه باكياً ..!
شوقاً إليه ..!

ممآتصفحت/