حين أتذمر امعن النظر كثيرا في صور الأطفال الفقراء والمشردين…
سمعت بأنهم بِلآ وطن بلا زاد بلا مأوى بل ربّما كانوا بَلآ والدين..!
, يسكنون الأرصفة ويعبثون بالحاويات ليلآ خشية من سخريّة المترفين
يقول الناس بأنهم أشقياء وبأن الأمراض والأوبئة تفتك بهم
ولكني أرى غير مايقولون..؟!
أرى في أعينهم ما أعجز عن تفسيره
مشاعِر شتّى ترآودني حين ارحل مع تفاصيل صورهم
تلك الملآمِح الطفوليّة المتسّخة تغلفها إبتسامات سحرّية
حتّى الآن لآزالت بعض الصور والموآقِف معهم
منقوشة في جمجمتِي
-يا لله ” يبه يضحكون من قلب والله فرحانين “
” يا بنيتي ربّك يآخذ ويعطي”
للمرة الأولى أرى الفرحة بهذا الحجم
كانت كبيرة كبيرة جداً في أعين أولئك الصغار,
ببعض الريالآت نال والدي دعوات طفولية
فتحت لها ابواب السماء” شكراً شكراً ياعم الله يدخلك الجنّة…….”
قبل عامين كنت اجلس برفقة والدي في توسعة الحرم المكّي
أرقب عن كثب مشهد بعض الأطفال المشردين ,
برغم الفقر والشتات الذي استقر في ملامحهم
إلا أن ضحكآتهم المرحَة كانت تعلو المآذن طولآ
رحًلت بعيداً مع صراخهم إلى عالم الفقراء..!
وأنا أتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” الفقراء يسبقون الناس إلى الجنة،
فيخرج إليهم منها ملائكه فيقولون :ارجعواإلى الحساب ،فيقولون :على ما
نحاسب؟والله ما أفيضت علينا الأموال فيالدنيا فنقبض منها ونبسط،وما كنا أمراء نعدل
ونجور ،ولكنا جاءنا أمر اللهفعبدناه حتى اتانا اليقين“
كعادتِي رأسي مثقل بصواعق الأفكار , والأسئلة توشك أن تبددني..!؟