لمحها في المدرج … وأعجب بها … جمالها الهادئ … مكياجها ال
بسيط الذي لا غلو أو مبالغة فيه … و سرح بخياله بعيداً … كم هي فتانة تلك الفتاة … قوامها … عينيها …
تسريحة شعرها وتلك الخصل… شعرها الأسود المنسدل على كتفيها يضفي للونها المائل الى الإصفرار كثيراً من
الرونق والحيوية ويزيدها تلألأً وإشراقاً …
لم يفهم من المحاضرة شيئا … كل الذي فهمه أنه معجب بتلك
الفتاة حتى النخاع … كل جوانحه خفقت بشدة حينما رآها وزميلتها تتحدثان …
ذهب الى بيته لا يعي شيئاً
فقد كان عقله وقلبه مشغول بتلك الفتاة … ويحلم بأن يراها أمامه الآن وفي كل لحظة … أصبح لا يأتي الجامعة
إلا من أجلها فقط … يكحل عينيه التي لا تكل من النظر إليها … وأصبح قلبه يتعلق بها وتزداد محبتها عنده
يوماً بعد يوم وصار يفكر كيف يلفت نظرها إليه وسط هذا العدد الهائل من الطلاب والطالبات … فكر في أن يو
قفها في أي سانحة ويعرض عليها صداقته … أو أن يرسل لها واحدة من صديقاته لتخبرها بأنه معجب بها … أو ….
أفكار كثيرة تدور في رأسه ولكنه إستبعدها جميعاً خوفاً من رد فعلها فقد يجوز بأنها مرتبطة وقد يجوز
بأنها لا تؤمن بهذا الكلام وقد تصده عنها و…
توصل أخيرا الى أن يبعث لها برسالة يبثها فيها حبه وأش
واقه وإعجابه بها … وكتب لها كل ما يجيش بخاطره من أعزب الكلمات ووصف لها الليالي الطوال التي مر بها و
هو يحلم بها وتغزل فيها وفي جمالها الخلاب الذي سلب لبه وقلبه وأن إشارة واحدة منها ستعيده الى الحياة
لأنه الآن حي ميت … إنتهى من كتابة الرسالة وظل يفكر كيف يوصلها لها … فكر في إحدى صديقاته ولكنه كان
خائفاً بأن تستهزأ به أو تتلاعب بعواطفه فإستبعدها وقرر بينه وبين نفسه بأن يسلمها لصديقتها وهي بدورها
تعطيها لها وظل يترقب ويتحين الفرص عله يجد صديقة حبيبته لوحدها حتى يعطيها الرسالة فأصبح يتعقب صديقتها
لأيام طويلة وكانت في أحياناً كثيرة تراه خلفها ولكنها لم تكن لوحدها … لفت إنتباهها هذا الشاب الذي ي
تبعها في ذهابها وإيابها وأدركت بأن لديه ما يقوله لها وإستنتجت بأنه يريدها منفردة فأعطته هذه الفرصة
عندما رأته من بعيد تنحت جانباً في كافتيريا الجامعة تحتسي كوباً من الشاي … لم يتردد عادل لحظة واحدة
فهذه هي اللحظة المناسبة التي كان يحلم بها وأن الرسالة مكتوبة عنده منذ زمن طويل كل يوم يحضرها معه وي
رجعها وها هي معه الآن … ذهب عادل الى صديقة حبيبته وسلم عليها وقال لها بخوف وتردد: أنا زميلك عادل
بنفس الكلية ونفس السنة الدراسية
ردت عليه بإبتسامة : مرحب بيك وأنا إنتصار … هل هناك خدمة أستطيع
أن أقدمها لك
عادل : في الواقع لدي أمانة أريد منك إيصالها الى صديقتك التي تجلس بجانبك في ال
محاضرات .
تغيرت تعابير إنتصار وشحب وجهها بصورة ملحوظة للجميع وردت عليه بعصبية حاولت تقليلها : ت
قصد إيمان ؟
قال لها : هي إسمها إيمان ؟ يا له من إسم جميل … نعم هي التي أقصدها
قالت : وما هذه
الأمانة
قال : رسالة
قالت : أين هي لأني تأخرت ويجب علي الذهاب الى المنزل .
أعطاها عادل ا
لرسالة فأخذتها منه وودعها وشكرها على ذلك وذهبت إنتصار وظل عارف واقفاً مزهولاً من نفسه كيف جاءته هذه
الجرأة التي لم يعهدها هو في نفسه ولم يعهدها الغير فيه خاصة وأنه خجول وإنطوائي بإجماع كل من يعرفونه
وأصبح يفكر كيف سيكون رد إيمان على رسالته … وكيف ستتقبل الأمر … وماذا لو صدته … وهل إنتصار ستوصل ال
رسالة الى إيمان … ولماذا تغيرت تعابير إنتصار لما كلمها عن صديقتها … أسئلة كثيرة ظلت تدور في رأسه دون
إجابة ولكنه كان متأكداً بأن الأيام القادمة ستحمل إليه كل الإجابات التي تحيره .
هشااااااااااااااااااااااام القضاه