كل مساء ...و تحت ضوء القمر
اجلس هنا.. قرب بحيرة الأحزان
....
بحيرة قديمة جدا
تسكنها الأطلال و الظلال
و تغمرها حمرة كالغروب
و حافتها مليئة بالأصداف الشوكية
....
يمر عليها كل يوم
كثير من البؤساء و الأشقياء
يعلقون بها مناديلهم البيضاء
ملوثة بدموعهم السوداء
و آهاتهم المريرة
يذرفون قربها آلامهم
أوجاعهم
و أسرارهم
....
إلى أن امتلأت البحيرة بالأحزان
و القصص اليتيمة
و الوجوه البائسة
و كل أنواع الصراخ و النحيب
فاجتمعوا جميعا ذات ليلة
و لقبوها ببحيرة الأحزان
...
أمام مدخلها يشدك
لون الأحلام الذابلة
و أشتات حكايات متناقضة
و تربة تتوجع تحت الأقدام
...
إنها بحيرتي المفضلة
التي اهرب إليها كل مساء
و تحت ضوء القمر
اجلس قربها وحيدة
لأشهد على احتضار أمنياتي الصغيرة
و ذكرياتي الجميلة
و أدفن في أعماقها أشيائي التي ملكتها
...
لأحمل ما تبقى مني
انكسار...و ملامح مشوهة
ذكرى تعيسة
و فكرة خائفة
...
ارحل و اترك ورائي
مقعدا باليا و وحيدا
حوله عصافير غريبة
و شمسا ...و قمرا
و طيفا يشكو مني