السـلام قبل الكـلام..
و المسـك لكل ختام إلا لهذه النهاية..كان الألم و الحزن و الفراق نهاية لهذين القلبين..
أرويها لكم من صميم واقعنا المريـر و حاضرنا الذي تحكمه عقائد الماضـي..
مني لكم هـذه القـصـة..
وأتمنى منكم لي المؤازرة و التفاعـل
بيوم لا يميزه عن باقي الأيام شيء 2-12-2001 لم أشأ الذهاب للمدرسة لكونه عيد الاتحاد بدولة الامارات..
جلست كعادتي أقلب بصفحات الانترنت..و دخلت دردشة و سوالف طويـلة عريضة..
وضل هناك شخص أسمه "احمد" يكلمني و يسأل و دخلت معه بالدردشة الخاصـة..
ومن بعد ما تبادلنا أطراف الجديث و المزاح قلت له بأني ذاهبة..فأعطاني رقمه..
وانا قلت يالها من جرأة!!
لكني كتبت ذاك الرقم على ورقة حينها لم أكن أعرف شيء أسمه موبايل و كنت أول ثانوي..
لا اعرف لماذا اندفعت و تجرأت أن أرن على ذاك الموبايل من هاتف منزلنا و ما هية إلا دقائق ليعاود الأتصال..
كلمته..
كان من الروعة أروع و من اللطافة ألـطف..
كان له صـوت و لا أجمل مذيع..
و من خلال حديثه أحسست بهيبة شخصـه..
و بقينا على هذه الحال نتكلم و نتكلم و طلبب مني أن يراني وأنا وافقت لكن لم نلتقي لكوني لا أحمل موبايل و لا أعرف شكله لكوني تعرفت به عن طريق النت..
مر شهرين تقريبا و نحن سويا..هل أقول لكم ملك قلبــي..
لا قليلة..كان شيء من الجنون أن احبه كل ذاك الحب و أن حتى لم أره..
و جاء عيـد الأضحـى بثاني أيامه و طلب أن يراني..و وافقت
وفعلا تم المراد..لا أقول انه يشبه القمر..بل القمر يشبهه كانت لحظات و لا اروع منها صافحت يداي يداه..و بقيت أناظر هذا الشخص الذي علقني بحبه طوال تلك الفترة..
لم اعرف بأنه سأبقى أسيرة لهواه دهر وليس فترة فحسب..
مرت سنة و سنتين و ثلاث و نحن نلتقي بشكل متقطع و لم نختلي لوحدنا أبداً..بل لابد ان تكون اختي معنا او صديقاتي..
وهـو..كامل و الكمال لله وحده فلم يبدر منه تصرف او كلمة مخلة او حركة من حركات شباب اليومين هذه..
والله أنه أشرف من كلمة شريف..صاني كما يصون المرء عينيه..
أنقطع عني لمدة شهرين و ذلك للألتحاقه بالدورة العسكرية..كانت الأيام طووويلة و بعده قاسي..
ولكني تجملت بالصبـر و تحملت حتى عادلي أحمد الذي احمد الله أنه حباني بأن أصبح ملكة على عرش قلبه..
قررت العودة للأكمال دراستي بالعراق..
وداعـه كان صعب..كنت أسمع تنهيداته و حسراته عبر الهاتف..لأننا لم نكن كثيرين اللقاءات..
و مرت الأيام ببلادي الغاليـة بغداد "دون همس صوته و لا رؤيـة عيناه"
نعم مرت سنة بأيامها و أنا أتبادل معه الرسائل الألكترونية فقط..
وعـدت للأرض الأمارات الحبيبة و ما ان حططت رحالي حتى أختلست أول فرصة سانحة لأتصـل به..
بس قلت "آلــو" على طووووول عرف من اكون على عكس كثير من أعز صديقاتي كانو قد نسو نبرة صوتي..
قال لي "تعرفين انه مرات انا لا اميز بين صوت والدتي و أخواتي إلا صوتك نبرته ترن بأذاني"
و مر شهرين قضيت بها أجازة الصيف بالأمارات و من ثم عدت لبغداد..وكمـا المرة الأولى لم اودعه الا عبر الهاتف لضيق وقتي..وقرب موعد شد الرحال..
"كان صوته فعلا يعبر عن حزن يجيش بداخله"
و عدت جسدا بلا روووح و بلا قـلــب..تركته بأيدي من ملك قلبي و روحي..
أصبحت أعشق بلادي الغربة لكونها بلاد من أحب..
و أغترب بأرض بلادي لبعد عن من احب..
وماذا أستزيد بالقول..
لم يمر يوم واحد او لحظة واحدة كنت غاضبة بها منه..
والله والله والله عمره ما زعلني بكلمة او جرح مشاعري بفعل..
كان كالنسمة برقتها و كالبحر بعمق مشاعره..
لما عدت لبغداد هذه المرة كان بيننا أتصال لكن متقطع و رسائل بشكل دائم..
و بين حل و ترحال آخر عدت للأمارات لكن هذه المرة قررت البقاء بالأمارات و للأبد وترك الدراسة التي ضحيت بسنتين من أجمل سنواتي بها..
وذلك لصعوبة الوضع ببلادي الغاليـة "كان حزني شديد لتركي أرض الوطن بدون أمل قريب بالعودة"
"و ضياع حلم جميل بقي عاميين فقط على أتمامه و هو حمل الشهادة الجامعية من بلادي الحبيبة"
لكن انا اؤمن بأن الله يعوضنا عن كل خسـارة..
عندما عدت بدأ احمد بأستطراق مواضيع جديدة مثل تركه لمنزل أهله لأكثر من شهر و بقائه عنـد بيت أبن عمه..
و بدأ يخبرني بأن والده رافض لفكرة زواجه من بنت ليست أماراتية و ليست من العائلة..
و قال له " لا تفكر أساسا بهالشيء"
كنت أكتم الحزن بداخلي..و بدأت أستشعر بأن بداية النهاية بدأت تطل..
و خريف البعد بدأت رياحه تعصف على ربيع العشق الذي أخذ 5 سنوات من أجمل سنوات عمرنا..
كبرنا فيها سويا..
حلمنا سويا..
و بيوم لم تشرق به الشمس على ربيع عشقنا..أتصلت على أحمد و أذا به يقول لي "بنت حلال انا كان ودي أتصل"
كان احمد يومها صوته من أفزع ما يكون و قال لي..
غـدا سأذهب للمحكمة لعقد قرآني على بنت خالتي..والدي رافض حتى ان افتح فمي بكلمة..
قال لا أدري ما الذي سيحدث "الله كريم" عندي أمل برب العالمين..
و أصبح الصباح و دقات قلبي تثقل خطواتي..
برعشة بيداي و ثقل للكلمات ترفض ان انطقها
"هـا أحمد..شصار؟"
و الخبر الكارثة حل ضيف ثقيل على مسامعي..
هل أقول بكيت؟
لا بل أجهشت بالبكاء..كنت حزينة عليه أكثر مما أنا حزينة على نفسي..
لأنه لا يستحق أن يعامل بهذه الطريقة و لا يستحق أن يكسر قلبه أحــد..
أنه أنسان بكل ما تحتويه الكلمة من معنى..
رميت بالهاتف على اختي..ومن يومها ولم تدق أناملي رقمه الذي مطبوع على جدران قلبي..
ولم أسمع منه خبر او أتصال..
و بقينا نتبادل الأدعية و الرسائل عبر الأيميل..
ومن ثم بدأنا نتحدث عن أخبارنا و لكن كل علمي بانه فقط عاقد قرآنه..
وبيوم ضعفت قواي امام جيوش أشتياقي له..
وبعثت بمسج على هاتفه..
واذا به يرد "من صاحب الرقم؟"
ها!
من انا..أحمد يسأل من صاحب هذا الرقم الذي كان يتصل به ليل نهار!
و أتصلت به و عرفني كما هي عادته على طول و قال لي"أسمحيلي لازم أقفل الخط..لأنه ما اريد أحد يدخل و يشوفني أتكلم ع الموبايل"
قلت نعم؟
هل انت متزوج..أجابني نعم..
كنت أدعيله من كل قلبي بالتوفيق و بأن ينسجم مع من أختاروها له..
بعدها تعودت على بعد اكثر..و بدأت أحيى بدونه من جديد..
و بيوم وانا بمقر عملي..قرأت أيميل منه "عندي خبر هل مستعدة للمفأجأة"
على طول رديت عليه "الله يسلمك يا أحمد أنا الي بية كافيني لو كانت مفأجاة محزنة وفر علي العذاب"
كانت توقعاتي كلها تشير انه يمكن زوجته حامل..
لكن الموضوع كان أكبر من هذا بكثير..
أحمد
طلق
زوجتـه..
عدنا لبعض الشيء الذي ما زلت أفكر هل هو صح ام رد فعل سريع مني..
لكن والله لم أندم على أي لحظة قضيتها معه..
قضينا حوالي شهر من السعادة والهناء..
كان أحمد كل شيء..و أرق شيء..
كنت أطلب منه أيقاذي بالصباح..
وأنا لا أستطيع النوم دون أن اكلمه..
وعادت ريمة لعادتها القديمة..
جيش والده جيوشه عليه بالعودة الى طليقته..
بمساندة والدته و كل افراد العائلة..
كان احمد كمن يسقط من جبل و لا أحد يمد يد العون له..
كمن يصرخ بوسط مليوووون شخص و لا أحد يسمع صوته سواه..
منذ اول لحظة أعلنت أستسلامي و قلت له "أرجع لها..وأنساني"
كانت أيامي كلها تفكير × تفكير..
أحمد قام بأداء عملية تفتيت حصى بالكلى..
ثم عملية الزائدة الدودية
ومن ثم بدأ المعالجة ضد القولون و الربو..
و أصاب بلخبطة بكهرباء القلب..أي معدل ضخ الدم بقلبه أكثر من الحـد الطبيعي..!
ليـرتاح والـده بعدما أصبح أبنه البكر مكسور الخاطر شليل الأرادة
بؤرة للأمراض أستوطنت جسده..
وحدث ما توقعت حدوثه
وما رفض أحمد التفكير به و أستبعده..
"أعــيــد أحمــد مكبلا مسيرا لا مخيرا لطليقته"
أكتب لكم كلماتي هذه و هو الآن يزف من جديد لأحضان الزوجة التـي يرفضها بكل جوارحه...
طلب مني ان أستمر بالحديث معه و أن تبقى علاقتنا على ما هي عليـه..
لكني رفضت قلت له أن لم أكن مرتبة أولى بحياتك..
لا أقوى أن اكون ثانيـة
لو أتصلت بك و لم تـرد علي..سأموت من حسرتي..
سبب فراقنــا..
عادات و تقاليد تحكم القبيلة التي ينتمي لها..
والله اني لست بأقل منه..
بل أنا من أعرق قبائل العـراق..و أشهرهم صيتا..
أنا اهلي من الذين يجور العرب بجوارهم و يحتمي بحماهم..
أنــا لم أرتكب ذنب او جريمة..
أنا فقط أحببته بصدق..
أحببته لشخصه فقط..
والحــب..كان ذنبي...
"أحمد"
هزم انتصاراتي و كسر شموخي...
وقتلني مرتين..
و ذبحني لدرجة قلت لها به " لو طلقتها مرة ثانية لا تعود لي لم يبقى في ما يحتمل عذاب"
حســبـــي ربي..و لا الله الا هو..كل شيء قسمة و نصيب..
والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه..!
"نقلا عن لســان أعز صديقاتي..كما روتها بتفاصيلها لي
لنشرها و فعلا اليوم يوم زفاف أحمــد..أعان الله كلاهما
على الفراق..و وفق كلاهما لما يحبه الله و يرضاه لهم"
تقبلو مني أعذب التحايا
كـــــــــــــــــر كـــــــــــــــــــر يحيكم