قبل أيام انتهت آخر حلقات مسلسل ما عرف بـ(ستار أكاديمي ) وللعام الثالث استمرت قنوات المؤسسة اللبنانية للإرسال في عرض ماسمي أكاديمية النجوم دون مراعاة للقيم والأخلاق والعادات والتقاليد العربية والشرقية.
الفكرة تقوم على جمع مجموعة من الشباب والشابات (صبايا) في مدرسة مغلقة بدوام أربع وعشرين ساعة ، والهدف كما يقول القائمون على هذا البرنامج هو إعداد وخلق نجوم فن متكاملين ودارسين أصول الفن ومناهجه الحديثة والقديمة ويجيدون كافة أنواع الفنون من رقص وغناء وتمثيل و......... يتوجون كل ذلك باختيار نجم النجوم وفق معايير ومقاييس تخضع في الأخير لرأي الجمهور.
هؤلاء الشباب والصبايا ينتمون لدول عربية مختلفة من المحيط إلى الخليج والدراسة تستمر لأسابيع.
وما يثير الدهشة والاستغراب كيف يتم جمع المشاركين ( شباب وصبايا) في مكان واحد دون مراعاة لعادات وتقاليد المجتمع العربي وكما يقال بالعامية ( آكلين شاربين نائمين) كل ذلك مع بعض والكاميرات المثبتة في كل أرجاء وزوايا وغرف وحمامات - أعزكم الله - الأكاديمية تنقل كل ما يحدث وتصور كل كبيرة وصغيرة يقوم بها الطلاب والطالبات وما يثير الدهشة أكثر هو الملابس التي تلبسها الطالبات ..... . والطلاب والطالبات يا عيني عليهم مساكين لا يستطيعون رؤية أهاليهم وذويهم ويكتفون بمكالمتهم هاتفياً .
وفي إحدى الأحاديث بين طالبة مصرية ووالدتها أوصت الأم- الحريصة على ابنتها- التي كانت شبه عارية بملابسها القصيرة والضيقة أوصتها بالمحافظة على الصلاة( الصلاة يابنتي الصلاة) والتعليق على ذلك لكم أعزائي .
والمتابع لهذا البرنامج سيجد الشباب والصبايا (الطلاب والطالبات) يعيشون حياتهم اليومية بصورة جماعية وتصل الدعابات بينهم إلى مرحلة فيها الكثير من الفجاجة ففي إحدى المشاهد نرى طالبة نائمة في حضن طالب - زميل لها - وهم يتصفحون الإنترنت سوياً عن طريق كمبيوتر محمول ،وفي مشهد آخر طالب (يقرص) زميلته فجرت وراءه بالمخدة في أروقة الأكاديمية وفي مشهد ثالث يقوم أحد الطلاب بالضرب على الطبل وفي تفاعل من زميلته رقصت على إيقاع الطبل رقصاً شرقياً ولأنها قصيرة أي الطالبة قام زميل آخر بحملها ورفعها على الطاولة حتى يتمكن الجميع وخاصة عبر الكاميرات من رؤيتها بصورة واضحة ، وفي ليلة كل جمعة يكون الحفل الغنائي الاستعراضي على الهواء مباشرة وفيه الطلاب والطالبات يرقصون ويغنون ويمثلون بينما الجمهور يتمايل مع كل الإيقاعات والأغاني ومع كل مجموعة جمهور علم الدولة التي ينتمي طلاب الأكاديمية ..وللأسف مع بعض الجمهور راية التوحيد -لا اله إلا الله محمد رسول الله ـ تلك الراية التي حملها قادة وفاتحون مسلمون فاتحوا أصقاعاً بعيدة من العالم .تلك الراية التي استشهد من أجلها صحابة وتابعون وقطعت أيديهم وأرجلهم حتى تظل مرفوعة بينما الشباب والصبايا يتمايلون بها !
وإذا كان المقصود من ذلك البرنامج تخريج فنانين شاملين فهل عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش واسمهان احتاجوا لمثل هذه الأكاديمية ليكونوا على ماهم عليه فعبد الحليم لم يدخل أكاديمية النجوم ولكن قدراته التمثيلية لم تكن أقل من إبداعاته الغنائية .انظروا للذين تخرجوا مما يسمى أكاديمية النجوم في السنوات السابقة أين هم الآن ؟
لقد كثر المتكالبون علينا من كل الجهات محاولين هدم القيم والأخلاق .محاولين هدم تراثنا الثقافي و إفراغ الفن العربي الأصيل من محتواه وإيجاد بدائل له لاتمت لعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا بصلة . إنها ماتسمى بالعولمة التي تسعى الكثير من القنوات إلى تطبيقها.
منقول