سر الزهد
جاء رجل إلى الحسن البصري رحمه الله فقال:
ما سر زهدك في الدنيا يا إمام:
فقال أربعة أشياء:
-علمت أن رزقي لا يأخذه أحد غيري فاطمأن قلبي.
-وعلمت أن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به وحدي.
- وعلمت أن الله مطلع عليَّ فاستحيت أن يراني على معصية.
- وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربي.
وصفة طبية لعلاج مرض البعد عن الله
شكى رجل إلى سفيان مرض البعد عن الله فقال له سفيان:
عليك بعروق الإخلاص وورق الصبر وعصير التواضع, ضع ذلك في إناء التقوى
وصب عليه ماء الخشية وأوقد عليه بنار الحزن وصفه بمصفاة المراقبة وتناوله
بكف الصدق واشربه من كأس الاستغار وتمضمض بالورع وأبعد نفسك عن
الحرص والطمع .... تشفى من مرضك بإذن الله.
قاضي شجاع
حضر السلطان بايزيد إلى المحكمة بين يدي قاضي القسطنطينية شمس الدين
الفناري ليشهد في قضية رُفعت إليه , فما كان من القاضي إلا أن رد شهادة
السلطان ولم يقبلها ولما سأله السلطان عن سبب رد شهادته, جاء الجواب
الحاسم من القاضي المؤمن, لأنك تارك للصلاة مع الجماعة.
كيف أصبحت؟
قيل للإمام الشافعي رحمه الله كيف أصبحت؟
قال أصبحت تطلبني ثمانية:
- الله تعالى بالفرض.
- ورسوله صلى الله عليه وسلم بالسنة.
- والدهر بصروفه.
- والعيال بقوتهم(بحاجتهم)
- والحفظة بما ينطق لساني.
- والشيطان بالمعاصي.
- والنفس بالشهوات.
- وملك الموت بقبض روحي.
حروف المعجم في البدن
حكى أن عبد الملك بن مروان جلس يوماً وعنده جماعته من خواصه وأهل
مسامرته, فقال: أيكم يأتيني بحروف المعجم في بدنه وله ما يتمناه؟ فقام
إليه سويد بن غفلة فقال أنا يا أمير المؤمنين:
(أنف- بطن- ترقوة - ثغر- جمجمة- حلق- خد - دماغ- ذراع - رقبة - زند- ساق -
شفة - صدر - ضلع - طحال - ظهر- عين- غبب - فم - قفا - كف - لسان - مرفق
- ناب- هامة- وجه- يد)
نباهة إعرابي
قال الأصمعي كنت أقرأ(والسارق والسارقة فاقطعوا أيدهما بما كسبا نكالاً
من الله والله غفور رحيم) وبجانبي أعرابي فقال: كلام من هذا ؟ فقلت: كلام
الله. فقال أعد, فأعدت القراءة فقال ليس هذا كلام الله, فنظرت في المصحف
وقرأت(والله عزيز حكيم) [المائدة-38] فقال الأعرابي: أصبت هذا كلام الله,
فقلت له يا أعرابي أتقرأ القرآن؟ فقال : لا, فقلا له : من أين علمت نهاية
الآية(والله عزيز حكيم)؟ فقال: يا هذا عز فحكم فقطع ولو غفر ماقطع.
من صور البر
قيل لزين العابدين: إنك أبر الناس بأمك. فلماذا لا تأكل معها في طبق واحد؟
فقال إني والله أخاف أن تسبق يدي يدها إلى ما تسبق عيناها فأكون قد عققتها.
حمال أجرته لاشئ
اشتغل أشعب حمالاً في السوق فأتى رجل واشترى كيساً من الحنطة
وقال لأشعب أحمل هذا إلكيس إلى المنزل.
فقال أشعب: وكم ستعطيني أجرتي.
قال الرجل: لا شئ.
فحمل أشعب الكيس إلى منزل الرجل, ولما وصل إلى المنزل وضع
الكيس على الأرض, وقال للرجل أعطني أجرتي.
فقال له الرجل: وماذا تريد أن أعطيك وقد اتفقت معك بأن أعطيك
لا شئ؟
فقال أشعب: أعطني أجرتي المتفق عليها.
فلم يعرف الرجل كيف يعطي أشعب أجرته؟
فتخاصما إلى القاضي,فقال اشعب للقاضي:حملت لهذا الرجل كيساً
من السوق إلى منزله ثم رفض أن يعطيني أجرتي.
فقال له القاضي: وكم أجرتك.
قال أشعب: أتفقت معه أن يعطيني أجرتي لا شيء.
فوضع القاضي قبعته على الاريكة, وقال لأشعب أرفع القبعة,
فرفعها أشعب.
فقال له القاضي: ماذا وجدت تحتها.
قال أشعب: لا شئ.
فقال القاضي:هذه أجرتك التي اتفقت عليها مع الرجل, خذها
وأذهب من مجلس قضائي .
بيع برأس المال
سرق رجل حماراً, ثم أخذه إلى السوق ليبيعه, فجاء رجل وقال للسارق:
بكم تبيع الجمل.
فقال السارق: بثلاثين دينار.
فقال له الرجل, لا ساشتريه منك بعشرين ديناراً .
فقال السارق :اتفقنا هات النقود وخذ الجمل.
فقال له الرجل: لا يوجد معي نقوداً الآن, تركته في دكاني الكائن في
الطرف الآخر من السوق,فاعقل الجمل في مكانه وأذهب إلى باب الدكان
وانتظرني حتى أتيك لا عطيك ثمنه بينما ساذهب إلى هنا لأنظر بعض حاجتي.
فعقل السارق الجمل وذهب إلى جوار الدكان وانتظر حضور الرجل ليعطيه
النقود من الدكان. فقام الرجل بفك عقال الجمل وغادر السوق.
فبقى السارق جوار الدكان منتظرا عودة الرجل ليعطيه النقود,
فخرج صاحب الدكان من دكانه وقام باغلاق الباب ليذهب إلى
منزله, فقال له السارق أين صاحب الدكان, لقد تأخر.
فقال له: أنا صاحب الدكان.
فقال السارق: لست أنت صاحب الدكان وأنما صاحبه رجل أخر,
وقد أشترى مني حماراً وطلب منى أن أنتظره هنا ليعطيني
ثمنه من دكانه هذا.
فقال له: بل أنا صاحب الدكان, ولم أغادر دكاني منذ الصباح الباكر, ولم
أشتري جملاً فاذهب وأنظر لمن بعت جملك.
فذهب السارق إلى مكان الذي عقل فيه الجمل فلم يجده, فبحث في السوق
فلم يجده فسأل عنه فقيل له غادر السوق في الصباح فعرف أنه قد سرق,
فعاد إلى المنزل كئيباً, فسالته زوجته بكم بعت الجمل يارجل.
فقال لها : بعته برأس المال.
وتقبلوا مروري