الملك يؤكد تقديم الدعم الكامل لدائرة الافتاء العام ويوعز بانشاء مبنى جديد
عمان - حاتم العبادي وبترا - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني حرصه على تقديم الدعم الكامل لدائرة الإفتاء العام لتقوم بدورها في تبيان الأحكام الشرعية المتصلة بحياة الناس. وأشاد جلالته خلال زيارة قام بها إلى الدائرة أمس بالجهود التي يبذلها مجلس الإفتاء والمفتون في مختلف محافظات المملكة، مؤكدا الحرص على توفير كل المتطلبات التي من شانها أن تساعد الدائرة على أداء واجباتها بفعالية، واستقلالية.وقال جلالته مخاطبا مجلس الإفتاء أشكركم على ما انجزتم، وإنني حريص على أن استمع منكم عن التحديات التي تواجهونها للعمل على حلها.
وأعرب جلالته عن دعمه لخطة دائرة الإفتاء الرامية إلى الوصول إلى كل لواء ومدينة كبيرة وتجمع سكاني في المملكة.
ووجه جلالة الملك خلال اجتماعه أعضاء مجلس الإفتاء إلى إنشاء مبنى جديد لدائرة الإفتاء العام بالتعاون مع أمانة عمان كبرى يليق بدورها ورسالتها المهمة.
وعبر أعضاء المجلس عن تقديرهم لجهود جلالة الملك في دعم الدائرة ووضع كل الإمكانات لتسهيل عمل المفتين.
وأشاروا إلى أن تخصيص جلالة الملك بعثات دراسية للمتفوقين في الثانوية العامة للدراسة في جامعة العلوم الإسلامية العالمية التي ستبدأ التدريس العام الدراسي الحالي من شانه أن يقدم نماذج متميزة لدراسي العلوم الإسلامية.
وحضر اللقاء الأمير غازي بن محمد المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور باسم عوض الله.
وأكد المفتي العام للمملكة رئيس مجلس الإفتاء نوح القضاة ، خلال اللقاء، أن إنشاء دائرة الإفتاء العام هي واحدة من مبادرات جلالة الملك التي لبت حاجة ملحة من حاجات المواطنين المتعلقة بدينهم وعقيدتهم.
وقال أن عناية الهاشميين بالإفتاء عريقة ومستمرة فقد كان آل البيت والعلماء يتعاونون على مدى التاريخ الإسلامي في تصحيح مسيرة الأمة الإسلامية لتظل الرسالة ناصعة واضحة المعالم.
وبين أن الدائرة استطاعت وبدعم جلالة الملك أن تخطو خطوات واسعة خلال سنة ونصف فقد تم تعيين مفتين في المحافظات وأصبحت تجيب كل يوم على أكثر من 500 سؤال ما يعكس مدى اهتمام المواطنين بدينهم من جهة وبثقتهم بهذه الدائرة من جهة أخرى.
وأشار إلى أن العمل يجري حاليا وبدعم من جلالة الملك على إيجاد موقع الكتروني للدائرة لتتمكن من التواصل مع كافة المسلمين داخل وخارج المملكة.
أنشئت دائرة الإفتاء العام كدائرة مستقلة عام 2006 بأمر ملكي لتتولى الإشراف على شؤون الفتوى وتنظيمها وإصدار الفتاوى في مختلف الشؤون العامة والخاصة وهي تعمل بموجب قانون الإفتاء و نظام خاص بها صدر عام 2007.
وبموجب قانون الإفتاء تم إنشاء مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية لوضع السياسة العامة للإفتاء في المملكة والإشراف على الشؤون العلمية للإفتاء وإعداد الخطط اللازمة لتنظمه والنهوض به وبيان الحكم الشرعي في الشؤون العامة المستجدة التي تحتاج إلى اجتهاد وبحث في المذاهب الفقهية.
و في تصريحات صحفية، عقب زيارة الملك إلى الدائرة، أشار القضاة إلى اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني بضرورة استقلال الإفتاء وان لا يكون عليه أي تأثير.
وقال أن الإفتاء هو بيان الحكم الشرعي لكل ما يتعرض له الإنسان في حياته، وهو قد يكون في أمر شخصي أو عام أو مالي، معتبرا أن المفتي يختلف عن القاضي ، لأنه يسأل في جميع الأمور.
وأشار إلى أن الأردن أبدى اهتماما كبيرا بالإفتاء منذ البدايات، مبينا أن الإفتاء في السابق كان احد قطاعات وزارة الأوقاف، إلى أن رأى جلالة الملك عبدالله الثاني قبل عام ونصف تقريبا، ضرورة أن يكون الإفتاء كيانا مستقلا، فكانت الإرادة الملكية بإنشاء دائرة إفتاء مستقلة.
وثمن القضاة الدعم اللامحدود من قبل جلالة الملك لجهة تأثيث المبنى وتوفير الرواتب لكثير من الموظفين من قبل الديوان الملكي الهاشمي العامر.
وبين أن هنالك مفتيا لكل محافظة، إلا أنه لفت إلى ضرورة توفير أكثر من مفتي في المحافظات والمناطق ذات التزايد السكاني، مشيرا إلى أن كل محافظة حاليا يوجد فيها مفتي بالإضافة إلى مساعد وكاتب.
وأشار إلى تزايد عدد الإجابات التي تقدمها دائرة الإفتاء لتزيد حاليا عن (500) إجابة يوميا.
كما لفت إلى ابرز التحديات التي تواجه دائرة الإفتاء والتي تتركز في عدم توفر كوادر مؤهلة للقيام بعملية الإفتاء، خصوصا وأن الدائرة تحتاج إلى أضعاف العدد الموجود لديها.
وثمن أعضاء مجلس الإفتاء اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني بعملية الإفتاء وحرص جلالته على توفير جميع المتطلبات الضرورية، واللازمة للقيام بهذا الدور المهم.
وأشار قاضي القضاة أمام الحضرة الهاشمية الدكتور احمد هليل إلى الحرص والاهتمام الملكي في عملية الإفتاء والذي تجلى في أكثر من مبادرة ومكرمة ملكية من بينها توفير بعثات في جامعة العلوم الإسلامية العالمية لمن يزيد معدلاتهم عن (90%)، إلى جانب إنشاء دائرة افتاء مستقلة.
من جانبه تحدث مفتي القوات المسلحة عبدالكريم الخصاونة، عن أهمية إنشاء دائرة الإفتاء، إذ وصفها بأنها مبادرة ملكية مباركة، وأن هذه الخطوة تعزز من النهج الأردني السليم في هذا المجال، لافتا إلى أهمية دائرة الإفتاء، مشيرا إلى أهمية دور الجامعات والمؤسسات التربوية وكذلك النشاطات والمؤتمرات لتعزيز دور الدائرة ، مبينا عقد دورات استفاد منها (1200) إمام.
وشدد مفتي الأمن العام محمد خير العيسى إلى أهمية دور الإفتاء في تعزيز قيام أفراد الأمن العام بواجبهم في معالجة التطرف والغلو في المراكز الإصلاحية بالتعاون مع المؤسسات المختصة والمعنية.
وقال عضو مجلس الإفتاء الشيخ عبدالرحمن ابداح أن وزارة الأوقاف هي أحد أجنحة العمل الإسلامي المعتدل وتحرص على توضيح صورة الإسلام الحقيقية في الداخل والخارج، عبر رسالة عمان، مشيرا إلى أهمية دائرة الإفتاء في تعزيز ذلك.
أما رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية، عضو المجلس، الدكتور عبدالناصر أبو البصل، أشار إلى مكرمة جلالة الملك عبدالله الثاني بتدريس (100) طالب وطالبة في الجامعة على حساب جلالته منهم (90) طالبا في العلوم الاسلامية والباقي في الكليات الاخرى، مشيرا الى أن الجامعة ما تزال تستقبل طلبات الالتحاق بها حتى نهاية رمضان، مشيرا إلى أن النهج التعليمي في الجامعة يرتكز على البعد العلمي والتطبيقي والأكاديمي والدمج بينهما، كما استعرض بعض الكليات التي تبدأ الجامعة بها.
وبين أن عدد الكليات في الجامعة ثماني كليات منها (4) كليات متخصصة في العلوم الاسلامية، مؤكدا أن الجامعة ستعتمد نظاما تعليميا يعتمد على البعد التطبيقي والخبرة من جهة والاكاديكي من جهة أخرى، الامر الذي سينعكس ايجابا على خريجيها،بمن فيهم المفتون.
من جهته، قال عضو المجلس الشيخ محمد عقله أن أول من جسد حقيقية التفاعل بين الحكم والدين هم ال البيت، مؤكدا أهمية الحرية الدينية المسؤولة و أن اهل الدين هم خير معين للحاكم.
أَوْرَاقٌ مُـبَــεـْـثَـرَه ... ڣيْـ زَمَانٍ صَـεــبْ ..!