حرب دافئة
قبل يومين ألمحت أمريكا إلى احتمالية نسف صفقة نووية مدنية مع روسيا عقاباً لها على
تحركاتها العسكرية في جورجيا واعترافها بجمهوريتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا .بالمقابل أعلنت
روسيا عن عزمها وقف استيراد الدواجن الأمريكية قبل نهاية العام الحالي وحظر الاستيراد من 19
شركة امريكية..
تعجبني مناقرة هذه الدول ،كما يروق لي أن أتسلى بصراعات الكبار ، علّي استدّ جزءاً يسيراً من
تسليتهم بنا طيلة الممتدة منذ قرن تقريباً..
كلما لمحت خبراً عاجلاً يتحدث عن الخلاف الروسي - الأمريكي ، أضع أمامي كمشة بزر بطيخ
وافتح شدقي على ابتسامة مخزّنة منذ نصف قرن ، لأتسلّى بمداقرتهم ، كما لو أني أتسلى
بمباراة كرة قدم بين خصمين تقليديين..أحب الهجوم والدفاع والتسلل ،والتصريحات النارية
وعقوبات الجزاء والاتهامات غير المباشرة وطريقة اللعب 4-4-2 ، ويعجبني جدّاً العناد الروسي
القُحّ وهذه ال لا الجليدية التي تعيش تحت الصفر التفاوضي..في رؤوس الروس...
أعتقد أن قناعةً ما تكونت لدينا - كشعوب شرقية- من خلال قراءة الأدب الروسي ،أن هناك عناداً
مشرّفاً ويرفع الرأس لدى هذه الأمه..نحتاجه ونحن اليه كلما حاولت أمريكا أن تلف الكرة الأرضية
باتجاه واشنطن..
يبدو أن المباراة السياسية ما زالت في بدايتها، مما يعني أن انبساطي من هذه الحرب الباردة أو
الدافئة بين القطبين سيطول، ليس لأني رجل شرّاني أو فتّان ..ولكن لأنها المرّة الأولى منذ عقود
طويلة ..ان يحدث خلاف روسي-امريكي ولا يكون طرفه الثالث بلد عربي ...
ما أحلى الفرجه من بعيد..
[email]ahmedalzoubi@hotmail.com[/URL]
أحمد حسن الزعبي