بمطلع الشهر الفضيل من كل عام ، تبدأ حواراتنا ونقاشاتنا مع بعضنا فيما يخص الصوم وخطة كل واحد منا في الأستغلال الأفضل للوقت من أجل الطاعة والتعبد وعمل الخير ... وقد تجرنا بعض تلك النقاشات الى طبيعة البرامج التي تنهال علينا من فضائياتنا ( الموقرة ) بسبب تعلق البعض منا بصورة شديدة بـ ( البعض ) منها ... والأستبيان اذا كان من الممكن الأستمرار بمتابعة اجزاء منها خلال شهر رمضان خصوصا ان الكثير من تلك البرامج يزداد سخونة وسعرات حرارية من منطلق المسابقات والمناظرات واللقاءات وما تقدمه الكاميرا من قفشات ... وبحجة أن نفسية الصائم تكون تعبانه ويحتاج الى ما يسعده ويخخف عنه وطأة الصوم ... وكأنه لا يصوم لنفسه طلبا للمغفرة والتقرب من الباري عز وجل وانما هو صاحب ( منيـّة ) وفضل على العالمين
وقد عهدناه يحب ( الجنس ) اللطيف بشكل ( عنيف ) ونقصد بذلك الستات ... ومن منا لا يحبهم ؟ ... لكن حبه وولعه بهن أكثر من المعدل الأعتيادي وفق مقياس ( ريختر ) الذي يقيس الأنفعالات الرجولية عند مشاهدة بعض المشاهد الوردية ... وكان يدافع دفاعا مستميتا عن تلك البرامج ( الثقافية ) المسلية ويرى أن الحياة لا يمكن أن تطاق بدون نصفنا الآخر بحيث كان لا يعتق صبية أو أمرأة تظهر على الشاشة من ( سهام ) نظراته الثاقبة ... فكيف ان كانت تمر من أمامه ... وفي بعض الأحيان لاتسلم منه حتى بعض الشحاذات المتسولات في اشارات المرور أو غيرها ... خصوصا ان كانت تلك الشحاذة على بعض من جمال زائل أو لطافة لسان ... والعياذ بالله من نظراته تلك ... فهو يجتاز بها المسافات والأماكن والأستار الحديدية وحتى نقاط التفتيش ... لكي يصل الى ما يرضي به شعوره الباطن وولعه المزمن
على أن انتقاداتنا المتكررة له لم تجد لها أذنا صاغية ... فهو تعود على اللف والدوران واللعب على الكلمات بالتهرب من حقيقته ... بقوله يا أخوان ... ان الله جميل يحب الجمال ... و... وما على العين حرج ... والقلب يعشق كل جميل ، ومثل ذلك من كلمات يسوق بها لحالته النرجسية
لكنه في رمضان وعند صيامه كان يتبع تلك النظرات المطولة بمقولة يجاهر بها بصوت مسموع ويقول ... اللهم اجعلها في عيني بقرة ... وكانت تلك المقولة حقيقة تستفزنا مما يجعلنا نؤكد له بأنه وقبل أن يطلب للمسكينة أن تتحول الى بقرة من الممكن أن يحول نظره الى جهة أخرى ويقصر الشر ... ثم كيف يدعو لمخلوق كرمه الله ويطلب له أن يتحول الى بهيمة ... وقبلها من الممكن أن يتعوذ من الشيطان ويستغفر الله ويقول اللهم اني صائم
لم يكن يخرج ابدا من دهائه وخبثه وقناعاته ... وكان يرد وبأصرار يا أخوان حفظكم الله ... من المؤكد أنها عندما تمر من امامي كانت تبادلني الأحاسيس والنظرات الخفيه ... وهاهو قلبي يسمعها بدعاء خفي وهي تقول ... اللهم أجعله ثورا في نظري ... لم أتحمل هذه المرّة وسألته ... بروح والديك أنت من تسمع مدفع الأفطار ... هل تبدأ فطورك بالبرسيم ؟؟