كلمات كتبتها بقلبي قبل يدي...
صدى الماضي- الخرج
هاهي الأيام بل والساعات والدقائق .... تمضي أمام عيني وأنا أقف صامتة بلا حراك ...
أم تلك الساعة في حائط غرفتي ... أراها تمضي لقد كنت أحسدها لأنها تعمل... لها هدف تسعى من خلاله هذا العمل. هي تسعى لكي توقظ طالبة لمدرستها ... لأم تبدأ عمل يوم كامل من تجهيز للطعام وغيره لشخص عنده موعد هام ... فأراها سعيدة مسرورة...
إن هذه الساعة التي في حائطي الصامتة الغير ناطقة التي لا تتحرك إلا عند رغبتي لها هدف... لها فائدة في حياتنا ... أما أنا فيضيق صدري كلما رأيتها ... أراها تمر أمام عيني وأرجع أسأل نفسي لقد مرت ساعة كاملة الآن ماذا عملت؟؟!! ... ماذا فعلت؟!!
أطأطأ رأسي وأمضي وفجأة أرى أنه مضى يوم بل أيام وأسابيع إلى أن بلغت السنين وأنا كما أنا لم يتغير أي شيء حولي كل شيء على مكانه ...
جلست مع نفسي وحادثتها بهدوء شديد لقد كنت تدرسين وكان لك هدف في هذه الحياة بأن تتخرجين وتحصلين على الشهادة وتفرحين قلب أمك الحنون ... نعم حصلت على الشهادة ورأيت جواهر لا بل لأليء تذرف من عيني أمي الغالية فرحاً بتخرجي...
ومضت الأيام كيفما أريد وأحب ... ولكنني وجدت نفسي أكرر تصرفاتي وفعلي كل يوم... لقد كنت أحلم بوظيفة أريد الكل أن يستفيد من علمي الذي تعلمته أريد نشر الخير بقدر ما استطعت من خلال طالبات في مقتبل حياتهن ولكن... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وكنت أريد ... وأريد وأريد فلا زالت تلك الساعة تتعبني لأني أعلم بأن إلهي الواحد القهار سوف يسألني عن كل لحظة في حياتي وعن الساعة التي أقضيها ... هل ذكرته؟!! ماذا سأقول عندما يسألني في الساعة الفلانية ماذا كنت تعملين؟ لم أسمعك تذكرينني!! لم أسمع طلب المغفرة منك لأجل أن أغفر لك
وبعد هذا كله صرت حريصة كل الحرص على المداومة لذكر الله تعالى وقراءة القرآن في كل وقت فوقتي كله فراغ في فراغ وهمست لي الساعة قائلة هل رأيت؟؟ لقد أصبح لي عمل معك ولأجلك ... لا تغاري مني دعيني أعمل لغيرك! إن لم تبالي بعملي عندك...
فأزددت غيرة وغضباً ورددت عليها: بل إن لدي عمل يستفيد منه غيري إنه أنت! وهو أنني أستطيع أن أملك بيدي وأغيرك كيفما أشاء أيتها السعاة ... وبهذا أكون انتصرت عليك بذكر الله تعالى كل وقت وقراءة القرآن ...
اعتبري يا غاليتي قبل فوات الأوان فهذه الكلمات كتبتها بقلب قبل يدي وذلك لتعتبري وكل مقدر ومكتوب علينا في هذه الحياة.