حيث يقف الكلام ..
وتجف الأقلام ..
وتسرح في خيالات وأوهام ..
هنا فقط ..
تعرف أن ما نريد الكلام عنه أكبر من أن يتكلم فيها احد ..
اكبر من أن تكتب الأقلام فيها الأشعار ..
اكبر من أي عقل ضيق الأفق نام مرتاح البال ..
فلسطين اكبر من ذلك ..
القدس أقدس من أي قلم وفكر أدعى انه حر وآبى التفكير والكلام وأختار الصمت لعلة يكون سيد المواقف ..
ماذا نكتب وعن أي شي نكتب ..!!؟؟
عن المقاومة .. الشهداء .. الأسرى ..
عن الخراب .. الدمار .. الدماء .. الأرامل .. اليتامى ..
حقاً حُق للقلم أن يخجل ..
ما حال تلك القرى الصغيرة وهيا تودع كل بضع أيام أسد من أسودها ..
كيف صبرٌ الأمهات واحتمال الآباء ..
حقاً فلسطين البطولة ..
هناك دموع لكنها ليست كـ دموع من بكى ذلك الفنان الراحل ولا تلك المسرحية الساقطة ..
بكاء على شهيد ضحى بنفسه .. بروحه .. بمستقبل كان ينتظره ..
ليعيش غيره حياة أجمل مما عاشها ..
ما أجمل دموع فرح بحرقة وداع تتساقط كالجواهر من عيني تلك الأم الحنون ..
أريد أن أتخيل حياتهم فيقف بي التفكير عند أول نقطة تفتيش واقرر العودة !!
كيف صباحهم ؟؟
أهو كصباحِنا زقزقةُ عصافير تُغازل بعضها
وكوب حليب دافئ !
ومسائهم ..
هل هو جلسات سمر وضحك والتفاف حول مائدة طعام ..
ما حالهم ؟؟ فضول في داخلي يزعجني كثيرا !..
يتمرد التفكير أحيانا ليصل إلى شروق شمس فلسطينية وزقزقة عصافير
يتخللها صوت المدفع والدبابة إلى كوب حليب بارد !! فلا سبيل لتدفئته
إلى مساء ضاحكا يتسلل إلية خوف وعيون في كل لحظة تنظر لبعضها وكأنه وداع أخير ..
فمن يدري ربما صاروخ طائش يعكر الجو الجميل ..
ويبقى في نفسي خجلاً و تساؤلاً لماذا كتبت ذات يوماً عنكِ وطني الحبيب ..