اجمل مقاله كتبت عن مسلسل نـــــــور ...بالوطن العربي
نور ومهند.. مدفأة وشحوار وعود متعب!!
ركض مسرعا ليلحق بالسيرفيس المتخم، حاول فتح الباب فناداه سائق السيرفيس من الداخل "عالواقف يا معلم"، فلم يجب واستمر في محاولته فتح الباب الذي تمترس خلفه شخصان "عالواقف"، وبدا للجميع انه مستعد للصعود ولو على ظهر السيرفيس.
ويقول المثل " اذا عرف السبب بطل العجب" ولكن ما حدث معي هو ان معرفتي للسبب زادت منسوب العجب لدى، فمن حسن حظنا (نحن المتعجبون) أن احد اصدقائنا كان محشورا بنفس السيرفيس مع صاجبنا المسرع، فسأله عن سبب ماهو به من عجلة الامر، فأجابه أنه لا يريد أن تفوته بداية المسلسل، ولما سألنا صديقنا (الجاهل مثلنا) عن اي مسلسل يتحدث، رمقه جميع المحشورين في السيرفيس بنظرة ازدراء اشمئزازية، وكأنة قادم من كوكب آخر.
"ولو يا أبو الشباب مسلسل نور" بلع صديقي ريقه، ولم يشأ ان يبدو جاهلا أكثر من ذلك، فهو لا يعرف "نورهم"ن ولم استغرب ذلك، فصديقي لديه تحسس من النور الباهرظن حتى غرفته كانت معتمة، مدفاة غرفته قديمة ويملأ "الشحوار" حيطانها المرهقة من حرارة ما بداخلها، و " عود" متعب استرخي على حائط الغرفة على ذكريات انغامه في الايام الخوالي، وبعض الدموع من التي جفت على ارضها المشتاقة للفرح.
نور ومهند، وعشرات الاف الباحثين عن اخبارهم عبر شبكة الانترنت، دفعني لمحاولة معرفة سبب كل هذا اللهاث وراء اخبار هؤلاء الشباب، وبما انني من جماعة " الجهلة" الذين لا يعرفون "نور"، سألت احد اصدقائي الذين لا اخجل من الظهور امامهم بمظهر "الاهبل".
صديقي الجميل "محمد" وفي اتصال هاتفي معه ليل البارحة، ضحك كثيرا عندما سألته، قبل ان يعترف لي بأنه يتابع مسلسل "نور" التركي، وبأن المسلسل يتكون من ثلاثة مشاهد محورية:
المشهد الاول: "اشخاص يأكلون الي طاولة واحدة".
الشمهد الثاني " مهند يحاول تقبيل نور، التي بدورها ترفسه"
المشهد الثالث " نور تصرخ وتبكي على جدها الذي على حسب علم صديقي مات شئ خمس مرات".
ضحكنا كثيرا مرة اخرى، قبل ان يطرق صديقي "كم كفرية نورية مهندية" ويبدا بالكلام عن تخلف الناس، وخاصة بعد ان نشرنا في عكس السير تحقيقا عن حوادث طلاق وقعت في مدينتي الجميلة حلب، نتيجة الخلاف على موقع مهند في علاقتهما الزوجية.
انتهت المكالمة وعذرت صديقي الجاهل، وبدأت اعيد النظر في موضوع صداقته، نعم، فأنا لست مستعدا لأن اصادق شخصا جاهلا لا يقدر الدراما الهادفة، فهل من المعقول ان يختصر هذا المسلسل الذي شد الملايين من العرب اليه بثلاثة مشاهد، وهل من المعقول أن يكون هو الوحيد الفهمان، ومئات الالاف من العرب الذين يتتبعون أخبار نور ومهند، كلهم اغبياء!.
لجأت بعدها الي مجموعة من الاصدقاء، في محاولة لتفسير هذه الظاهرة، ظاهرة اقتحام نور ومهند لغرف نوم العرب، وكيف ان سيدة استبدلت صورة زوجها المعلقة على الحائط بصورة مهند، واخرى تمنت في جلسة حميمية مع زوجها ان تنام لليلة مع مهند ثم تموت بعدها، لنكتشف في لحظة ، اننا جميعا.... جهلة.
فقد اتضح لي ان جميع من شارك في الحوار، لم يكن يعرف عن نور ومهند أكثر مما تعرف بنت جارنا الصغيرة "مها" ذات السبع سنوات، ودخل الحوار في تحليل نفسية المشاهد العربي، وحالة البرود العاطفي والجنسي التي فجرها هذا ال " نور" التركي في مجتمعنا.
ولفت أحد الاصدقاء الذي صرف بضع اعوام من حياته في تركيا، الي ان هؤلاء "النجوم" لا يتمتعون بشهرة عالية في بلدهم، المر الذي يطرح عددا من اشارات الاستفهام حول خرقهم للمجتمع العربي.
وتسعة الاف معجبة عربية على ال"الفيس بوك" تعرض نفسها على " مهند" للزواج، قد يكون معيارا لانخفاض "فحولة" الشباب العربي التي كانت الي امد غير بعيد مصدر "مباهاته" الاول.
ولعل حسنة هذا المسلسل الوحيدة بالنسبة لي، هي انه كشف لي جهل اصدقائي، وغربتهم عن مجتمعهم "المهندي"، اما انا فقد قررت أن اتابع ال"نور"، صحيح انني تأخرت 200 حلقة، لكن هناك 500 حلقة مازالت بانتظاري.
مئات المنتظرين على موقف السيرفيس، المحشورون داخل السرافيس أكثر، وقف السيرفيس أمامي، عـ "الواقف يا معلم"، كررها السائق أكثر من مرة، مدفاة وشحوار وعود متعب استراح على الحائط، لا مانع من بقائي جاهلا حتى وصول سيرفيس اخر..
بقلم الكاتب
عبدالله عبد الوهاب
مــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــــــقـــــ ـــــــــــــــــــــــول
نور ومهند.. مدفأة وشحوار وعود متعب!!
ركض مسرعا ليلحق بالسيرفيس المتخم، حاول فتح الباب فناداه سائق السيرفيس من الداخل "عالواقف يا معلم"، فلم يجب واستمر في محاولته فتح الباب الذي تمترس خلفه شخصان "عالواقف"، وبدا للجميع انه مستعد للصعود ولو على ظهر السيرفيس.
ويقول المثل " اذا عرف السبب بطل العجب" ولكن ما حدث معي هو ان معرفتي للسبب زادت منسوب العجب لدى، فمن حسن حظنا (نحن المتعجبون) أن احد اصدقائنا كان محشورا بنفس السيرفيس مع صاجبنا المسرع، فسأله عن سبب ماهو به من عجلة الامر، فأجابه أنه لا يريد أن تفوته بداية المسلسل، ولما سألنا صديقنا (الجاهل مثلنا) عن اي مسلسل يتحدث، رمقه جميع المحشورين في السيرفيس بنظرة ازدراء اشمئزازية، وكأنة قادم من كوكب آخر.
"ولو يا أبو الشباب مسلسل نور" بلع صديقي ريقه، ولم يشأ ان يبدو جاهلا أكثر من ذلك، فهو لا يعرف "نورهم"ن ولم استغرب ذلك، فصديقي لديه تحسس من النور الباهرظن حتى غرفته كانت معتمة، مدفاة غرفته قديمة ويملأ "الشحوار" حيطانها المرهقة من حرارة ما بداخلها، و " عود" متعب استرخي على حائط الغرفة على ذكريات انغامه في الايام الخوالي، وبعض الدموع من التي جفت على ارضها المشتاقة للفرح.
نور ومهند، وعشرات الاف الباحثين عن اخبارهم عبر شبكة الانترنت، دفعني لمحاولة معرفة سبب كل هذا اللهاث وراء اخبار هؤلاء الشباب، وبما انني من جماعة " الجهلة" الذين لا يعرفون "نور"، سألت احد اصدقائي الذين لا اخجل من الظهور امامهم بمظهر "الاهبل".
صديقي الجميل "محمد" وفي اتصال هاتفي معه ليل البارحة، ضحك كثيرا عندما سألته، قبل ان يعترف لي بأنه يتابع مسلسل "نور" التركي، وبأن المسلسل يتكون من ثلاثة مشاهد محورية:
المشهد الاول: "اشخاص يأكلون الي طاولة واحدة".
الشمهد الثاني " مهند يحاول تقبيل نور، التي بدورها ترفسه"
المشهد الثالث " نور تصرخ وتبكي على جدها الذي على حسب علم صديقي مات شئ خمس مرات".
ضحكنا كثيرا مرة اخرى، قبل ان يطرق صديقي "كم كفرية نورية مهندية" ويبدا بالكلام عن تخلف الناس، وخاصة بعد ان نشرنا في عكس السير تحقيقا عن حوادث طلاق وقعت في مدينتي الجميلة حلب، نتيجة الخلاف على موقع مهند في علاقتهما الزوجية.
انتهت المكالمة وعذرت صديقي الجاهل، وبدأت اعيد النظر في موضوع صداقته، نعم، فأنا لست مستعدا لأن اصادق شخصا جاهلا لا يقدر الدراما الهادفة، فهل من المعقول ان يختصر هذا المسلسل الذي شد الملايين من العرب اليه بثلاثة مشاهد، وهل من المعقول أن يكون هو الوحيد الفهمان، ومئات الالاف من العرب الذين يتتبعون أخبار نور ومهند، كلهم اغبياء!.
لجأت بعدها الي مجموعة من الاصدقاء، في محاولة لتفسير هذه الظاهرة، ظاهرة اقتحام نور ومهند لغرف نوم العرب، وكيف ان سيدة استبدلت صورة زوجها المعلقة على الحائط بصورة مهند، واخرى تمنت في جلسة حميمية مع زوجها ان تنام لليلة مع مهند ثم تموت بعدها، لنكتشف في لحظة ، اننا جميعا.... جهلة.
فقد اتضح لي ان جميع من شارك في الحوار، لم يكن يعرف عن نور ومهند أكثر مما تعرف بنت جارنا الصغيرة "مها" ذات السبع سنوات، ودخل الحوار في تحليل نفسية المشاهد العربي، وحالة البرود العاطفي والجنسي التي فجرها هذا ال " نور" التركي في مجتمعنا.
ولفت أحد الاصدقاء الذي صرف بضع اعوام من حياته في تركيا، الي ان هؤلاء "النجوم" لا يتمتعون بشهرة عالية في بلدهم، المر الذي يطرح عددا من اشارات الاستفهام حول خرقهم للمجتمع العربي.
وتسعة الاف معجبة عربية على ال"الفيس بوك" تعرض نفسها على " مهند" للزواج، قد يكون معيارا لانخفاض "فحولة" الشباب العربي التي كانت الي امد غير بعيد مصدر "مباهاته" الاول.
ولعل حسنة هذا المسلسل الوحيدة بالنسبة لي، هي انه كشف لي جهل اصدقائي، وغربتهم عن مجتمعهم "المهندي"، اما انا فقد قررت أن اتابع ال"نور"، صحيح انني تأخرت 200 حلقة، لكن هناك 500 حلقة مازالت بانتظاري.
مئات المنتظرين على موقف السيرفيس، المحشورون داخل السرافيس أكثر، وقف السيرفيس أمامي، عـ "الواقف يا معلم"، كررها السائق أكثر من مرة، مدفاة وشحوار وعود متعب استراح على الحائط، لا مانع من بقائي جاهلا حتى وصول سيرفيس اخر..
بقلم الكاتب
عبدالله عبد الوهاب
مــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــــــقـــــ ـــــــــــــــــــــــول
