عالم الغاب
دَخَلتُ عالَمَ النِساءِ مِن أَوسَعِ بابْ
فَوَجدتُهُ عَالَماً كَذابْ
كِلَاباً تُعاشِرُ كِلَابْ
ذِئاباً تَقتُلُ ذِئابْ
رَأَيتُ عالَماً وُرودُهُ ذابلِةً
يَرتَشِف رَحيقُها الذُبابْ
فَغَزَتني أَفكارٌ
وَ تَقاتَلت بِداخِلي الَأسبابْ
هَاجَمَتني أَسئِلَةٌ
وَ إِعتَراني خَوفٌ وَ إِضطِرابْ
أَينَ الحُبُ وَ أَينَ الَأحبابْ
هَل كَذِبٌ ما كَتَبَ الشُعَراءْ
عَن الخَمرِ وَ النِساءْ
هَل كَذَبوا عِندَما كَتَبوا
عَن نَظَراتِ الِإعجابْ
فَالحُبُ كَذِبَةٌ كُبرى
وَ مَشاعِرُ النِساءِ سَرابْ
هُنَّ مَن قَتَلنَّ الحُروفَ بِداخِلي
وَ مَن دَنَسنَّ قَداسَةَ الكِتابْ
هَذا هُو عَالَمُ النِساءِ
سَرابٌ في سَرابْ
كَم كَرِهتُ عالَمَهُنَّ
وَ كَيفَ أُحِبُ عالَماً
لَيسَ فِيهِ خَمرٌ وَ لَا شَرابْ
يَنظُر إِلى العَواطِفِ بِسُخرِيَةٍ
كَأَنَها أَلعابْ
عالَمَهُنَّ تافِهٌ نَسِيّ طَعمَ الحُبِ
وَ أَدمَنَ على طَعمِ التُرابْ
فَوَرَبي لَأَخلِقَنَّ القِـلَامِ حِرابْ
وَ أَجَعَلَ مِنَ القَصائِدِ قَنابِلَ
وِ مِنَ الحُروفِ جُنوداً
حرفٌ شَهيدٌ وَ حَرفٌ مُصابْ
عالَمَهُنَّ لَا يَعرِفُ إِلِا القَسوةَ وَ الِإرهابْ
عَالَمَهُنَّ مُظلِمٌ جِداً
قَد نَوَيتُ عَنهُ الذَهابْ