دقائق خمس
بَعدَ أَن قَتَلتُ كلَّ النِساءِ بالأمسِ
وَ ألغَيتُ وجودَهُنَّ في حياتي
مِن تِلقاءِ نفَسي
جاءَتْ إليَّ فاتِنَةٌ تَمشي الهُوَينى
لا تَسمَعُ لها إِلا هَمسِ
إِذا تَكَلَمَتْ سَقَطَتْ مِن شَفَتَيها دُرَرَاً
وَ إِستَباحَت لي قَلبي بِدَقائِقَ خَمسِ
إِذا إِبتَسَمَتْ تَهاوَتْ النُجومُ
وَ إنْشَقَ البَحرُ مِنَ النِصفِ
وَ إذا مَرَّت مِن جانِبي تَناثَرتُ في الهَواءِ
مِن شِدّةِ الجَمالِ و العَصفِ
شَئٌ ما قَد تَفَجَرَ بِالنَفسِ
أَدخَلَتْ فيَّ سِهامَ العِشقِ وَ الدِفءِ
فلا خَوفٌ بَعدَها وَ لا نَحسِ
يا صاحِبَةَ النِقابِ ها قَد جِئتِ من بَعيدٍ
لِتَخلِقي الأَمَلَ مِن داخِلِ يَأسي
وَ لِتَتَرَبعي على عَرشِ سَمائي
فَيَركعُ لكِ القَمَرُ
وَتَسجُدُ لِجمالِك شَمسي
وَ لِيَثورَ شِعري تائِهٌ
مَا بيَنَ الحَقيقَةِ وَ اللَّبسِ
يا أَجمَلَ نِساءَ بابِلَ و البتراءَ وَ الرَسِّ
ما دَريتُ أنَّ على وَجهِ الَأرضِ أُنـثى
قَدْ تُحَرِكُ فيَّ المَشاعِرَ
قَدْ تُداعِبُ حِسِي
ما دَرَيتُ أَنَّ هُناكَ مَنْ تَستَحِقُ مِني الشِعرَ
لا في وَاقِعٍ وَ لا في حَدسِ
تعَالي إِليَّ لِنَحتَسي
نَخبَاً يُقارِعُ فيهِ حَدُّ الثَمالَةِ شِعراً
بَقايا الكأسِ
و لا تُقَلِبي صَفَحاتي
فَأَنا كِتابٌ مِن حُزنٍ وَ مِن بُؤسِ
شاعِرٌ تَعَوَدتُ أَن أَكتُبَ في النِساءِ
وَ تَعَوَدتُ أَن أَخرُجَ في شِعري عَن النَصِ
فَلا تَبيعي كَلِماتي أَرجوكِ
بِثَمَنٍ زَهيدٍ لا وَ لا بَخسِ
وَ إِنتَظريني يَوماً وَ لا تَقسي
عَلّي آتيكِ كَموسى مِنَ السَماءِ بُهدىً
أو آتيكِ مِنها بِقَبَسِ
عَلِّي أَتَجاوَزُ الأَسوارَ كُلُها إِلَيكِ
كَصلاحِ الدِّينِ لَأسوارِ القُدسِ
وِ إِن فَشِلتُ يا سَيِدَتي
فَلا تَأسِ
هُوَ مِن صُنعِ يَدَيَّ مِن تِلقاءِ نَفسي
أَن أَطلقتُ العَنانَ
لِتَضارُبِ الأَفكارِ في أَعماقِ كَأَسي
خَطَأي أَني ظَنَنْتُكِ عَبلَةَ
وَ ظَنَنتُ نَفسي العَبسي
سَتَظَلي أَنتِ المُسَتقَبلُ
وَسَيبقى الأَمسُ أَمسي
وَ سَتَظَلي في داخِلي يَقِضَةٌ
لا وَ لَنْ تُنْسي