العودة إلى المدرسة
قصة: أميمة الناصر - بدا أن الصباح مختلف تماما عما سبقه من صباحات.صحوت اليوم أنا وأختي ونحن نشعر بنشاط كبير، وبفرح غامر، فاليوم سوف نقابل أصدقاءنا جميعهم.
اليوم هو اليوم الأول في العام الدراسي الجديد. ونحن متشوقان كثيرا للوصول إلى المدرسة.
صحوت مبكرا، وأخذت حماما سريعا، ثم تناولت إفطاري، وأردت الانطلاق سريعا، ولكن أمي أصرت على تحضير بعض السندويتشات لي ولأختي من أجل تناولها أثناء الدوام.
بعدها قال أبي أنه يحب أن يوصلني أنا وأختي إلى المدرسة بنفسه كونه اليوم الأول في الدراسة.
ركبنا مع أبي في سيارته، وانطلقنا باتجاه المدرسة.
كان الوقت صباحا، ورأيت عشرات الأطفال المتوجهين إلى مدارسهم، كانوا يسيرون على الرصيف.. بصراحة رأيت بعضهم يسير في منتصف الشارع، غير مبال للسيارات التي تعبر مسرعة، فيضطر السواقون إلى إطلاق زواميرهم المزعجة من أجل تنبيه أولئك الأطفال غير الحريصين على حياتهم.
رأيت آخرين يلعبون ألعابا خطرة، ويلحقون بعضهم بعضا ويتدافعون باتجاه السيارات المارة في الشارع في الشارع.
أحد الأطفال وقع على أرض الشارع متدحرجا عدة مرات.. الحمد لله.. لم تكن هناك أي سيارات تمر حينها، وإلا لكانت عجلاتها قد نالت من جسده الصغير.
ولكن الغريب أنه لم يتعلم من سقطته تلك، بل قام على الفور، وبدأ من جديد التراكض واللعب مع رفاقه، مرة على الرصيف، ومرات كثيرة على الشارع.
بدا أن أبي كان غاضبا كثيرا من أولئك الأطفال بسبب تصرفاتهم أثناء سيرهم إلى المدرسة، فقال أن هؤلاء الأطفال يجب أن تعطى لهم دروس خاصة بكيفية السير فوق الرصيف، وكيفية قطع الشارع.
وفي طريقنا إلى المدرسة حدثنا أبي عن العديد من حوادث السير المروعة التي وقعت خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي ذهب ضحيتها عشرات الأشخاص، بعضهم كان من الأطفال.
أبي قال كذلك أن الحوادث ليست دائما بسبب المشاة، فغالبا ما تكون بسبب السواقين الذين لا يتحلون بروح المسؤولية، والذين يطلقون العنان لسياراتهم من غير أن يبالوا بالمشاة، ولا بالسيارات الأخرى التي تشاركهم الطريق.
كان أبي يسير متمهلا، ولم يكن يبدو عليه أنه في عجلة من أمره. فرحت لذلك كثيرا.. فهذا يعني أننا في أمان.
وأخيرا وصلنا المدرسة؛ كانت المديرة تقف على البوابة، وترحب بالطلاب، متمنية لهم عاما دراسيا حافلا بالنشاط والإنجازات.
كان الأصدقاء جميعهم هناك: خالد وماهر وسامر، وغيرهم.
سلمنا على بعضنا بحرارة، وانطلقنا نحكي لبعضنا بعضا عما فعلناه خلال العطلة الصيفية الطويلة.
كانت الأحاديث طويلة، والمغامرات شيقة ولا نهاية لها، لذلك قررنا أن نؤجل الحديث عنها عندما رن الجرس معلنا بداية دوام اليوم الأول.