غزة - علا المدهون أكد صحافي فلسطيني أنه تعرض لتعذيب شديد من رجال الاستخبارات الاسرائيلية "الشاباك" أثناء اجتيازه الحدود مع الأردن في اتجاه قطاع غزة، بعد رحلة أوروبية حصل خلالها على جائزة عالمية عن قصصه الصحافية التي نشرها في بعض وسائل الاعلام. وقال محمد المغير مراسل وكالة IPS في غزة إن رحلته شملت لقاءات مع نواب في برلمانات بريطانيا والسويد، شرح لهم فيها معاناة قطاع غزة مصحوبة بالصور، وأن ذلك أغضب على ما يبدو الاستخبارات الاسرائيلية، فاحتفلت به "بوابل من الركل والاهانات والتهديد بالقتل بعد تجريده من ملابسه كاملة حتى سقط فاقدا الوعي". من جانبها أكدت السفارة الهولندية في اسرائيل، والتي كانت قد تكفلته لدى السلطات الاسرائيلية، لتسهيل حصوله على تصريح السفر، أنها ستأخذ على عاتقها رفع قضية لمحاسبة المسئولين عن التعذيب والإهانات التي تعرض لها الصحافي محمد عمر المغير. فيما عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت عن أسفه، موضحا لوزير الخارجية الهولندي أنه يشعر بحرج شديد لما تعرض له محمد على أيدي محققين إسرائيليين وأن ذلك ما كان يجب أن يحدث". ثمن باهظ لقصصه الصحفية وقال مغير (24 عاما) لـ"العربية.نت" حيث يعالج من أثار التعذيب في المستشفى الأوروبي في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، إنه دفع الثمن باهظا على جسر اللينبي الفاصل بين الضفة الغربية والأردن، بعد أن قدم صورا تفصيلية عن الأحوال السيئة في غزة للنواب الأوروبيين الذين التقاهم. وأضاف مغير الذي يقطن في مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة أنه خرج مغادرا القطاع عبر جسر اللينبي بعد حصوله على تصريح وإذن بالخروج من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، متوجها إلى أوروبا في رحلة شرح خلالها في برلمانات اليونان والسويد وبريطانيا المعاناة اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون، كما عرض صور ضحايا مسنين فلسطينيين وأطفال، سقطوا قتلى بالصواريخ الاسرائيلية. وأشار إلى أن ذلك "تسبب في استياء أعضاء تلك البرلمانات، فأرسلوا للسفارات الإسرائيلية رسائل اعتراض على ما يجري في القطاع، وهو ما أغضب السلطات الإسرائيلية فأبلغت السفارة الهولندية التي خرجت من غزة بكفالتها بأنها لا يرغب في عودتي إلى قطاع غزة". وقال محمد المغير إنه حصل خلال هذه الجولة على جائزة عالمية تقديرا لإبداعه في كتابة 5 قصص صحفية، "أثناء العودة على جسر اللنبي تفاجأت بمجندة اسرائيلية تخبرني بعدم وجود تنسيق وتصريح لي بالمرور إلى غزة ولكنها احتجزت جواز سفري وتركتني لمدة تجاوزت الساعة ونصفا إلى أن قام أحد الجنود بتفتيشي بدقة شديدة قبل أن يأخذني إلى مقر المخابرات الإسرائيلية (الشاباك) على الجسر". وأوضح أن المحققين تأكدوا من اسمه وأنه صاحب الجائزة، ثم أخذوه إلى مبنى آخر قريب، حيث جردوه من كامل ملابسه وأخذوا في ضربه والاستهزاء به واهانته. تهديد بالقتل واستهزاء وتابع الصحافي محمد المغير "أحد عناصر الأمن هددني بإطلاق النار علي وأشهر السلاح في وجهي، فيما داس أحدهم على رقبتي بالحذاء وأنا عارٍ تماما بعد أن أمرني بالانبطاح أرضاً، وكان الآخرون يستهزئون بي وبالجائزة التي فزت بها. وبدا محمد متأثرا بشدة عندما حكى معاناة تجريده من ملابسه بشكل كامل وسط ثمانية من رجال المخابرات، بدأوا يستهزئون به وبعمله الصحفي وبالمقابلات التي أجراها مع أعضاء البرلمانات الذين كان يحمل بطاقاتهم التعريفية في حقيبة سفره، مشيرا إلى أنهم عاثوا فسادا في حقائبه التي كان يحمل بها أغراضه الخاصة وهدايا حملها لكل من يحب من الأهل والأصدقاء. وأوضح محمد خلال حديثه لــالعربية.نت أنه لم يتمالك نفسه من شدة الإهانة والتعذيب فسقط مغشيا عليه على الأرض، فيما داس أحد المحققين على رقبته بالحذاء وهو يضحك أمام جميع الحاضرين في المعبر اعتقادا منه أنه كان يمثل ويدعي الإغماء. وأضاف ضربوني على عيني وخلف أذني وفي صدري، وبقيت على هذه الحالة أكثر من ساعة وأنا مغشيا علي، ثم وضعوني في غرفة أخرى وجاء أحدهم – لست متأكدا إن كان طبيبا – ولكنه كان يحمل سلاح من نوع إم 16" للتأكد من أنني فاقدا للوعي بالفعل". وأشار إلى أنه بعد تأكده من ذلك استدعوا سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، قامت بدورها بنقلي إلى مستشفى في مدينة أريحا، "وهناك حاول أحد المحققين أن يجبرني على توقيع ورقة أخلي فيها مسئولية الاحتلال الإسرائيلي مما تعرضت له من تعذيب في المعبر، ومن أي مضاعفات صحية قد أتعرض لها في المستقبل ولكنني رفضت التوقيع". إلا أن رجال الأمن الإسرائيليين المتواجدين على جسر اللنبي قالوا إنهم اضطرا للقيام بعملية إسعاف أولي للصحافي الفلسطيني بعد أن سقط مغشيا عليه، أدت إلى إصابته برضوض وبعض الكدمات في جسده، ولم يكن القصد من وراءها التعذيب. أفضل قصة صحفية في العالم وقال محمد إن الجائزة العالمية التي حصل عليها في 16-6-2008 هي «Martha Gelhorn Journalism Prize 2008» وذلك عن 5 قصص إخبارية نشرها في مجلة «تقرير واشنطن لشؤون الشرق الأوسط" الأميركية باللغة الانجليزية، تناولت الوضع الانساني القاسي الذي يعيشه سكان قطاع غزة جراء الحصار الاسرائيلي. وكان محمد قد فاز العام الماضي بجائزة Ethnic Media Award في الولايات المتحدة لأفضل قصة صحافية على مستوى العالم بعنوان شارون... لماذا هدمت منزلي. وهو يكتب موضوعاته باللغة الانكليزية وتُترجم كتاباته إلى ما يزيد عن 10 لغات أجنبية أخرى كالاسبانية والفرنسية والايطالية والسويدية وغيرها. وأوضح محمد أنه تلقى خبر فوزه بالجائزة العالمية من الكاتب البريطاني جون بلجر عضو لجنة التحكيم وأحد الكتاب المشهورين، الذي وصف المغير في تصريح صحفي له بأنه صوت من لا صوت لهم.. ونتاجاته من السجن المفتوح نفسه الذي يعيش هو فيه، بمثابة تسجيل إنساني لواقع اللا عدالة التي فُرضت على مجتمع نسيه معظم العالم".
توقيع :alkarki2005
كلامي اليوم عن الطراونه واوصافـــــهم*****هل العز والفخر وزين الأفــــعــــــــال
لو تجالسهم طول اليوم قليبك ما يعافهــم*****والكرم والطيب صفاتهم عيال الجفال
محمد الطراونه
اجمل ما في الهندسةان تبني جسرا من الامل على شواطئ اليأس[/b]
صحفي فلسطيني يتعرض للتعذيب بسبب نشره قصص معاناة من غزة