ناديا هاشم العالول - حذارِ من السمنة المفرطة.. والنحافة الزائدة.. فكلاهما مرفوض وخارج سياق مفردات القاموس الصحي.. صدقوني.. الصحة جميلة.. والمظهر الصحي لا يتماشى مع الانوركسيا -مرض فقدان الشهية-.. و البوليميا -مرض الشراهة-.. فكلاهما يقع في خانة التطرف المرفوض.. و خير الأمور الوسط .. صحيح أن الطلّة الجميلة قد اختلفت معاييرها من عصر لآخر.. حيث يتنافس الجميع الآن على اكتساب قوام رشيق.. فنعَم.. للرشاقة.. ولا..
للنحافة! ففي الماضي كانت المرأة المكتنزة عنوان الجمال.. و كرْش الرجل يعتبر وجاهة! وقد اختلفت هذه المعايير نتيجة ارتفاع وتيرة الوعي الصحي أولاً والمظهري ثانياً.. والعكس صحيح! فالقوام الرشيق أصبح مطلباً أساسياً للمرأة.. وكذلك الجسم الرياضي بالنسبة للرجل.. وبغض النظر عن الهدف إلا أن اتباع نظام صحي يومي غذائي ورياضي وسلوكي لا بد وأن يؤتي أكله في المستقبل...
وكما هي العادة يقحم التطرف نفسه في مثل هذه التوجهات كاتباع نظام حمية قاس وتناول العقاقير لسد الشهية وإنقاص الوزن وربط المعدة بحلقة لاختزالها على الطالع والنازل ودون داع.. كلها تشكل تهديداً سافراً للصحة... فحذار يا شباب من خطرها ! وجعل اللي...ما بِلْزَمْ... يِلْزَمْ !
صحيح أن الفرد الآن يقع تحت ضغوط تنافسية تقحمه في صميم الاستهلاكية من ترويح للصالات الرياضية.. وأحدث أزيائها.. وأحذيتها.. والدعاية الكبرى لشرب ما لا يقل عن لتر ماء يومياً.. ومع أنني من مشجعي شرب المياه ولا أتنقل دون قنينة صغيرة، إلا أننا قبل عقد من الزمن لم نكن نحمل الماء في حلنا وترحالِنا وأثناء تسوقنا وتريّضنا! لتصبح اليوم لازمة تماماً، وإذا أراد صانعو الحقائب النسائية تطوير منتجاتهم وجني الأرباح فلنهمس لهم بفكرة تخصيص حيّز لقنينة مياه صغيرة أسوة بجيْب الجوّال الذي لا تكاد تخلو منه أية حقيبة نسائية..
ولكن ما علاقة تغيير موديلات الأحذية الرياضية.. والأزياء الرياضية.. وجعل المودة من لزوميات مالا يلزم ؟