الكلمة الصادقة ..!
حين نعجز عن إيضاح عما في نفوسنا من معنى الحزن والألم ،
نعجز أيضاً عن إيضاح معنى الحب . .
ورغبتنا فيه ، لنبعثه املا وصدقاً وحياة واعدة مملوءة بالأمل ومضيئة ..
وما نعجز عن إيضاحه يموت في داخلنا ليضيف ذلك إلى رصيد عجزنا وضياعنا ..
بل إن معنى هذا العجز ، أننا كنا نكذب حين ظننا ان ما نبعثه هو الحب ،
وهو الأمل الصادق الحقيقي في معناه وهو اننا كذبنا فتوقفت كلماتنا ورفضت أن تعكس هذا الكذب الذى عشناه ..
هنا تكون التعاسة ، وحين تعسنا لم يكن تعسنا هو الصدق ..
وحين تألمنا لم يكن ألمنا هو الحقيقة ..
هنا رفضت الكلمات أن تقول الزيف ،
وأن تدنس حروفها بمعنى لزج لا صدق فيه ولا عمق ولا حقيقة .
حين نعجز عن كشف مافي نفوسنا من معنى الحزن والألم ،
وحين نعجز عن إيضاح ما في نفوسنا من معاني الحب والأمل ..
نكون قد عشنا الكذب ومارسناه .. فلا نحن أحببنا حين كان الحب ،
ولا نحن حزنا وتألمنا حين كان الحزن والألم .........
إنما كنا ادعياء نتطفل على دنيا العواطف والوجدان ..
فمن يكذب حين الحب .. يكذب حين الألم ،
ومن يعجز عن وصف مشاعره والتحدث عن معنى الحب ..
يعجز أيضا عن التحدث ووصف مشاعره عن الحزن والأسى في كلماته .
فما الكلمات ألا الصدق .
وما الحب حين كان وحين يكون .. إلا الصدق .
وما الحزن والألم حين كانا .. وحين يكونان .. إلا الصدق .
والصدق منجاة وجودنا ونور يلوح في الأفق ..
وحين نكذب فلا نور ..
ولا كلمات ..
ولا معنى للحب ولا معني أيضا للحزن والألم .
ياااا من تكذب حبك ..
كذب ألمك .. وكذب حزنك .. فالقلب الكاذب لا يصنع حباً .
والقلب الكاذب لا يصنع حزناً ولا ألماً ..
فقد كشفتك الكلمات المستعصية ..
كشفتك الكلمات التي ترفض الإبانة والعطاء .
حين نعجز عن الإبانة عما في نفوسنا من معنى الحزن والألم ن كون قدعشنا الكذب والنفاق ..
والكلمة ترفض كل كذب وكل نفاق ...!
فالكلمة صدق في الحب .. وصدق في الحزن والألم .. وصدق في الرفض ..!
إلهى .. ماأعظم الكلمة .. وماأصدق الكلمة ..
ألهى أترك لنا الكلمة الصادقة ، وخذ بعدها كل شيء
تحــيتي //