أسئلة الى عبدالوهاب
.. يقولون أن مجلة جديدة ستصدر قريباً.. لا أذكر أسمها ولكن جاءتني زميلة وقالت أنها تريد إجراء حوار معي حول الكتابة الساخرة.. لحظة أنا لستُ كاتباً ساخراً.
.. جاءت مساء يوم الخميس وجلسنا.. وبدأ الحوار.. في البداية كان لا بدّ أن أقدّم هويتي.. مواليد أين وعمري كمّ.. وعدد السنوات التي أمضيتها في المهنة.
.. ثم جاء السؤال الثاني.. هل أنت متزوج أجبت نعم.. عن حبّ .. تخيلوا أن صحفي يوجه سؤالاً لصحفي آخر مفاده أتزوجت عن حبّ.
.. ثم جاء السؤال الذي يليه: لمين بتسمع؟ اسمع لمحمد عبده وطلال مداح.. وكان من ضمن الأسئلة أيضاً ما هو لونك المفضّلْ.
.. أنا لَم أر في الصحافة شخصية قوية ولها مهابة مثل شخصية (عبدالوهاب زغيلات).. عبدالوهاب أيضاً كان من ضمن الأسئلة فقد سألتني الصبيّة عنه وقالت: بحكوا أنو عبدالوهاب كتير ئوي ومدعوم .
.. أجبت طبعاً وأنا كمان ئوي ومدعوم.
.. إسمعني قليلاً أستاذي الفاضل عبدالوهاب.. في الصحافة الأصل أن لا توفر منبراً لأحد بحكم أن الصحفي الجيد هو الذي يخلق منبراً.. وأنا أحترم نشاط النقابة الحالية.. وجهود عبدالوهاب، ولكن حينما نذهب لأي مكان صرنا نجد وجوهاً لا نعرفها وتقدّم نفسها على أنها صحفي .
.. أحياناً تجد (أستاذ مدرسة) كتب مقالاً في الرأي ويقدم نفسه في حفل استقبال على أنه صحفي .. وقد تجد سطواً على الأفكار وأحياناً تجدْ أناساً لا علاقة لهم بالمهنة ولكنهم ساروا ضمن التيار.
.. البنت التي جاءتني.. خريجة معهد تجميل.. ولكنها قررت أن تعمل صحفية ولديها كرت مكتوب عليه محررة صحفية، وسألتني عن الحب ولوني المفضل الا يشكل هذا انتقاصاً لهذه المهنة.
.. نريد من (عبدالوهاب) أن يضبط قليلاً تفاصيل الاعلام.. بمعنى أنه لا يحق لمن يحمل شهادة تجميل بأن يطرح نفسه صحفياً ويزور وزارات ومسؤولين ويأخذ منهم لقاءات.
.. قبل (4) سنوات حين جئت الى الرأي.. وحين أكرمني عبدالوهاب زغيلات بتعييني كاتباً فيها.. كان رصيدي في المهنة (11) عاماً.. و(22) قضية.. وقلباً كبيراً.. جداً.. مع ذلك في مدرسة الرأي تبقى تلميذاً وتسعى بكل جهدك للحفاظ على رصانة قلمك وهيبة حضورك.
.. مطلوب من عبدالوهاب الطيب والشرس في آن واحد أن يضبط انفلات البعض.. فلقد صارت مهنة كاتب من أسهل المهن في الأردن ومهنة صحفي.. لم تعد تحتاج لأي مؤهل.. وبالتالي صرنا نحسّ حين نصحو في الصباح على أسماء لا نسمع بها.. صرنا نحسّ بقليل من الضياع.
[email]hadimajali@hotmail.com[/URL]
عبدالهادي راجي المجالي