«الحق»
أليس أقصى درجات الإيجابية هو التناغم مع طبيعة هذا الكون بما فيه ؟
فهذه الشمس تشرق بهدوء لتعطي الضياء والحيوية للحياة
«إيجابية»
وهذا القمر ينير الليل المظلم
«إيجابية»
وهذه النجوم تلمع لتهدي الضالين في زوايا هذا العالم اللا متناهي
«إيجابية»
ثم قال الرب بعد ذلك بإيجابية:
﴿ تبارك الله أحسن الخالقين ﴾
فتخلقوا بأخلاق الله.
في كتاب
The Art Of POSSiLity تأليف
«روزامند ستون زاندر» و«بنيامين زاندر» وجاء فيه The Art Of POSSiLity تأليف
«بأن أحد مصانع الأحذية أرسل اثنين من المتخصصين في الاستطلاع السوقي إلى إحدى المناطق الإفريقية لدراسة إمكانية إقامة مشروعات هناك. فأحدهما بعث إلى المصنع برقية يوصف الوضع فيها بقوله:
«موقف ميئوس منه. الجميع هنا لا يرتدون أحذية».
في حين بعث الآخر ببرقية إلى المصنع يقول فيها:
«فرصة عظيمة ليس لديهم أحذية هنا».
أرأيت الفرق بين التفكيرين؟.
نستنتج من هذه القصة الفرق الشاسع بين نظرتين تجاه تفسير الواقع فأحدهما نظرته سلبية تجاه الواقع ورأى استحالة تغيير الواقع،
والآخر كانت نظرته إيجابية تعكس عن طبيعة تفكيره الداخلي وتفسيره إلى الأمور بطرق إيجابية.
إن الحالة الداخلية التي نفكر بها تنعكس على أداءنا العملي وعلى حالتنا النفسية،
فإن كان التفكير مشحون بالرهبة والخوف والتردد فسيجعلنا حتماً في وضع متوتر وقلق مما يؤدي إلى تفاقم الوضع السلبي لدينا لدرجة كبيرة.
وذكر الكاتب في مقال يقول فيه
: «كان لي أخاً يشتغل في معمل للدهان،
ثم حدث معه خطأ فظيع في مزج الألوان،
وهرع العمال إلى المشرف وكان المالك بنفس الوقت لمواجهة المشكلة.
قابلها بهدوء ليس بالانتحاب على ما حدث،
فقد حدث ما حدث،
ولا يمكن تعديله،
ولكن يمكن الاستفادة مما حدث،
بحيث يحول على الأقل إلى كارثة من حجم أصغر.
يقول صاحبي إن ما حدث كان نعمة من جهة، حيث أمكن التصرف بحيث خرج لون زاهٍ غير متوقع، وأمكن بيعه في السوق المحلية».
ويذكر عن عالم أمريكي
أنه كان يعالج لدائن من أنواع شتى لإنتاج مادة صناعية تفيد المطابخ،
وفي إحدى المرات حصل خطأ بشع،
حزن عليه صاحبه، ولكن الذي ظهر أن المادة الجديدة ممتازة، وهي التفلون،
وتنفع في طليها في قاع الطناجر،
بحيث لا يلتصق بها الطعام،
ومنها خرجت صحون التيفال المنوعة،
وهذه الخاصة بتزحلق المواد على سطحها حركت في ذهنه الاستفادة منها في صناعة الشرايين الصناعية،
واليوم يستخدم جراحو الأوعية الدموية مواد الجورتكس والتفلون بسبب هذا الخطأ الإيجابي!.وحينما قيل إلى توماس أديسون الذي قام بمحاولة اختراع المصباح الكهربائي 9,999مرة، ولم يوفق للنجاح: «أتريد أن تستمر في محاولاتك بعد أن فشلت تسعة آلاف وتسعمائة وتسع وتسعين مرّة؟».
فقال أديسون:
«أنا لم أفشل في ذلك، ففي كل مرّة كنت أكتشف طريقة جديدة لأتوصل إلى ما أصبوا إليه». بمعنى كان ينظر إلى تجاربه التي أخفق فيها بمنظار إيجابي وليس سلبي!.
وفي عام 1912م
بعد عمل مرهق ومتعب جلس «لي فورست» واثنين من زملائه إلى طاولة متهالكة في كفتيريا شركة التغراف الأمريكية،
وفي الأثناء هبطت ذبابة على «ورقة قصدير» كانت تغلف وجبة فورست
«وقد تزعج الكثير منا وقد يرمي البعض الوجبة»
ولكنهم سمعوا خطوات الذبابة بوضوح،
وحينذاك أدركوا الرجال الثلاثة وجميعهم من مهندسي الصوت،
أن خطوات الذبابة كبرت 120 مرة الأمر الذي مكنهم من سماعها كخطوات عسكرية.
.وكانت هذه الحادثة البسيطة سبباً في اختراع الأنبوب الكهربائي المفرغ الذي مهدّ لميلاد عصر أجهزة الإلكترونيات.. فالقصة العربية القديمة تقول:
«في أحد الطرق الصحراوية، قابل الطاعون قافلة وهو في طريقه إلى بغداد،
فسأله الأعرابي المسئول عن القافلة:
«لماذا أنت ذاهب إلى بغداد؟.»
فأجاب الطاعون:
«لكي أقضي على خمسة آلاف شخص».
وفي طريق عودته من المدينة، التقى الطاعون بالقافلة مرة أخرى،
فصاح فيه الأعرابي في غضب:
«لقد كذبت عليّ وبدلاً من أن تقتل خمسة آلاف قتلت خمسين ألفاً!».
فردّ عليه الطاعون:
«هذا غير صحيح،
وأنا لم أكذب عليك، لقد قلت لك إنني سوف أقتل خمسة آلاف، وهذا هو العدد الذي قتلته لا أكثر ولا أقل،
أما الباقون فقد قتلهم الخوف».
وهذا يمثل سرّ قول الإمام علي ما بارزني أحد إلا وأعانني على نفسه،
أو على قتله.
فطريقة التفكير الداخلية
تؤثر على نمط السلوك الخارجي لأنها هي الموجهة
والدافعة كخطوط إرشادية في حياتنا وهي الأساس الذي نقوم البناء عليه بإتباع نمط معين من أنماط الحياة،
والكثير مناّ يمر بتجارب في حياته فقد ينظر إليها بمنظار سلبي أو إيجابي فيتم بناءه على ما ترتب عليه داخلياً.وبس