مُصافَحَة أولى
|
أُنْثاي
إنني بِقُربُكِ دوماً
فتشي عني في أشيائِك
سَتجِديّنني
أجولُ في قنيّنةِ عِطركْ
أتَطايرُ معَ رُذاذهِ لكي ألثُمكِ
سَتَجديّنني
أعلو مِنضدَتكِ
في صنْدوقِ مُقْتنياتُكِ
أُقبِلُ سواراً
زيّنَ مُعصَمكِ
وخِلْخالاً اِهتزَّ في قَدَمكِ
وأحضِنُ قِرطاً تعلّقَ في أُذنكِ
وأضُمُّ تَعليقةً ضمْتْ صَدركِ
كُتِبَ عليّها حَرفي وَحرفَكِ
حَبيّبتي
سَتجديّنني
في زوايا غُرفتَكِ
بيّنَ ندوب الطِلاء
وَفي أسلاكِ النوافِذ
ساتَجديّنني في مِرآتكِ
البيضاويّة
ومِرآتُكِ ذاتْ الإطار المُذهب
وأيضاً في مِرآتكِ الأزلية
التي لمْ تنسى مَلامحَ طفولَتكِ
سَتَجدينني مُحيطاً بِكِ
مِنْ جميّع الجِهات الخَمس
أوجَدتُ جِهةً خامِسة
كيّ لا يراكِ أحد
أو تُناظِرُكِ عيناً زائِفة
لها رغبةٍ عارِمة
فِي أنْ تتَحللي مِنْ كُلِّ شيء
حتى تثقِبُ جسدَكِ الطاهِرة
يعجزُ عنْ صنعة
(غلين غولد)
ولا يصِلُ إليهِ(أوسكار )
ولا يذهنهُ(لوي لورتي)
حَبيّبتي
أقبِلي في غَنجْ
كما الفاتِنات
اللاتي يأتِنَّ في الأساطيّر
أقبلي كما شهرزاد
أو كما سان بيل
أقبلي عليّ
فأنا مجنوناً بكِ
وأُحِبُكِ لِحدْ حَبيّبتي
إنني مُمتثِلاً بينا يديكِ
التَجي لِـ قلبُكِ
أن يحتويّني
بِـ كُلي
بِـ رجولتي
بِـ مشاعِري المُتأجِجة
بِعواطفي المُلتهِبة
بأحاسيسي المُفعمة
لا تَقِفي بِلا حِراك
هيّا وأَقبلي
كما تُقبِلُ الأميرات
عِندما يتهاديّنَ في كبرياء
على خطواتٍ لها سُلماً مُسيقي
باذِخ الصُنع
جنون العَقل
إنْ كانَ للعَقلِ مُذهِباً
فأنتِ سُكره
إنْ كانَ للعقلِ تفكيّراً
فأنتِ نُخاعه
إنْ كانَ للعَقلِ اِتِزان
فأنتِ منْ أعدَهُ في نُضج
حَبيّبتي
إنَني أكثرُ مِنكِ شوقاً
واكثرُ مِنكِ حُباً
إنني أُراهِنُ على ذلك
فلو جاءوا بِقيسٍ لحكى
ولو جاءوا بِجميّلٍ
لَتَكلّمتْ عني بُثينة
ولو أتوا بِـ عنْترة
لتحلّلَ مِنهُ لونهُ الأسود
ونَطقْ
بـ أنني لمْ أعهد حُباً هكذا
حَبيّبتي
لو عُرفَ مابيَ مِنْ حُبٍّ
لا كُتِبَ (سيناريو ) لِـ جميعَ الألفيات
وَمُثّلَ على المسرح
وجاءوا بيَ بطلاً
لا تَقِفُ أمامَهُ أيّ بَطلةٍ رَسمها الفن
أو شكلتها أصابِعَ الموهِبة
لا تَقِفُ مَعهُ إلا أنتِ
فأنتِ منْ يُتقِنَني
وأنا منْ يُتقِنَكِ
حَبيّبتي
إنني أخافُ على العالمْ مِنْ اِحتِباسِ شوقي
أخافُ أنْ يثور
أنْ يَضطَرب
كما البُركان الثائِر
فيشّرخَ الأرضَ إلى نِصفيّن
أو يُحدِثَ اِهتِزازاً
يعجَزُ عن قِياسهِ (ارِختر)
حَبيّبتي
أأعلِمتي
بأنني أكثرُ مِنكِ حُباً
وأكثرُ مِنكِ اِشتياقاً
________________________________________