صديقي لا تأكل نفسك
ماذا يأكلك ؟؟؟؟؟؟
(ماذا يأكلك ) ، هو تعبير مجازي يستخدمه الغرب ، يعبر عما يفعله الاكتئاب والقلق بالإنسان ، وهو تعبير معروف عند علماء النفس .
فالقلق يسبب توتر الأعصاب وحدة المزاج ، الأمر الذي يحول العصارات الهاضمة في المعدة إلى عصارات سامة تنهش جدارنها ، حتى تصيبها بالقرحة حتى تتلف المعدة أولا ثم تلتهم بقية الأعضاء ، فأمراض القلب وبعض أمراض المخ تنتمي جميعها إلى الجد الأكبر على حد التعبير الذي هو ( القلق أو الاكتئاب أو الخوف من المجهول) .
كل إنسان يخاف من شيء ما ، من المرض أو الفشل أو فقد الأحبة ، لكن المهم هو تعلم كيفية المحافظة على الخوف الإنساني في حدوده الطبيعية ، فلا يوجد واحداً من المشاهير إلا وقد لاقى فشلاً ذريعاً ،أو إخفاقاً في تحقيق هدفه ، فحول مجرى حياته إلى الطريق الذي لمعت فيه عبقريته ، فلو لم يصب بيتهوفن بالصمم ، لما ألف سيمفونيته الخالدة ، ولو لم يصب طه حسين بالعمى لخلت الجامعات الغربية من رسالته في الدكتوراه .
لذا كف عن الشكوى مما تضيق منه ، فمن لا يجد سعادته في حياته الخاصة ، يبحث عنها في حياة أخرى جديدة ، أو عند أصدقاءه ومن لم يجدها عند أصدقائه يبحث عنها في عمله وهكذا ، فلا يجب عليه أن يقف عند حد معين ، ويقول بأن الدنيا وقفت عند هذا الحد ، بل استمر وابحث إلى أن تجد سعادتك الحقيقية .
فإذا عجزت فهنا المرحلة الثانية ، حاول أن تتؤام مع تلك الظروف ، بأن تتؤام مع عملك مثلاً وأن تحبه وأن تكتشف جوانبه الإيجابية ، حتى لا تعيش رحلة عذاب أبدية كما في أسطورة ( سيزيف ) الذي غضبت عليه آلهة الأغريق فحكمت عليه بحمل صخرة كبيرة من السطح إلى القمة ، وكلما وصل إلى القمة ألقت الآلهة الصخرة للسطح مرة أخرى ليحملها من جديد للقمة ، لذا لا تكون ك سيزيف .
التمسك بالأهداف ، والتوطن على احتمال عثرات الطريق لأن، تحقيق الآمال يجتاج إلى الصبر ، ولأن ما نؤمن به في أعماقنا يستحق ما نتكبده من ألم ومقاومة .. لذا ثق بنفسك ، وانسى التجارب الأليمة ، وشارك في الأنشطة الاجتماعية ..