في زمــــــــــاننا ..
ضاعت المعالم الحقيقية للصداقة
وضاع هذا الرابط المقدس بين الأخوان ..
وأصبحنا دوماً نبكي غدر الأصدقاء ..
هل فعلاً هم أصدقاء أم أعداء بقناع الصداقة ..
****
تخيل أن مسرحية هي التي تُعرض أمامك ..
رغم أنها تُعرض على المسرح الكبير .. (( الـــحـــيــــاة))
تجهزوا ...... سنرفع الستائر
اجعلوا الأضواء خافتة .. لا توحي إلا بالقليل من ملامح القناع
أنت خذ هذا القناع .. وانت ذاك .. وانت .. وأنت ....
نريدها ملحمة .. تقتل الصدق ومعاني الوفاء ..
نريدها خناجر تقطع الأحشاء
لا توحوا باللون الحقيقي .. أجعلوه مزيجاً من الألوان ..
لا مجال للوضوح خلف الأضواء
أحيلوها قلوباً جوفاء ..
والدموع اسيلوها دماء
إنه صراع البقاء
آآآآآه نسيت .. انت .. ابقى هناك .. لا تقترب ..
لا تفسد علينا لذة الكذب والرياء
فحزنك يعكس صدق قلبك .. وهذا لا ينبت في أرض قحطاء
ابتعد .. ونعدك ..
سيكون لك من الخناجر نصيب ..
تغوص في كل الأحشاء ..
***
وبدأت رحلة الزيف والرياء
وجوه ملامحها الصدق والوفاء
كلمات رناتها توحي بالبقاء
أشخاص .. وما أكثرهم .. تقمصوا دور الأصدقاء
***
هل تشعر بدوار .. أنا أشعر بغثيان
تأخذني دوامة تخلط في عقلي كل الأشياء
مسرح .. غابة .. هل هي حياة .. أم مجزرة بأيدي الأصدقاء
***
والآن :::::::::::::::::::::::
هل قابلت صديق عاش معك دهراً .. وآخر الطريق وجدته يلبس قناع!!!
هل تصورت لحظة أن كلماته رناتها كلها اصطناع !!!
هل مات قلبك يوماً .. أمام مسرحية الخداع !!!
هذا هو الصديق في هذا الزمان
إنه زمن القناع
***
لا تستغرب كلامي .. لا تدع الدهشة تأخذك ..
جئت زمني أبحث عن الأصدقاء ..
لو تعلم ما أكثر الزملاء ..
لكن صديق .. يكون مرآتك ... ظلك .. مرساتك ..
الجبل الحامل لهمومك .. تسر له ما لا تجرؤ أن تخبر به الأهل والأقرباء ..
أبحث .. ولا زلت أبحث .. وفي كل مرة تكون ضربة في الرأس ..
ما أكاد أرفع رأسي حتى تأتي الأخرى قاضية ..
فامتاز زماني بقلة الأصدقاء .. ولا زلت أسأل روحي ..
لما إلى الآن أخفقت وفشلت في إيجاد صديق .. أهو عيب بي ..
وقصور مني ..
أم أنه سوء الاختيار الذي يردني دوماً خائبة من رحلة البحث عن الأصدقاء ..
لا بد وأنك عانيت مثلي .. أكيد ..
كلنا نهفو للعثور على صديق في زمن طغت عليه الأقنعة وأخفت الوجوه الحقيقة للبشر ..
نقابل الكثير من الناس أو قد تفرضهم علينا الحياة ..
ببراعتهم يعطونا الأمان .. ونقول هذا هو ما نريد .. صديق !!!!!
نأخذ بأيديهم .. كيف لا وقد تعبنا في رحلة البحث عنهم ..
نحيا معهم .. نفرح .. نبكي معاً ..
كيف لا والنفس تباع بأرخص الأثمان وفاءً لصديق ..
لكن .. وسط ما يسدلوه على سمائنا من أضواء خافتة متموجة ..
نقترب منهم أكثر .. نعاشرهم .. نصدم بنقط سوداء في حياتهم ..
لا تناسبنا .. ونقول .. نساعد الصديق .. ليست مشكلة ..
هناك خصال تمحي كل النقاط السوداء.. ونقترب أكثر وأكثر ..
إلهي هو بحر من النقاط السوداء .. ما الخطب ..
هل أخفقنا في اختيار الصديق .. ونتغاضى علها سحابة تمر ..
نأتيه من جديد ونمد له كل الأيدي .. لكنه يقطع لنا كل يد ..
ضباب غلف قلبه لم يعد يعني له شيء الصديق
وباسم الصداقة والمحبة التي تقطن قلبه .. يطعننا بالوريد ..
ننزف .. نبكي زمن الصدق والوفاء
آذانه أصبحت صماء
قلبه واحة جوفاء
كلماته رياء
ضحكاته صفراء
ويمضي دون أن يلتفت للوراء
دون أن يقول .. تركت صديق أخلص لي الوفاء
ونسقط .. نفشل بالاحتفاظ بصديق .. ونبكي
ليس على أخ أو صديق خان
ولا على مسمى الصداقة .. فقد أصبحت تباع بأبخس الأثمان
لكننا نبكي زمناً ضاعت فيه معالم الوفاء
زمناً .. لم يعد الأخ يرفق بأخيه .. والأبن لا يرأف بأمه وأبيه ..
وصديق ضاع في متاهات الحياة
***
رغم كل هذا نقول :: ليست العظمة أن لا تسقط أبداً ..
ولكن العظمة أن تسقط وتنهض من جديد ..
وتحمل جرحك مشعلاً ينير لك باقي الطريق ..
إذا كان هو خان .. في الدرب ألف صديق ..
يكون مرآة لنا .. وينير لنا كل الطرقات
ونسير .. ثم نسير .. ثم نسير .. نقلب الوجوه ..
علنا نجد خلف الأقنعة أحداً فيه سمة الصديق ..
صدقاً غايتنا الصدق .. الأخوة .. وزرع الوفاء في القلوب ..
ونقابل في كل يوم مئات الناس .. وبين اللقاء والتوديع لا نعثر على صديق
ما هذا الأوان ..
هل اصبحت حياتنا غابة ترقص فيها ملايين الوحوش بصورة ملاك
هل أصبحت حياتنا بحر يغطيه السواد ..
ويرطم بموجه كل من يحاول العثور على صديق
فبربكم في زماننا أين نجد ذاك الصديق
هل زال هذا العصر ..
هل أصبحت حياتنا مسرحاً للتفنن بألوان الكذب والرياء ..
هل تحولت كلماتنا إلى جليد لا تلبث أن تذوب .. هل غابت شمس الصدق ..
وأشرقت شمس النفاق والخداع .. ويا عجبي ..
تحولت الأخوة والصداقة إلى خناجر تغرس في القلوب ..
لكنها لا تنبت الورود .. بل تميت القلوب
قلوبنا ترنو للحياة .. عيوننا تحلم بالنور فقد طالت عليها الظلمة ..
شفاهنا أدمتها قيود وأغلال غدر الصديق ..
***
هل تريد أن تعرف صدق كلامي :: مجرد نظرة خاطفة حولك ..
تقول صدقت المرهفة
الله .. ملايين الأقنعة منتشرة في كل مكان ..
حتى بين الزوج وزوجته .. فأصغر مثال ..
عندما يعلن الرجل رغبته في الزواج وكذلك المرأة ..
يكون هناك فترة للتعارف والتقارب لمعرفة جوهر النفوس ..
هذا المفترض .. لكن هذه الفترة تكون في قمة الخداع ..
أجل فكل طرف يلبس القناع الذي يلائمه ويناسبه ليبدو ملاك أمام الطرف الآخر ..
لكن بعد الزواج وبعد أول ليلة من الزواج .. تسقط كل الأقنعة ..
وتظهر الحقائق والنفوس ..
لكن مساكين لم يدركوا أن الملائكة لا تمشي على الأرض ..
ومثال آخر صديق .. تعيش معه طفولتك ومراهقتك وشبابك ..
وعندما تعاشره .. تصدم بأنه ليس من صادقت وصاحبت .. كاذب مخادع ..
تفنن وتلون بألوان الكذب والخداع ..
ولم يدرك أنه اقترف جرم في حق نفسه وحق من حوله ..
أجل .. في حق نفسه لأنه أصبح كاذب ..
وماتت في داخله كل القيم التي تردعه عن التمادي في خداعه وفي حق غيره ..
لأنه ضلل تلك النفوس .. وخانها ..
وأصبح يكذب أصغر كذبة ويصدقها هو قبل الآخرين .. ب
رافووووو جميل عصر الأقنعة ..
وآخر مثال
لأن الأمثلة في كل مكان :: صديق يرغب بالتقرب إليك .
فيلبس أزهى قناع .. هذا ما وجده ليصلك اعذره ..
ليتوغل في حياتك .. ويميت بحقده وكراهيته كل زهور قلبك وصدقك ..
ويفسد حياتك ..
يااااااااااااه .. عصر غريب ..
لكن لماذا كل هذا ..
هل نخجل من صورتنا الحقيقية .. ؟
هل نخشى أن تتعرى حقائقنا أمام الآخرين .. ؟
الأحرى بنا أن نخجل من أنفسنا .. ؟
ولا نتمادى في دور الصديق .. لما لا يظهر الإنسان حراً .. نظيفاً ..
لمن الغموض والتدليس بين الأخوة والأصدقاء .. هل نعجز عن ذلك ..
هل نحن قاصرين عن هذا .. ؟
وما الذي نريده أصلاً من كل هذا ..؟
هل نتلذذ بقتل الآخرين ..؟
هل نفرح عندما ندخل عالم الآخرين ..؟
هل نجد كلماتنا أجمل في النفاق .. ؟
هل للكذب والمجاملة المبالغ بها حتى وصلت حد الرياء ..
هل لها طعم ونكهة أجمل من نكهة الصدق والصراحة
***
سؤالي لمن يستطيع أن يعطيني الجواب .. ؟؟؟؟؟؟؟
وسط واحة الأقنعة والزيف والخداع ..
نقف وندقق بلون كل قناع .. هذا أبيض .. هذا أسود .. هذا موف ..
أو تركوازي ((مزاج))
سؤالي :: كيف نرى ما خلف القناع ؟؟
كيف نستطيع أن نسقط كل قناع ونظهر النفوس متجردة من كل الأقنعة والألوان ؟؟
ستقولون في الصدق .. الطيبة .. الوفاء ..
سأقول للأسف معاني ذابت ومزجت في بحر ألوان القناع
أين هم الأصدقاء وسط مستنقع الأقنعة
.. كيف نجدهم .. أعينوني .. كلنا محتاج!!
ألستم بحاجة لصديق .
كلنا نحتاج صديق حقيقي بعد أن توهتنا أقنعة الأصدقاء
أين هم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا تقولوا مات عصرهم !!!!!
لا تقولوا لم يعد لهم مكان في هذا الزمان!!!!!!!!!!!
عندها سأختار أقرب حفرة ..
أزينها بذكريات كل صديق خلته صديق وفشلت معه
وأعطرها بطيب ذاب مع الضباب ..
وألقي قلبي فيها
عل الله يجمعني مع الأصدقاء
يوم لا مفر من اللقاء