السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مسلسل "سنوات الضياع التركي"
حقق المسلسل التركي المدبلج إلى اللغة العربية «سنوات الضياع» نجاحاً قلّ نظيره بين المسلسلات المستوردة، ليذكّرنا بتلك الطفرة التي شهدتها المسلسلات المكسيكية قبل سنوات، ولعل المسلسلات التركية حققت هذا الكم من الإنتشار لعدة أسباب ليس أولها الشبه الكبير بين العرب والأتراك من حيث الشكل والعادات والتقاليد، وليس آخرها البساطة في طرح القضايا وخاصة القصص العاطفية التي أصبحت شبه نادرة في الدراما العربية التي اتجهت إلى مناقشة قضايا تهمّ المجتمع بعيداً عن قصص الحب والرومانسية..
«سنوات الضياع» عمل مؤلف من 150 حلقة في نسخته العربية التي تعرضها قناة mbc، أما في نسخته التركية فهو أقل من ذلك بكثير، والفارق أن المسلسل كان يعرض أسبوعياً في تركيا ومدة الحلقة 85 دقيقة بينما النسخة العربية تعرض حلقات المسلسل بشكل شبه يومي بواقع 45 دقيقة للحلقة الواحدة، والعمل تمّت دبلجته بالإستعانة بممثلين سوريين، وبلهجة محكية سورية، وهذا ما لم يعتد عليه المشاهد العربي في الأعمال العالمية التي كانت تدبلج بلغة عربية فصحى. والجدير ذكره، أن في هذا العمل تمّ اختيار ممثلين يشبهون إلى حد كبير الممثلين الحقيقيين من حيث الشكل والبنية لعملية الدبلجة فأتت الأصوات قريبة جداً من واقع المسلسل، وكان هذا سبباً إضافياً في نجاح هذا العمل.
نجوم جدد
نظراً للنجاح الكبير الذي حققه هذا العمل، وبعد أن أصبح حديث المجالس ومحور اهتمام العائلات العربية، قامت شركة O3 الموزّعة له بدعوة ثلاثة من نجومه إلى دبي وهم من عرفناهم بأسماء: «لميس، عمر ويحيى» فيما غابت البطلة الأساسية والتي حملت اسم «رفيف» في النسخة العربية. وفوجئ النجوم الثلاثة لحظة وصولهم أرض المطار بالحفاوة والترحيب من طرف الجمهور العربي، وتحوّلوا إلى محط أنظار الناس في كل مكان زاروه في دبي. إستمرت زيارة النجوم الجدد في العالم العربي 3 أيام شملت زيارة إلى مبنى تلفزيون mbc وعدة زيارات إلى مراكز التسوق بدبي، وانتهت بلقاء مع وسائل الإعلام المقروءة في جلسة مفتوحة سادها جو من الودّ.
نجومية غير مسبوقة
مسؤول شركة O3 التابعة للـ mbc والتي اختارت هذا العمل لبثه عربياً، وصفه بأنه حقق نجاحاً كبيراً في العالم
لميس: تمنيت لقاء فناني الدبلجة
الفنانة «تُوبا» والتي سُمّيت في النسخة العربية «لميس» كانت محط أنظار الجميع لجمال وجهها، حيث لمست نجومية كبيرة أثناء تجوالها في دبي.
وهذه بعض مقتطفات من اللقاء معها:-
> هل كنت تتوقعين كل هذا النجاح؟
ـ أبداً، بل على العكس، فأنا فوجئت بهذا النجاح الذي حققه عملنا في الوطن العربي حيث استطاع أن يصل إلى قلوب الملايين، أنا كنت أعلم بوجود النسخة العربية على عكس زميليّ اللذين فوجئا بالأمر، لأنني كنت أصوّر في منطقة قريبة من سوريا (تقصد لواء الاسكندرونة). وكانت هناك أسر عربية تلتقط قناة الـ mbc وتتابع العمل بنسخته العربية، وصدقني أنني عدت لمتابعة العمل من جديد رغم عدم فهمي اللغة، ولكنني أدرك تماماً ماذا يحدث في كل مشهد، ولم أكن أعرف وقتها إلى أي درجة من النجاح وصلنا عبر هذا المسلسل.
> وهل أعجبتك النسخة العربية؟
ـ طبعاً، إلا أنني علمت أن نظام العرض يختلف عن تركيا. فهنا تعرضون العمل بشكل يومي، بينما نحن نعرضه أسبوعياً ومدة الحلقة عندنا ضعف الوقت تقريباً. وأعجبتني أكثر الحرفية العالية التي تمّت دبلجة المسلسل فيها إلى العربية، وكم تمنيت لقاء من أدّت شخصيتي (الفنانة أناهيد فياض).
> هل تابعت أي عمل تلفزيوني عربي أثناء ذلك؟
ـ لا أستطيع أن أقول نعم، ذات مرة شاهدت جزءاً من أحد المسلسلات العربية ولكنني بكل تأكيد لم أفهم شيئاً، إلا أنني أدركت كم نحن قريبون من بعضنا البعض، فالعرب يشبهون الأتراك كثيراً.
> لنعد إلى هذا العمل، ما سبب نجاحه برأيك؟
ـ عوامل كثيرة أدّت إلى نجاحه منها على سبيل المثال البساطة في الأداء والضخامة في الإنتاج وحاجة السوق لأعمال رومانسية مليئة بقصص الحب، بالإضافة إلى العوامل الأخرى من إضاءة وصوت وموسيقى تصويرية وغيرها.
> لماذا لم تحضر معكم الفنانة التي لعبت شخصية «رفيف»؟
ـ لقد انسحبت هذه الزميلة من العمل وأصرّت على ذلك، فاضطر فريق العمل الى تغيير السيناريو حيث تموت أثناء الولادة وبذلك ينتهي دورها لتتفتح خيوط درامية جديدة.
> (أمازحها) من تعتقدين أنه قتلها: عمر أم يحيى؟
ـ (ضاحكة) لا هذا ولا ذاك، قد أكون أنا (بجدية). أعتقد أنها قتلت نفسها بيديها،
وأعتقد أنها لو كانت معنا اليوم لندمت على انسحابها من هذا المسلسل الذي لاقى نجاحاً كبيراً في تركيا وفي الوطن العربي.
> أخيراً، ماذا تقولين للمرأة العربية؟
ـ أقول لها إنني ومن خلال هذه الزيارة لمست كم هي إنسانة طيبة، وجميلة وتتمتع بقوام جميل، وشعرت بأنني أعرف كل النساء وحتى الرجال الذين صادفتهم في زيارتي هذه، وفرحت كثيراً عندما علمت وشاهدت الكثيرات من السيدات العربيات يتبعن موضة الشعر نفسها التي كنت اعتمدها في المسلسل.
عمر: أحرقوا سيارتي غضباً
الفنان «سنان» الذي يجسد دور عمر ابن العائلة الثرية الذي يتزوج من رفيف، وصف زيارته إلى دبي قائلاً: «كانت زيارة قوية ومتعبة وممتعة في الوقت نفسه». وأضاف أنه تأثر كثيراً بما لاقاه من حفاوة واستقبال كبير من الجمهور العربي. وأثناء التقاط صورة الغلاف هجمت سيدة وقامت بتقبيل الأبطال الثلاثة والسلام عليهم بحرارة. ولم يمنعها تقدمها في السن أو وجود أبنائها معها من البكاء والتأثر ما جعل النجوم الثلاثة يتأثرون للغاية، حيث التفت «عمر» إلينا قائلاً :«أرأيت؟ كيف تريدني أن أشعر؟ حتى أنني كنت خائفاً من ردة فعل الناس تجاهي كوني كنت ألعب دوراً سلبياً في العمل ولكنهم تقبلونني ورحبوا بي».
> وكيف كانت ردة فعل الجمهور التركي على دورك؟
ـ نحن في تركيا نصوّر كل أسبوع حلقة، وهذه الحلقة تبث على التلفزيون، وفي الحلقات الاولى عندما اشتد الخلاف بيني وبين «يحيى» في العمل، قامت مجموعة من الشبان بإحراق سيارتي انتقاماً مني أمام أحد مواقع التصوير، وصدقني إن هذا الحادث لم يزعجني على الإطلاق، وتفهمت الموقف بكل رحابة صدر.
> وكيف تصف نفسك في الحقيقة، هل تشبه شخصية المسلسل؟
ـ أبداً، بالعكس، أنا إنسان هادئ جداً ولست شريراً بكل تأكيد، ولكن الشخصية تتطلب مني هذا الأداء.
> ولكننا علمنا أنك كنت متردّداً في زيارة دبي، لماذا؟
ـ حقيقة، لم أكن أتوقع أن الأمر بهذه الضخامة، واليوم وبعد ما حدث معي، ندمت ندماً شديداً لرفضي في البداية، واعتذرت عمّا بدر مني، لقد أعجبت أشد الإعجاب بهذه الزيارة ولفتني هذا الشبه الكبير بيننا (الأتراك والعرب).
يحيى: بيوت عزاء لرفيف
سألته مباشرة عن تعقيبه على ما قاله صديقه في الحقيقة وعدوه في المسلسل حول وجه الشبه بين العرب والأتراك، فقال مشيراً إلى شاربيه: «لا شك أن الشبه موجود ولكن على العرب الاهتمام أكثر بكثافة الشاربين، فنحن في تركيا كلنا ذوو شاربين ضخمين». وعندما سألته عن سبب تغيير شكل شاربيه عن المسلسل قال إنها ضرورات درامية حيث إنه يصوّر مسلسلاً جديداً في تركيا وهو يتمنى أن يكون محظوظاً وأن يكون هذا العمل ضمن الأعمال المدبلجة إلى اللغة العربية. وسألته عن موقف يرتبط بالمسلسل فقال: «فوجئت بعد الحلقة التي أعلن فيها موت رفيف في المسلسل أن هناك من أقام بيوت عزاء لها، وهذا يدل على أهمية العمل وقوة انتشاره في تركيا، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها أمر كهذا بسبب عمل درامي».
تحياتي،،،