أنا البخيلة لما دعوت
قصة لامرأة صالحة
سجنت بسبب توكيل لشخص ورطها بشيك من دون رصيد!
فما كان منها إلا أن صبرت و احتسبت عند الله الاجر و طلبت منه الثبات.
تقول على لسان تلك السجينة :
اتفقت انا و زوجي .. أن لا يخبر أحد أبناءنا بأني مسجونة .
فكلما كانوا يسألون عني كان زوجي يقول: " أمكم مسافرة "
اما عن اولادي فكنت اهاتفهم بين الحين و الاخر ...
لاسأل عنهم وعما وصلوا اليه, ولأطمئن عليهم وعلى أحوالهم
وذات ليلة ومن كثرة اشتياقي لهم أخذت ابكي و ادعوا وألح في
الدعاء و ألح طوال الليل أن يرنيهم الله في منامي ولو مرة واحدة...!
عند الصباح كنت مهمومة لأني لم ارهم في المنام .. فأصابني ضيق
رأتني تلك الواعظة مهمومة لا أطيق حمل نفسي من همي .. فدعتني
واخذت تلاطفني و تخفف عني .. حتى أخبرتها بالخبر . وعن حالي
و ما الذي صار عليه فؤادي من الهم.
أخذت بيدي وشدت من عزيمتي وان الله لن يرد يدا عبد صفرا
لانه رفعها بدعوة صادقة. و عين دامعة و قلب محترق.
ما هي إلا سويعات .. حتى جاءني كتاب من مدير السجن! والعجيب
أنه يطلب مقابلتي.؟؟ ولما قابلني .. فاذا هو الافراج من السجن.!
صدمت لوهلة. " أيستهزء بي؟ ". ما زال أمامي سنون طويلة لم أكملها
وإذا الامر حقيقة و ليس حلما
سررت وأخذت ما كان عندي في السجن فألقيته بالحقيبة . أخذت ورقة
الافراج .. و انطلقت مسرعة لبيتي و ابنائي .. جلست بينهم اداعبهم و الاعبهم
حتى المساء
فاذا جرس الباب يطرق .. واذ بمدير السجن أرسل إلي .. أن ارجعي ...؟!
فالافراج كان باسم .. شخص آخر.
ولما رجعت .. وجدت الواعظة فأخبرتها بأمري كله ...
وقلت : " أنا البخيلة لما دعوت أكرم الاكرمين ... أنا البخيلة لما دعوته
أن يريني إياهم بالمنام .. ولو دعوته ان يفرج عني لاستجاب . انا الملامة
أنا البخيلة "
فالله الله بالدعاء الشامل لآداب الدعاء المأثورة ..
و ثق أن الله أكرم .. يعطيك الذي تطلب و يزيد من فضله .. سبحانه
دعته لترى أبناءها بالمنام ! فإذا هي بينهم .. بالواقع فنظر لكرمه
وادعه و انت واثق بالاجابة , ولا تنس الصلاة على خير الأنام محمد
صلى الله عليه و سلم ."