مع انتهاء الجولة الأولى من دور المجموعات لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم المقامة حالياً في سويسرا والنمسا، أصبح ممكناً رسم صورة مبدئية عن المنتخبات المشاركة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ما حصل من نتائج ليس كافياً للحكم على مستوى الفرق لأن الباب لا يزال مفتوحاً لقلب المعطيات.
وبناء على ما تقدم يمكن أن نخرج بالخلاصات التالية:
- قدّمت منتخبات البرتغال وألمانيا وهولندا وإسبانيا مستوى ملفتاً وحققت نتائج جيدة في مستهل مبارياتها في البطولة برغم أنها لم تكن تواجه منتخبات "متواضعة المستوى"، فالمنتخب البرتغالي تمكن من الفوز على نظيره التركي العنيد (2-0)، وألمانيا حسمت مباراتها مع بولندا بالنتيجة ذاتها، أما هولندا فقد سحقت المنتخب الإيطالي بطل العالم (3-0) في حين جاء سقوط المنتخب الروسي مفاجأ أمام الإسبان (1-4).
- أثبتت المباراة الأولى لكل من بطل العالم ووصيفه أي منتخبي إيطاليا وفرنسا أنهما يحتاجان لإعادة النظر في حساباتهما، فخسارة الأول أمام هولندا (0-3) لا يمكن أن تكون مبررة تحت أي عنوان من العناوين، في حين أن تعادل الثاني سلباً مع رومانيا، سيطرح علامات استفهام كبيرة حول قدرته على مواجهة هولندا وإيطاليا في مبارتيه المتبقيتين ضمن المجموعة الثالثة.
- أوحت نتائج مستضيفي البطولة سويسرا والنمسا أنهما قد لا يتمكنان من الذهاب بعيداً في مشوار البطولة، وبرغم الأداء الجيد الذي ظهرا عليه إلا أنهما منيا بخسارتين أمام تشيكيا (0-1) وكرواتيا (0-1) على التوالي، وإذا ما نظرنا إلى مبارتيهما المتبقيتين نجد أنهما لن تكونا بأسهل من الأولى، حيث ستواجه سويسرا التي تلقت ضربة موجعة بإصابة قائدها وأبرز لاعبيها ألكسندر فري تركيا والبرتغال، في حين ستقابل النمسا بولندا وألمانيا.
- لم يظهر المنتخب اليوناني حامل اللقب بالصورة المرجوة منه، وعابه الخوف وافتقاره لشخصية البطل على أرض الملعب، فكان أداءه مشوباً بالحذر الشديد، وأسلوب اللعب الدفاعي البحت، فكانت النتيجة أن هُزم أمام السويد بهدفين نظيفين، وإذا ما استمر أداءه على هذه الشاكلة، فلن تكون نتائجه أمام إسبانيا وروسيا أفضل.
- المنتخبان البولندي والتركي مُنيا بهزيمتين أمام ألمانيا والبرتغال على التوالي، وإن كانت حظوظهما لا تزال قائمة فإنهما لم يعودا مرشحين للعب دور الحصان الأسود في البطولة.
- السويد والتشيك وكرواتيا حققت نتائج مرضية أيضاً بفوزها على اليونان حاملة اللقب، وسويسرا والنمسا على التوالي، وإذا ما أخذنا عوامل الأرض والجمهور بالنسبة للأخيرتين، وكون الأولى حاملة اللقب، نجد أن ما تمكنت المنتخبات الثلاث أي السويد والتشيك وكرواتيا من تحقيقه ليس بالأمر الهيّن، وبالتالي قد تكون قطعت نصف الطريق نحو الدور ربع النهائي.
- المنتخب الروماني حقق نتيجة مفاجئة باقتناصه نقطة ثمينة من المنتخب الفرنسي القوي (0-0)، وهو قد يستفيد من نتائج مباريات بقية فرق المجموعة ويصنع المفاجئة بالتأهل برغم كونه الأضعف على الورق.