" تعالوا نتفاهم ونتفق كيف نختلف أيها المسلمون "
خرج رجل أعجمي مسلم لا يحسن اللغة العربية جيدا لقضاء بعض حوائجه ، وفي الطريق استرعى انتباهه رجلين عربيين مسلمين كانا يتحادثان ، ثم اشتد نقاشهما واحتد إلى درجة السباب والشتائم والبذاءة ، فرجع الرجل الأعجمي المسلم إلى أهله وعلى وجهه علامات الضيق والاستغراب فسأله أولاده ماذا جرى فأجابهم بالقصة ثم علق قائلا :
ما كنت أظن أن اللغة العربية التي نزل بها القرآن العزيز يمكن ان تستخدم في العراك والسباب .
فيا أخي القارئ هذا رجل لا يحسن اللغة ولكنه كان يظن أن لغة القرآن لا تسمح باستخدامها في السباب والبذاءة بين المسلمين تكريما لهذه اللغة وتشريفا لها وصونا لها أن تنزل إلى هذه الحضيض في الاستعمال .
نحن المسلمون نسمع ونقرأ ونرى زخما كبيرا من ألفاظ السباب والشتائم بين المسلمين خصوصا ممن ينتسب إلى العلم الشرعي فكيف تحول الحوار الذي هو وسيلة التفاهم والتقارب والمعرفة إلى هذه الدرجة الوضيعة .. وقد ينتقل الحوار من السباب إلى التكفير و التبديع والتشريك و التفسق باسم الدين نفسه لماذا؟ لأن هذا المسلم لم يقتنع بكلام محاوره فانهال عليه تجريحا وتكفيرا ، فأين أدب الحوار؟ وماذا تركتم للسوق أيها المتشاتمون ، وان كان المسلم يشتم أخاه المسلم فماذا تركنا لأعداء الدين ليقولوه عنا ؟
أيها الشاتم ، لست وحدك الحريص على الإسلام لتشتم كل إخوتك في الدين إذا خالفوك الرأي ولست وصيا على الدين لتقرر من يشتم ومن يكفر ومن يبدع ، وليس الإسلام شركتك الخاصة تطرد من شئت منها وتوبخه وترقي من شئت وتمدحه فكلنا مسلمون وكلنا نغار وكلنا لا نرضى بما يخالف شرع الله ولكن الإسلام علمنا الأدب كما علمنا العلم وعلم بلا خلاق كشجرة بلا أوراق ومن يدري لعل رأي من خالفك هو الصواب وأنت تكفره وتشتمه .
منقول عن مقالة حوار في أدب الحوار
سبحانك اللهمّ وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب اليك
.
__,_._,___
توقيع :beautiful soul
<font size="5">
أنا عائد .. أقسمت أني عائد .. والحق يشهد لي ونعم الشاهد ..
ومعي القذيفة والكتاب الخالد ..
ويقودني الإيمان ونعم القائد ..