ا:Jordan:اليوم ومن مقعدك أو حتى من السرير في غرفتك تستطيع أن تتحكم بحياتك، وأن تدير كل شؤونك، تستطيع مثلا أن تشتري ما ترغب به من أي سوق عالمي كذلك بإمكانك أن تتواصل مع أي شخص بالعالم، ومن جهة أخرى ستكون قادرا على قراءة أي كتاب وتعلم أي لغة تريد، كل هذا سينفذ بمعدات بسيطة فكل ما يلزمك هنا جهاز حاسوب وشبكة الانترنت. معظمنا يشعر بالاضطراب إذا ما خرج من بيته ناسيا "موبايله" أو "اللابتوب" أحيانا، ومعنا كل الحق فلم تعد التكنولوجيا مظهر ترفٍ وثراء، فبساعات قليلة من صحبة الانترنت تستطيع أن تكتسب من المعرفة ما قد لا تجنيه في جلسات الأصدقاء ونقاشات الأقارب.
تطور هائل يحدث كل يوم في أوساط تكنولوجيا المعلومات فكل يوم وكل ساعة هناك الجديد لديهم ..فبماذا سنفاجأ أيضا؟؟
أعتقد أن المشكلة تكمن بأننا دائما "نفاجأ" وبعد فترة الدهشة من هول تلك المفاجأة علينا أن "نتعلم" كيف نتعامل معها وكيفية استخدامها..إلى أن نصبح أهلا لاستخدام ذلك الاختراع الجديد لنبدأ في مرحلة "الاستهلاك" فنشتريها ونطبق ما تعلمنا، دائرة مفرغة ندور حولها، والمشكلة ليست فروقا فردية بين عقل المخترع والمستهلك، فنحن أيضا لدينا شباب وشابات متعلمين يحملون الكثير من الأفكار المبدعة وقادرين على تنفيذها ولكنهم بحاجة إلى وسط ينمي الإبداع ويغذيه ليغدو إنتاجا واختراعاً مفيدا، والى الآن لازلنا نفتقر إلى ذلك المكان الذي يؤمن ويحتضن أفكار الشباب الجديدة ليستثمر إبداعهم الفكري وينطلق عاليا بالتغيير.
كنت دائما أسأل نفسي في المدرسة لماذا هنالك مادة الحاسوب والتي تدرس من الصف الأول إلى التوجيهي، أوليس الحاسوب جهاز الكتروني مثله مثل الكثير من الأجهزة التي تخترع كل يوم فلماذا يصل إلى مرحلة يدرس بها مع مواد اللغات والعلوم، أليس بالأحرى أن يصدروا مادة شاملة لكل المجريات التكنولوجية تتضمن الحاسوب والانترنت والأقمار الصناعية والهواتف الخلوية وكاميرات الديجتال والمراقبة والمزيد القادم من تلك الاختراعات، ألان إذا ما أعدت التفكير بالسبب..أرى أن الحل ينبع من جذور المشكلة..فربما علينا أن ندرس في مدارسنا مادة اسمها "كيف نفكر؟" نتعلم بها كيف نخلق من عقولنا عقولا مستنيرة منتجة لا مستهلكة لكل ما تنجبه عقول الغير فكل المواد تدرس لدينا إلا مادة التفكير التي ذا ما وجدت في مدارسنا وجامعاتنا جعلتها وسط إبداعي غني يتيح للشباب آفاق الابتكار بدلا من التركيز على حفظنا للمواد صما،ً لنفكر كيف فكروا لابتكار ما ندرسه ومن ثم نتعلم كيفية العمل على الإنتاج الفكري بدلا من دراسة المنتج بحذافيره التي زودنا بها.:Jordan: