:Jordan:في كل نهاية فصل دراسي خاص بطلبة الثانوية العامة في الأردن ، تظهر الشائعات وتتكاثر ..
" تسربت الأسئلة " ، " هذا الدرس مهم " ، " هذا جاي " ، " حصة المراجعة عند فلان مهمة وبيعطي فيها اسئلة متوقعة .. طيب يلا شو بتستنوا ؟ خلينا نروح ... ب "أ كم " ؟؟؟؟ بس عشرين دينار .. لا يا زلمة 15 .. ولك لأ انا سمعت 25 ..... " .
" ما علينا .. انا سمعت كمان عن استاذ طلابه كلهم جابوا فوق 90 ، وبيحلفوا ما حضروا غير حصة المراجعة عنده .. وزي ما سمعت انه اعطاهم اسئلة .. هي نفسها الي اجت " .
لا تستغرب عزيزي القارىء .. مثل هذه الحوارات شبه يومية تقريبا .. الا انها تزداد في فترة ما قبل الامتحانات ، لن اهتم كثير في مسألة تسريب الأسئلة ، بقدر ما يهمني فكرة وهاجس عملية تسريبها لدى الطلبة .
للأسف بات التعليم سوقا سوداء ، يروج بها البعض لبضاعتهم واوراقهم بطرق لا تخلو من الحنكة والذكاء .
طالب التوجيهي ما " بيصدق " متى يخلص من هالكارثة الي بين ايديه على خير .. بيدخل هاي المرحلة وطاقة الوعي والتركيز عنده قادرة على التحمل والتحمل والتحمل .. لكن للأسف تشاء الاقدار ويحدث " لود – Load " مفاجىء بعد انقضاء اول او ثاني شهر على الأكثر .. بعدها ببطل قادر يستحمل المزيد من هذه الخطط التسويقية الحقيرة .. وبالتالي هو سـَيُقنع (فعل مبني للمجهول) بانه بحاجة لتحسين مواصفات السيرفر لديه ( دروس خصوصية ) طبعا العملية تحتاج الى النقود .. وهكذا يتطور السيرفر (يتهدم) .
الغريب بالموضوع ان الشخص الذي ينبغي له ان يكون قدوة وصانع اجيال .. يكون هو نفسه الشخص الذي يحطم في هذه الاجيال وينتقم منها ( من خلف الستار ) .
يا وزارة بكفي نوم وتغاضي .. مستقبلنا ومستقبل بلدنا اهم بكثير من أي اعتبار آخر ..
شكلي طلعت عن الموضوع وشتيت .. لكن فعلا شي يدعي للاسف ، فهل يعقل ان الدولة الأولى – تقريبا – من حيث التعليم ، يكون عندها مثل هيك مصائب .. ووين ؟ بالتعليم نفسه ! والله ما بيصير .
ما بيهمنا اذا في تسريب اسئلة او لأ .. ما بيهمنا كمان هل التصليح دقيق او لأ .. يمكن الوقت لسة بدري على مناقشة هيك امور .. الأهم الآن ، هو كيف توقفوا السوق السوداء هاي ؟
كل سنة بيطلع موال جديد بيودي للقديم .. كل سنة الطلاب بيغرقوا بخرافات ما قبل النوم .. طيب وبعديين ؟
وعلى قولة : " انا جبت الأسئلة " ، " الـ 105 عندي " ، " جيب صحابك والك خصم مرتب " ، اشياء واشياء .. والطالب ما بيعرف مين الصح .
الكل اعترض على قرار ايقاف المعاهد .. وهذا امر طبيعي لانه مثل ما في العاطل ، اكيد في الكويس .
المشكلة الحقيقية هي في ما يحصل أخيرا ..
مثلا في سوق البورصة .. يبيع المساهمون الأسهم التي حققت ارباحا كل آخر اسبوع او شهر ، ضمن عملية تسمى " جني الأرباح " . هذه العملية تؤدي الى انخفاض مؤشر السوق العام بسبب زيادة العرض وقلة الطلب .
وهكذا نحن آخر السنة .. تـُبتكر الأسئلة ( يمكن تسريب ) .. تعرض على الطلبة .. هناك عروض كثيرة ومتنوعة ( سي .. – سي .. – .. الخ ) .. الطالب يختار ( ديموخاويا ً – بدلا من ديمقراطيا ) يستنزف اهله ( كل ورقة وحصة بمبلغ فلاني ) .. يضيع وقته .. يحصل على ورقة او اوراق .. الورقة جيدة الشكل غريبة المحتوى .. الصدف نادرة .. الرسوب شبه اكيد .. بامكانك تفتتح مصنع اعادة تصنيع ورق .. سينجح المصنع .. ربما ستصبح استاذ .. ستسرب اسئلة .. سيتكرر المشهد .. سيفتتح طلابك مصانع مشابهة .. ستفلس .. ستنتهي حياتك من الصدمة .. ستدفن بجانب استاذك .. سيتبعك طلابك .. وهكذا ..
ربما ان القصة ضرب من الخيال .. الا انها واقع شئنا ام ابينا .. لننظر حقا .. لنتمعن .. للأسف سنتفاجىء بانها حقيقية ..
مصلحتنا ( مصلحة البلد ) فوق كل اشي ، ولهيك يا اصدقاء لازم ما نكون ضحية لناس بدها تهدم مستقبلنا علشان هي تعيش .. خلينا نكون اكثر حنكة .. خلينا نعرف شو بنسوي .. يمكن حصة المراجعة فعلا جيدة .. لكن ثق تماما انها لن تقدم لك ما تريد .. انت فقط وحدك من يقدمه ..
ويا وزارة حني علينا شوي .. ترى ما وصلنا اشي هالسنة ...:Jordan: