أدمنت المقاهي
ومشاهدة المارة كل مساءِ
عندما يغرق الكون في سباتِ
تنبض هنا الحياة باستمرار
أجلس في مكاني
كأني لا أبالي
و بين يدي صحيفة..
و بضعة أشعارِ
أختبئ خلفها كي لا يراني
وهنا
تمر الساعات كالثواني
بين من يصرخ
ومن يبادرني بالابتسامِ
وبين الأصواتِ والدخانِ
تختفي الأوجه
تصير حلما بأولِ نيسانِِ
إليها تنتهي الطرق القريبة/البعيدة
يأتيها التائهون من كل مكانِِ
هي وطننا الصغير
حيث الكل يخط اسمه على الجدارِ
فهو لا يشتكي..لا يعترض
لا يبوح لغيرك بالأسرارِ
شششششششش
كثيرة هي المشاهد
قليلة هي الكلمات
فاحمل قهوتك صامتا
و امضي معي
من هنا
سيبدأ ..حديث المقاهي..
فالركنِ
قارئة للفنجان
أتاها نزارُ قبل أيامِ
ففلَ لما رآني
هي و أنا رفيقتان ولكن..
لم نتبادل يوما
تحيات الصباح والسلام
قرأت فنجانها قبلا
لكن كلامي بقي فارغا من كل المعاني
عندها أخبرتني
أن الغموض سر الكلام
يجلس قبالتي يوميا يحمل جريدته في يدٍ ، و قهوته في اليد الأخرى
يخفي خلف نظارته مدامعه..و يداري بصراخه انفعاله
ثم يصمت فيغرق الكون معه
..في سبات
عندما يتعبه الصمت ..يثقل كاهله
يلقي برأسه على كتفه
ويدع نفسه لل"ستِ" والعندليب وفيروز
يردد معهم الكلمات والألحان
يبلغ الخمسين لكن..
أمام سطوتهم يعود شابا
فتعلو وجهه الابتسامة
ويبدأ سرد أقاصيصه
"ياااه يا زمن
رحل معك سمر الليالي"
و يعود لصمته..لكن هده المرة بابتسامة
مضى يومان ولم تأتي
على الطاولة ينتظر
لمسة من يديها فيبرأ
تعب من الهجران
هناك في الركن مكانها
لا يمسه أحد
غارق في الصمت و الظلام
هناك تكمن راحتها
وبين الظلام يجلس وحده
فانتظار عودتها
هو كالفنجان يشتاق
لنظرة أو نظرتين
ضاع بين الدخان وجهها
فما عاد يراه
متى يكون اللقاء
سيكون الخلاص
بانتظار ردودكم
((اسيل))