عاش الأردنيون لحظة إعلان النتيجة التي جاءت مفاجئة لهم بتقدم التونسي نادر قيراط على قويدر حالة من الذهول والصدمة تخللتها حالات هيجان وإغماء من قبل عشاقه
بقدر الهستيرية غير المسبوقة التي عاشتها الحشود الجماهيرية في مقاهي وشارع عبدون في العاصمة عمان لثلاث ساعات ونصف، وهي تتراقص وتهتف لمرشحها محمد قويدر في برنامج ستار أكاديمي على شاشة تلفزيون LBC، على أساس أنه بات قاب قوسين أو أدنى من الظفر باللقب الخامس، عاش الأردنيون لحظة إعلان النتيجة التي جاءت مفاجئة لهم بتقدم التونسي نادر قيراط على قويدر بأربعة أعشار العلامة حالة من الذهول والصدمة تخللتها حالات هيجان وإغماء من قبل عشاق مرشحهم من كلا الجنسين.
وما إن مضت الدقائق العشر الأولى على الصدمة في شارع عبدون، الذي احتشد فيه أكثر من 20 ألف شاب وفتاة، حتى تمكن نفر من إعادة الاتزان إلى النفوس وتشجيع محمد قويدر على أنه سوبر ستار أكاديمي الحقيقي.
وفي أول ردة فعل عائلة قويدر التي تفاجأت من النتيجة، قالوا إن ولدهم ظلم بخسارته لقب النسخة الخامسة من ستار أكاديمي، الذي كان بين يديه، بسبب تداعيات لم يكن لولدهم علاقة بها، وإنما استخدمت ضده لأسباب رفضوا الخوض فيها، مشيرين إلى أن نادر الذي باركوا له بالفوز ظفر باللقب بسبب الانحيازات التي حصلت بين المتسابقين، لاسيما بين محمد والسعودي عبد الله الدوسري الذي انسحب من المسابقة.
وقال الإعلامي اللبناني مازن دياب، المكلف من عائلة قويدر للتحدث باسم ابنهم، إن النتيجة كانت مفاجئة وغير متوقعة، "ولا نعرف ما الذي جرى".
وسجل مراقبون إعلاميون استغرابهم من أن البرايم النهائي لستار أكاديمي لم يكن بثا مباشرا على الهواء، بدليل أن النتيجة وصلت بعضهم عبر اتصالات من لبنان تبلغهم بأن نادر قيراط ظفر باللقب بفارق أعشار عن قويدر.
وبينوا أنهم اعتبروا هذه الاتصالات مجرد "دعابة" هدفها اللعب بالأعصاب قبل ظهور النتائج بخمس دقائق تقريبا.
وقال أحدهم "عندما جاءت النتائج مطابقة لتلك الاتصالات أثار عدم بث الحلقة مباشرة العديد من علامات الاستفهام لدينا".
مسيرة "قويدر"
وولد محمد قويدر بمدينة دبي في الإمارات العربية عام 1984، ونال شهادة الثانوية العامة من مدارس الاتحاد في الأردن، وتابع دراسته الجامعية في جامعة عمان الأهلية، ودرس هندسة الطيران لمدة 3 سنوات.
وقويدر، الذي كان يؤمن بأن الصوت الجميل سيجد فرصته يوما، لم يبخل على الأردنيين بصوته، ولذلك فمسألة غنائه في كوفي شوبات أو فنادق كان هدفه أن يعرف أبناء بلده بأن لديهم فنانا ينتظر الفرصة الذهبية.
وقد بدأ محمد يلفت الانتباه في أوبريت "أردن يا غالي" مع مجموعة من الفنانين الأردنيين، كما أنه سجل 5 أغنيات خاصة به بالتعاون مع ملحنين وشعراء من بلده.
ولم يدخر قويدر جهدا، بحسب سيرته من أصدقائه وعائلته، لتحقيق الحلم، فرغم المعوقات التي وضعت أمامه إلا أنه كان واثق الخطى يمشي لتحقيق الحلم الذي طرقه عبر بوابة أكاديمية ستار أكاديمي.
ويعتبر قويدر الفنان صابر الرباعي مثله الأعلى، كما أنه من عشاق صوت الفنان المخضرم وديع الصافي.
وكاد محمد قويدر يقطف أول ثمار حلمه، حينما تعرف على علي المولى مدير أعمال الفنان صابر الرباعي، الذي استمع إلى صوت قويدر، وأعجب به، ووافق شفهيا على تبنيه فنيا، وإدارة أعماله، والدخول إلى عالم النجومية، إلا أن انشغال المولى حال دون ملامسة أول الحلم.
وحتى يتمكن قويدر من الوصول إلى الهدف قرر دراسة الموسيقى، فاحترف العزف على آلة الغيتار التي لم تكن تفارقه حتى في نومه.
طوال السنوات القليلة الماضية، ورغم معاندة الحظ له، كان طموحه كبيرا جدا في أن يدخل النجومية من خلال بوابتي سوبر ستار أو ستار أكاديمي.
وبالفعل، وبعد جهد كبير، علم بإعلان ستار أكاديمي النسخة الخامسة، فذهب وتقدم للمسابقة بشكل سري، ودون أن يعلم أحدا حتى أقرب مقربيه.
ولم يعلن محمد عن تجربته الخفية خوفا من الحسد، إلا بعد أن تمكن من اجتيار كافة الامتحانات التي أهلته ليكون واحدا من النجوم المتنافسين على لقب ستار أكاديمي الخامس، والذي غادره بعد منافسة ساخنة حاصلا على المركز الثاني