سيدي الطبيب
هل تقدر أن تشفيني مما أنا فيه ؟؟
أن تضمد جرح هذا القلب الذبيح ؟؟
أراك تسألني عن علتي ..
إذن فاسمع القصة من بدايتها
لقد أحببت - أيها الطبيب –
نعم أحببت .. وكان حبا طاهرا نابعا من القلب الغض النابض بين جوانحي ..
كان حبا أولا وكان حبا أخيرا ...
متى رأيتها لأول مرة ؟؟
لا أذكر .. إنها قريبتي أراها كلما جاءت لزيارتنا أو ذهبت لهم .. لا أذكر حتى متى اكتشفت هذا الشعور الرائع يدق قلبي ليفسح المجال لهذا الكائن الهلامي الغامض الذي يطلقون عليه اسم الحب ..
الحب . هذا الإكسير السحري الذي حار فيه العلماء وتفنن في وصفه الفلاسفة والأدباء وتشوق الناس جميعا وعلى اختلافهم إليه ..
في البداية رفضت .. قلت لنفسي هذا حب المراهقة المتذبذب الذي يختزل المشاعر والأحاسيس في الجمال الجسدي ولا يلتفت للعاطفة الصادقة ..
واقتنعت ...
أو هكذا حاولت إقناع نفسي .. ولكن الذي حدث بعدها لم يكن كذلك ..
بدأت أعاني من اللهفة عليها ..
بدأ القلب يسأل عن أليفه ويشكو من يوم لا يراه فيه ..
بدأت العين تفضح سر القلب المكتوم وتشي به للناظرين
بدأت أراجع الكتب .. أبحث عن هذا السر الغامض ..
سر الحب .
لم أكن لأجرؤ على مناقشة الأمر مع أحد فالإجابة معروفة .. ( عيب وحرام و.... ) إلى آخر القائمة الطويلة التي يتحفونك بها ناسين أو متناسين بوجود قلب ينبض بين جوانحي لا قدرة لي عليه
قلب يشعر ويحس بالفطرة الغريزية الطبيعية التي أودعها الله فينا لحكمة ..
قلب في عصر الفضائيات والحكايا وقيس وليلى وورميو وجولييت ..
أراك تحدق بي في ذهول ..
هل يدهشك ما أقول ؟؟
لماذا ؟؟ أتعتقدون الإنسان آلة صماء ليس لها مشاعر أو أحاسيس ؟؟
إن نفس الإنسان عالم قائم بذاته .. في داخل كل منا مدينة كبيرة .. مدينة قوامها عواطف لولاها لكانت الدنيا قاتمة مظلمة .. أرجوك لا تمنعني من الكلام .. استمع إليّ كإنسان .. إنك لم تصبح طبيبا إلا لأنك إنسان كبير .. الإنسان هو الأصل لا الطبيب .. الإنسان هو الروح والقلب والوجدان ..
باء بحثي بالفشل .. لم أجد أحدا يعرف معنى الحب .. يكشف عن محتواه وأسراره .. يشرح لي طلاسمه وألغازه ... أتعرف لماذا ؟؟
لأنه عاطفة .. وهل رأيت أحدا مهما بلغت به البلاغة يستطيع أن يعرف معنى العاطفة .. ؟
إنها شيء هلامي .. خفي عن الأنظار .. قريب بعيد .. نعيشها .. تسكن في داخلنا ... ولكننا نعجز عن فهمها وتفسيرها ..
كنت مرتقيا في عاطفتي .. لم أنزل بها لمستوى لا أرضاه لحبي ..
كانت الزهرة تنمو في قلبي بصمت .. ترتوي من دموع القلب الغض .. تعيش على أمل واحد ينمو رويدا رويدا .
أن أنتهي من دراستي وأستطيع التقدم لها ..
ولا أخفي عليك سرا وأنا أخبرك بأنها كانت سبب نجاحي وتفوقي ..
كان طيفها في الكتاب يمثل أمامي يخيّل إلي أنه يأمرني بالاجتهاد والمذاكرة فأطيعه في صمت وهدوء
وهل كنت أملك غير ذلك ؟؟
وفي يوم التخرج أمسكت بشهادتي فرحا .. إنها مفتاحي اليوم للقلب الذي أضناني بعده واكتويت بنار فراقه ..
أسرعت إلى المنزل .. أهيئ نفسي لمخاطبة أبي في التقدم لأهلها ..
لم أكن أفكر في تكاليف مالية .. أو تعقيدات اجتماعية .. كانت كل ما يهمني ..
أرى أختي تقبل عليّ .. أسألها في لهفة :
- هل عاد أبي ؟
لوحت بورقة في يدها وهي تقول ضاحكة :
- لا .
واستطردت في مرح :
- ألا تعرف ما في يدي ؟؟ إنها دعوة لحضور زفاف قريبتنا ( ------- )
نار .. ونار ملتهبة تفجرت في أعماق القلب المكلوم .. وسكين حادة حزّت في القلب الصغير قبل أن تشطره نصفين بلا رحمة ..
نعم أيها الطبيب ..
كانت هي ..
لم أصدق نفسي .. اعتقدت بأنني أحلم .. وحلم مزعج أيضا .. ولكنها الحقيقة ..
الحقيقة بكل ما فيها من ألم وقسوة ..
بقلب ينزف دما أسرعت إلى غرفتي لأقفل بابها وسط نظرات أختي المندهشة وأجلس أضمد جراحي ..
وأني لها أن تشفى ؟؟
وكانت البداية ..
بداية الليل أقضيه على ضوء القمر أبثه شكواي شاعرا بأنه الوحيد الذي يفهمني
ويتألم لألمي ..
وليلة الزفاف شعرت بأنني لم أعد أستطيع المقاومة ..
كنت ذاهلا عن كل من حولي ..
خرجت أمشي بلا هدى .. أتأمل فيمن حولي .. إنهم يمشون ضاحكين مرحين .. لا يحسون بجرحي .. ولا يهتمون لقلبي الجريح ..
حتى رأيت نفسي واقفا أمام عيادتك فدخلتها ..
فهل تستطيع أن تشفي هذا القلب العليل ..
هل تستطيع أن تعيده مرة ثانية خاليا من الحب الذي جرحني وأدماني ...
ليتك تستطيع ..
أرجوك .
هل تقدر أن تشفيني مما أنا فيه ؟؟
أن تضمد جرح هذا القلب الذبيح ؟؟
أراك تسألني عن علتي ..
إذن فاسمع القصة من بدايتها
لقد أحببت - أيها الطبيب –
نعم أحببت .. وكان حبا طاهرا نابعا من القلب الغض النابض بين جوانحي ..
كان حبا أولا وكان حبا أخيرا ...
متى رأيتها لأول مرة ؟؟
لا أذكر .. إنها قريبتي أراها كلما جاءت لزيارتنا أو ذهبت لهم .. لا أذكر حتى متى اكتشفت هذا الشعور الرائع يدق قلبي ليفسح المجال لهذا الكائن الهلامي الغامض الذي يطلقون عليه اسم الحب ..
الحب . هذا الإكسير السحري الذي حار فيه العلماء وتفنن في وصفه الفلاسفة والأدباء وتشوق الناس جميعا وعلى اختلافهم إليه ..
في البداية رفضت .. قلت لنفسي هذا حب المراهقة المتذبذب الذي يختزل المشاعر والأحاسيس في الجمال الجسدي ولا يلتفت للعاطفة الصادقة ..
واقتنعت ...
أو هكذا حاولت إقناع نفسي .. ولكن الذي حدث بعدها لم يكن كذلك ..
بدأت أعاني من اللهفة عليها ..
بدأ القلب يسأل عن أليفه ويشكو من يوم لا يراه فيه ..
بدأت العين تفضح سر القلب المكتوم وتشي به للناظرين
بدأت أراجع الكتب .. أبحث عن هذا السر الغامض ..
سر الحب .
لم أكن لأجرؤ على مناقشة الأمر مع أحد فالإجابة معروفة .. ( عيب وحرام و.... ) إلى آخر القائمة الطويلة التي يتحفونك بها ناسين أو متناسين بوجود قلب ينبض بين جوانحي لا قدرة لي عليه
قلب يشعر ويحس بالفطرة الغريزية الطبيعية التي أودعها الله فينا لحكمة ..
قلب في عصر الفضائيات والحكايا وقيس وليلى وورميو وجولييت ..
أراك تحدق بي في ذهول ..
هل يدهشك ما أقول ؟؟
لماذا ؟؟ أتعتقدون الإنسان آلة صماء ليس لها مشاعر أو أحاسيس ؟؟
إن نفس الإنسان عالم قائم بذاته .. في داخل كل منا مدينة كبيرة .. مدينة قوامها عواطف لولاها لكانت الدنيا قاتمة مظلمة .. أرجوك لا تمنعني من الكلام .. استمع إليّ كإنسان .. إنك لم تصبح طبيبا إلا لأنك إنسان كبير .. الإنسان هو الأصل لا الطبيب .. الإنسان هو الروح والقلب والوجدان ..
باء بحثي بالفشل .. لم أجد أحدا يعرف معنى الحب .. يكشف عن محتواه وأسراره .. يشرح لي طلاسمه وألغازه ... أتعرف لماذا ؟؟
لأنه عاطفة .. وهل رأيت أحدا مهما بلغت به البلاغة يستطيع أن يعرف معنى العاطفة .. ؟
إنها شيء هلامي .. خفي عن الأنظار .. قريب بعيد .. نعيشها .. تسكن في داخلنا ... ولكننا نعجز عن فهمها وتفسيرها ..
كنت مرتقيا في عاطفتي .. لم أنزل بها لمستوى لا أرضاه لحبي ..
كانت الزهرة تنمو في قلبي بصمت .. ترتوي من دموع القلب الغض .. تعيش على أمل واحد ينمو رويدا رويدا .
أن أنتهي من دراستي وأستطيع التقدم لها ..
ولا أخفي عليك سرا وأنا أخبرك بأنها كانت سبب نجاحي وتفوقي ..
كان طيفها في الكتاب يمثل أمامي يخيّل إلي أنه يأمرني بالاجتهاد والمذاكرة فأطيعه في صمت وهدوء
وهل كنت أملك غير ذلك ؟؟
وفي يوم التخرج أمسكت بشهادتي فرحا .. إنها مفتاحي اليوم للقلب الذي أضناني بعده واكتويت بنار فراقه ..
أسرعت إلى المنزل .. أهيئ نفسي لمخاطبة أبي في التقدم لأهلها ..
لم أكن أفكر في تكاليف مالية .. أو تعقيدات اجتماعية .. كانت كل ما يهمني ..
أرى أختي تقبل عليّ .. أسألها في لهفة :
- هل عاد أبي ؟
لوحت بورقة في يدها وهي تقول ضاحكة :
- لا .
واستطردت في مرح :
- ألا تعرف ما في يدي ؟؟ إنها دعوة لحضور زفاف قريبتنا ( ------- )
نار .. ونار ملتهبة تفجرت في أعماق القلب المكلوم .. وسكين حادة حزّت في القلب الصغير قبل أن تشطره نصفين بلا رحمة ..
نعم أيها الطبيب ..
كانت هي ..
لم أصدق نفسي .. اعتقدت بأنني أحلم .. وحلم مزعج أيضا .. ولكنها الحقيقة ..
الحقيقة بكل ما فيها من ألم وقسوة ..
بقلب ينزف دما أسرعت إلى غرفتي لأقفل بابها وسط نظرات أختي المندهشة وأجلس أضمد جراحي ..
وأني لها أن تشفى ؟؟
وكانت البداية ..
بداية الليل أقضيه على ضوء القمر أبثه شكواي شاعرا بأنه الوحيد الذي يفهمني
ويتألم لألمي ..
وليلة الزفاف شعرت بأنني لم أعد أستطيع المقاومة ..
كنت ذاهلا عن كل من حولي ..
خرجت أمشي بلا هدى .. أتأمل فيمن حولي .. إنهم يمشون ضاحكين مرحين .. لا يحسون بجرحي .. ولا يهتمون لقلبي الجريح ..
حتى رأيت نفسي واقفا أمام عيادتك فدخلتها ..
فهل تستطيع أن تشفي هذا القلب العليل ..
هل تستطيع أن تعيده مرة ثانية خاليا من الحب الذي جرحني وأدماني ...
ليتك تستطيع ..
أرجوك .