لم يكن الباراسايكولوجى علم وليد اليوم أو حتى الأمس الغريب , بل هو علم بدأ يشتهر فى اواخر القرن السابع عشر وأرجوا أن تفهموا المغزى من الجملة فانا أقول بدأ يشتهر وهذا يعنى انه كان موجودا من قبل لكنه كان موضوعاً تحت غطاءاً من الجهل , أول من كشف هذا الغطاء كان العلامة العربى ابن سينا , وعلى الرغم مما ذكره من قصص وأمور غريبة لم يهتم به أحد , حتى اواخر القرن السابع عشر اهتم به الكثيرون وبدأوا يتكلمون فى جلسات أشبه ما تكون بالسرية أو أحاديث السمر والتسلية ولم يتجرأ أحد أن يتكلم فى مثل هذه الأمور خشية التعرض للنقد اللازع والسخرية وكان أول من واجه هذا المصير فرانز أنتون مسمير فى تأليفه لكتاب المغناطيسية الحيوانية Animal Magnetism ومن ثم أساليب علاجه الغريبة فى التنويم الايحائى وعلى الرغم انه وجد من يدعمه معنويا وماديا وخلافه إلا انه فى النهاية تعرض لنفس المصير الذى كان يخشاه البعض بصرف النظر عن ما قد تم تطويره فيما بعد .
وما ظهر جليا فى القرن الماضى والحالى عن تطوير فى قدرات الباراسايكولوجى فتح مجالأ جديدا لأستخدام هذا العلم بعيداً عن التكنولوجيا والاختراعات القائمة على فروع هذا العلم , وكان هذا المجال الجديد هو التجسس والحروب حيث قامت أبحاث علمية تحت ما يسمى بالرصاصة الذهنية ! وقامت أيضا المخابرات الأمريكية والروسية على حد السواء بعمل أبحاث سرية لاستخدام القدرات الباراسايكولوجى فى الحروب وفى مجال التجسس أيضاً وبكل أسف إسرائيل أيضا عن طريق تبادل الخبرات بين الموساد والمخابرات الأمريكية كحليف دائم لهم وهذا تم حين لاحظوا قديما ان الإتحاد السوفييتى وأيضا الجانب الأمريكيى قد ضموا الباراسايكولوجى فى جداولهم وأهدافهم التجسسية والحربية وتجنيدهم الإجبارى لكل من يمتلك قدرات فائقة وصفت بالقدرات الخارقة وسموا من يملكوها بالوسطاء , ولم تكن الحكومات الحالية فقط هى التى تستخدم الباراسايكولوجى فى التجسس والحروب , بل انظروا الى تاريخ الباراسايكولوجى وتحديدا الدكتاتور السوفيتى "ستالين" وولعه بهذه الأمور وما حدث بينه وبين المتخاطر الإيحائى : ولف جريجروفيتش ميسنج ! وما طلبه ستالين منه لكى يثبت قدراته لكى يخدم فيما بعد أهداف الحرب والتجسس , وأيضا استيفان سوفيسكى الذى اعتقل فى عدة جرائم سياسية قام بها بإستخدام قدراته الباراسايكولوجية وقضى 5 سنوات فى السجن حتى خرج بطريقة ما وسافر الى بولندا وفى خلال الحرب العالمية الثانية ساهم بقدراته فى الحركة السرية البولندية حتى وقع فى أيدي الألمان وقاموا بإعدامه , والعديد والعديد ...
وحتى فى العراق الشقيق فى عهد صدام حسين حين قام الجيش بالبحث عن من يملكون قدرات خارقة وايداعهم ببيت فخم ذو حراسة مشددة ومنعهم من الخروج منه وتكريس حياتهم لتنمية قدراتهم واستخدامهم وقت الحاجة , وهذا ما فعلته اسرائيل ايضا وربما الوسطاء بالعراق واسرائيل أفضل حالاً من غيرهم حتى وإن كانوا مقيدين فى بيت فخم , ففى روسيا كان من يملك قوة خارقة ما ويسقط فى أيدي المخابرات يتم استنزافه بشكل مؤسف مثل ما حدث مع نينا كولاجينا التى خضعت لتجارب مرهقة لفترة كبيرة من الوقت حتى توفت .
ومن أهم واشهر الأستخدامات لهذا العلم فى هذه المجالات كان إكتشاف السوفييت تسريب معلومات هامة من أحدى غواصاتهم وبالتحقيق لم يستطيعوا إيجاء اى وسيلة لتسريب هذه المعلومات إلا بعد ان اعترف لهم الفاعلين انهم مدربون على التخاطر , ومن بين أشهر الاستخدامات ايضا ما حدث بعد اختفاء طائرة ما لا اتذكر اسمها صراحة حيث استعانت المخابرات الأمريكية بإحدى المحترفين فى الرؤية عن بعد واستطاعوا بواسطته من الوصول للطائرة قبل ان يصل لها الخبراء , وفى فيتنام استخدموا الوسطاء فى هذه الحرب كما أستخدموا الوسطاء فى أوكرانيا لتنكيس صحة الرئيس الروسى السابق يلتسين وأيضا فى عهد الرئيس الأمريكى كارتر استخدموها لمعرفة وضع الرعايا الامريكان المخطوفين , وأيضا استخدمها الهنود فى لمعرفة تحركات الجنود الإنجليز أثناء حربهم معهم , والعديد من الاستخدامات الحربية والتجسسية . والأن روسيا تدرب رواد الفضاء لديها على التخاطر للتواصل فى حالة وجود عطل ما .
بقلم د محمد فايق وللامانة منقول من موقع مجتمع الباراسايكولوجى http://para-society.blogspot.com/2014/04/blog-post_7858.html